تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الترابي والمهدي في يوم (بكى ) فيه الفرح و(ضحك) الحزن؟ بقلم: أمل احمد تبيدي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/18/2005 4:19 م

[email protected]
أمل احمد تبيدي
أحيانا يولد الفرح من رحم الاحزان رغم قول القائل حزن وفرح لآيلتقيان سبيلاهما في القلب مختلفان .وعندما تطفر دمعه من العين في لحظة فرح غامر فانها ليست دمعة حزن ولكنها قطرة شجن رقراقه تلمع فوق اوراق زهور افراحنا فيصدق هنا قو الشاعر الراحل نزار قبانى
أن الدمع هو الانسان
وأن الانسان بلا دمع ذكرى انسان
وأن الثوره تولد من رحم الأحزان
*وأن القلب هو مستودع كل تلك المشاعر التي تنبع بداخلنا حيث تمتزج السعادة بالألم ونضحك والقلب ينزف ونحب بعمق حتى تسيل المشاعر جداول وانهارا وياتينا صوت الحبيب عبر الأثير وننتشي وتردد الاعماق صادقه متى يلتقي الفرقاء وتكون دعوانا(يارب اجمعنا بمن نحب في الدنيا والاخره) ونبتسم رغم وخز الأشواك فما اغرب هنا (العذاب فوق شفاه تبتسم ) ....وأغرب من ذلك الشاعر يزيد بن معاوية الذى تجاوز حالة الحزن الخاصة ليرسم صورة جميلة ورائعة متصورا موقف حبيبته ورد وفعلها عندما يأتيها نبأ وموته عندما يقول في رائعته: واسترجعت سألت عني فقيل لها ما فيه من رمق
ودقت يدا بيد وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا
وعضت على العناب بالبرد
*جاشت كل تلك الأفكار والرؤى بخاطري ونحن نحتفل بزواج شقيقي لؤي فهو ليس أخا عاديا بل صديقا وحبيبا فقد جاءت مناسبة زواجه مثل شعاع باهر ليبرد عتمة أيام حزينة عاشتها الأسرة بفقد عزيز لديها وعبرت المناسبة عن الفرح الذي يولد من رحم الأحزان وجسدت روح المجتمع السوداني والأسرة السودانية وترابطها فالناس شركاء في (الحلوة والمرة ) فهم لا يتركونك تكابد وتتجرع أحزانك لوحدك ويشاركونك أيضا صنع الفرحة والابتسامة
*وكانت المناسبة تجسيدا لروح المجتمع السوداني وثقافته في الزواج ولمحة من مجتمع أم درمان الضارب في عمق الاصالة والذي جمع السودان في بوتقة واحدة ......وكشفت المناسبة عن العديد من عاداتنا وتقاليدنا التي يحتاج بعضها لمراجعة والبعض الآخر لدراسة واعادة نظر والبعض للتاكيد والحفاظ عليها حيث لازالت عاداتنا وتقاليدنا هي المسيطرة علي فعلنا الاجتماعي فلا زال زواج ابناء العمومه هو الأصل وهو السائد ومازال هنالك حضور قوى لطقوس مثل (قولة خير ..سد المال..فطور العريس ..والشيلة المسببه قال ابونا الراحل الشيخ البرعي ..اضافه للذهب فهو سيد الموقف بعد أن تعددت أنواعة وأشكاله المستورد منه والمحلى .. والذهب عند (أل تبيدي ) ليس للتفاخر أو كنز الأموال ولكنه تراث الأجداد والفن الذي برعوا فيه وسر المهنة وهو بالنسبة لهم يمثل (نقشا في جدار الزمن) و(صياغة) لواقع جديد فهم يقدمون الذهب لعروستهم كتكريم ومودة ويعني أنها عزيزة لديهم وغالية ...
*أجمل شي لفت نظري في طقوس زواجنا السودانية هو (الجرتق) الذي لايشير الي أي معتقد سوى انه عادة سودانية تمثل البعد السوداني الأصيل غير أن حبوباتنا وعماتن وخالاتنا لهن رأي آخر ..

