واليوم هو الجمعة الذي صارت خطب صلاته هماً ثقيلاً للكثيرين منا.. *صارت تجلب لهم النعاس بأكثر مما تفعل خطب (لجان الحوار الوطني).. *وفي بلدتنا - ونحن صغار- كان إمام مسجدنا يتلو خطبه من كتاب يرجع للعهد العثماني.. *كانت خطباً ذات سجع ممل لها كل ما في أقراص (الفاليوم) من خصائص.. *وبالفعل كان يغط في نوم عميق أغلب كبار السن من المصلين.. *ثم لا يصحون إلا حين (يلكزهم) الصغار عقب بلوغ الإمام عبارة (وخديجة الكبرى).. *وفي يوم تفتقت أذهان بعض الصغار هؤلاء عن فكرة تريحهم من خطب (السلطان عبد الحميد).. *فقد (تسوروا المحراب) وعادوا بالكتاب الأصفر الذي هو أكثر قدسية عند إمامنا من (الكتاب الأخضر) لدى عبدالله زكريا.. *ثم انسحبوا من صلاة الجمعة القادمة عندما دخل الإمام متأبطاً نسخة (جديدة) من الكتاب ذاته.. *ولم تفلح - إلا بعد جهد جهيد - محولات الكبار اقناعهم بتفضيل أحد خيارين : *إما الحضور إلى المسجد مع خواتيم الخطبة والإمام يقول (اللهم انصر ولاة أمورنا) .. *وإما الحضور مبكراً ثم الاستسلام لمفعول الخطبة في (التنويم).. *واختار أغلب الشباب الخيار الأول ... *وهو الخيار نفسه الذي لاحظت تفضيل شباب زماننا هذا له بسبب (رتابة) خطب الجمعة.. *وإمام مسجد حيِّنا تفتق ذهنه عن فكرة ذكية يطرد بها النعاس من أعين المستمعين لخطبته.. *فهو يصرخ كل خمس دقائق - بأعلى صوته - ثم يعود إلى (الغمغمة) مرة أخرى.. *وفي كلا حالتي الصراخ والغمغمة هاتين يعجز مصلو الخارج عن فهم كلمة واحدة منه.. *أما الذين هم بالداخل فيميزون كلماته ولكنهم (ينعسون) جراء رتابة الخطبة.. *ومع مرور الزمن تناقصت أعداد الذين يحضرون إلى المسجد مبكراً من الشباب والكبار.. *فقد فضلوا خيار شباب بلدتنا الهاربين من (الكتاب العثماني) أولئك.. *وصار أغلبهم لا يأتي إلى المسجد إلا مع عبارة (اللهم أنصر ولاة أمورنا).. *ومن بينهم شخصي الذي يتحسر على أيام خطب ذات جناس وطباق وسجع.. *وفي خواتيمها عبارة (اللهم أنصر سلطان المسلمين).. *ثم يذكر بكل الخير ذلكم (الكتاب الأصفر!!!). assayha.net/play.php؟catsmktba=8281
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة