*كان يوم ( الجرتق) عبارة عن جلسة أسرية شرفها بالحضور الأمام احمد المهدي الذي جلس حكيما كعادته وأبا للجميع دون استثناء ومرجعا دينيا للكثيرين وحكما في المجادعة بالدوبيت حيث قال عصام الترابي وبيننا حفيد الأمام المهدي المباشر وهوأب للجميع فله أن يصحح ما يشاء ...
*وجمعت المجادعة بالدوبيت وتنافس فيها بشرف الأخوان الكريمان عصام الترابي وعبدالرحمن الصادق المهدي بمشاركة بشرى الصادق المهدي وحضور يحي احمد المهدي ..قدم عصام الترابي في تلك الجلسة تعريفا كافيا لادب الدوبيت وقال أنه تراث يحفظ قيمنا ومبادئنا ويجسد كل المعانى الأصيلة والنبيلة واستهل المجادعة بمسدار قال أنه قيل حول المؤامرة الفاشلة التي دبرها اعداء الخليفة عبدالله التعايشي حيث نصب شرك للايقاع بة ونظم الحاردلو هذا المسدار يستجدي بة الخليفة عبدالله ليطلق سراح أحد أقاربه فقال ..
أنصارك كتار تامين عيارة الكيل زي بنت ألربا وكتين قدوم السيل
كان ماجور ألزمان وناس فهمها قليل كيفن شرك أم قيردون يقبض الفيل؟
ورد عليه عبدالرحمن الصادق المهدي مستهلا بقوله أن تاريخنا تاريخ ابتلاءات وويلات وقال مسدار نظمه عكير الدامر في ألامام عبدالرحمن ..
*كما أكدت المجادعة أن جيل البطولات سائر على خطى جيل التضحيات حيث انشد عصام الترابي المسدار الذي يقول .. نحن قلوبنا ما بدخل خلل في جوارن
يمشن دغري بالدرب المشوه كبارن
ثابتات كالجبال مابرحلن حجارن
والبيلد المحن لابديلولي صغارن
*ورد عليه عبد الرحمن الصادق بمسدار طريف قيل حول رجل متقدم في السن افتتن بحب البنات ولم يجد منهن غير الصدود ولما استياس منهن قال في نهاية المسدار ..(عقب نتلاقى في الجنة)...
*كانت ليلة الجرتق جلسة من الادب السوداني الأصيل والتقليد الجميل محضورة جمعت المهدي والترابي وحفتها روح المهدي صاحب الضريح الفاح طيبو وعابق) وارواح الخليفة عبدالله ومحمد المهدي احمد والامير محمود ود احمد والامير اسماعيل وشيوخ البطانة وروح الشهيدين محمد تبيدي ومحمد المهدي ..
* ونجحت في جمع مافرقته السياسة وبددته معاركها الانصرافية ولفتت نظر شبابنا الجديد الى عاداتنا الاصيلة وأدب الدوبيت الذي لم شباب المدن عندما سألتني أحدى قريباتي التي تدرس بكلية كمبيوترمان عن هذا الشعر الجميل الذي تسمعه لأول مرة ...
*ما أردت أن أقوله في النهاية أن اشياءنا الجميلة تظل كنوزا مخبوءة داخلنا لا نستطيع اكتشافها لاننا استسلمنا لأحزاننا ولواقعنا المر وتصلبنا داخل قوالب سياسية جامدة تحكمها الانانية وتسيطر عليها المصالح الشخصية الضيقة ... وكنا ولا زلنا نختبئ وراء أستار أوهن من خيوط ألعنكبوت ولن نتحرر ما لم ننفك من النظرة الاقصائية التي تعتقل كل شي حتى صاحب الكلمة ...يجب أن نسمو جميعا فوق جراحتنا ونلتقي في ساحة الوطن الواحد ومحرابه الواسع ونتجاوز ألمرارات وأن يلتقي ألشرفاء على كلمة سواء ... ولنساهم جميعا في اشعال ثورة على الواقع ألمر والمحزن من أجل ميلاد فرح جديد لأن الثورة تولد من رحم الأحزان ..........