*كان يوم ( الجرتق) عبارة عن جلسة أسرية شرفها بالحضور الأمام احمد المهدي الذي جلس حكيما كعادته وأبا للجميع دون استثناء ومرجعا دينيا للكثيرين وحكما في المجادعة بالدوبيت حيث قال عصام الترابي وبيننا حفيد الأمام المهدي المباشر وهوأب للجميع فله أن يصحح ما يشاء ...
*وجمعت المجادعة بالدوبيت وتنافس فيها بشرف الأخوان الكريمان عصام الترابي وعبدالرحمن الصادق المهدي بمشاركة بشرى الصادق المهدي وحضور يحي احمد المهدي ..قدم عصام الترابي في تلك الجلسة تعريفا كافيا لادب الدوبيت وقال أنه تراث يحفظ قيمنا ومبادئنا ويجسد كل المعانى الأصيلة والنبيلة واستهل المجادعة بمسدار قال أنه قيل حول المؤامرة الفاشلة التي دبرها اعداء الخليفة عبدالله التعايشي حيث نصب شرك للايقاع بة ونظم الحاردلو هذا المسدار يستجدي بة الخليفة عبدالله ليطلق سراح أحد أقاربه فقال ..
أنصارك كتار تامين عيارة الكيل زي بنت ألربا وكتين قدوم السيل
كان ماجور ألزمان وناس فهمها قليل كيفن شرك أم قيردون يقبض الفيل؟
ورد عليه عبدالرحمن الصادق المهدي مستهلا بقوله أن تاريخنا تاريخ ابتلاءات وويلات وقال مسدار نظمه عكير الدامر في ألامام عبدالرحمن ..
*كما أكدت المجادعة أن جيل البطولات سائر على خطى جيل التضحيات حيث انشد عصام الترابي المسدار الذي يقول .. نحن قلوبنا ما بدخل خلل في جوارن
يمشن دغري بالدرب المشوه كبارن
ثابتات كالجبال مابرحلن حجارن
والبيلد المحن لابديلولي صغارن
*ورد عليه عبد الرحمن الصادق بمسدار طريف قيل حول رجل متقدم في السن افتتن بحب البنات ولم يجد منهن غير الصدود ولما استياس منهن قال في نهاية المسدار ..(عقب نتلاقى في الجنة)...
*كانت ليلة الجرتق جلسة من الادب السوداني الأصيل والتقليد الجميل محضورة جمعت المهدي والترابي وحفتها روح المهدي صاحب الضريح الفاح طيبو وعابق) وارواح الخليفة عبدالله ومحمد المهدي احمد والامير محمود ود احمد والامير اسماعيل وشيوخ البطانة وروح الشهيدين محمد تبيدي ومحمد المهدي ..
* ونجحت في جمع مافرقته السياسة وبددته معاركها الانصرافية ولفتت نظر شبابنا الجديد الى عاداتنا الاصيلة وأدب الدوبيت الذي لم شباب المدن عندما سألتني أحدى قريباتي التي تدرس بكلية كمبيوترمان عن هذا الشعر الجميل الذي تسمعه لأول مرة ...
*ما أردت أن أقوله في النهاية أن اشياءنا الجميلة تظل كنوزا مخبوءة داخلنا لا نستطيع اكتشافها لاننا استسلمنا لأحزاننا ولواقعنا المر وتصلبنا داخل قوالب سياسية جامدة تحكمها الانانية وتسيطر عليها المصالح الشخصية الضيقة ... وكنا ولا زلنا نختبئ وراء أستار أوهن من خيوط ألعنكبوت ولن نتحرر ما لم ننفك من النظرة الاقصائية التي تعتقل كل شي حتى صاحب الكلمة ...يجب أن نسمو جميعا فوق جراحتنا ونلتقي في ساحة الوطن الواحد ومحرابه الواسع ونتجاوز ألمرارات وأن يلتقي ألشرفاء على كلمة سواء ... ولنساهم جميعا في اشعال ثورة على الواقع ألمر والمحزن من أجل ميلاد فرح جديد لأن الثورة تولد من رحم الأحزان ..........

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved