مهندس/ آدم هارون خميس
email: [email protected]
21/10/2005 م
إن التركيبة الفنية لوفد الحكومة المفاوض في أبوجا يثير دهشة إستغراب الكثير من المراقبين ويوضح بجلاء أن الحكومة لا تريد السلام لأهل دارفور إطلاقا وإنما ترنو إلى المزيد من صب الزيت على النار.
فإذا بدأنا بوضع علامات الإستفهام حول عقلية رئيس الوفد الحكومي مجذوبة الخليفة من حيث منهجه الفكري المبني أساسا على اللعب بمفردات اللغة والعبث بالمرجعيات الأصولية والإستهتار الهمجي لإستغباء الناس والتلاعب بمصائر المجتمع الأمر الذي يعرفه أي شبل في السياسة السودانية
فقد قام مجذوب بعدد من الجولات الداخلية والخارجية قبل التوجه إلى أبوجا في الجولة الأخيرة من التفاوض خاصة في دول الخليج وإلتقي بجزء من أبناء دافور لإطلاعهم بشكل التفاوض ومدي تملكه للتفويض الكامل وكأنه يحمل عصى موسى بيمينه‘ والترويج بأفكاره المسمومة، فقوله في عدة منابر بأن الحكومة ذاهبة إلى التفاوض بقلب مفتوح وإستعداد كامل لإعطاع أهل دارفور حقهم في السلطة والثروة هو ضرب من الإفترءات اللعيمة والخداع والمغالطات الساذجة التي لا تنطلي على أحد من أبناء دافور والمفارقة أنه في نفس المنابر يناقض نفسه بالقول بأنه لا يحق لأهل دارفور بالمطالبة بأي نصيب من نسبة ال 53% وأن ذلك حق الإنقاذ مكفولة ببروتوكولات نيفاشا وأنه يمكن للحكومة بالتنازل لهم بنسبة 15% من حق الحكومة في ولايات دارفور. الترويج الأخر الذي يقوم به هو أن الحركات المسلحة في لا تمثل أهل دارفور فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يشق على نفسه الترحال إلى أبوجا وعن ماذا سيفاوض ولماذا لا يبحث عن من يمثل أهل دارفور حتى يفاوضه؟ أم يقصد بأنه ونظامه من يمثل دارفور؟. بهذه المغالطات يريد مجذوب وضع العربة أمام الحصان.
والأمر الذي لا يخفى على أي عاقل أن الرجل يرى في نفسه عراب وفقيه النظام ويرسم لنفسه صورة وهمية ليبدو أنه رجل ذكي ومحاور متمرس وتارة يدعي بأنه رجل عاقل رشيد ولكن الحقيقة أنه مكابر.
لقد ذكر في احد المرات بأن أبناء دارفور مجرد سذج اجتروا وراء دول الإستكبار من الامريكان والانجليز متناسيا أن نظامه هو الذي خول لنفسه اغتيال كرامة انسان دارفور وضع دمهم في قالب الهدر وأرواحهم في سلة الإستباحة بإعتبارها عديم الفائدة يمكن التصرف فيها كيفما شاء على سبيل نظرية الإستغناء والإهمال وبإعتبارها كيانات فائضة عن الحاجة‘ حيث قام بتحويل جزء منهم إلى أدوات لخدمة هذا المأرب وتنفيذ هذا المخطط الإستبدادي من سلوكيات التصفية الجسدية والفكرية والقمع الإجتماعي خدمة للبقاء والتمكين .
فالجنجويد أدوات تدفع بهم النظام للقضاء على الفئات المغلوبة على أمرها من سكان القرى المنسيين في قاموس الحكومة رغبة منها في إعادة التشكيل الإجتماعي والطبوغرافي حتى يتواكب مع منهجها السياسي.
أما الجزء الأخر وهم الفئة المثقفة والذين تم إستعابهم في الدولة فلم تستوعبهم لبياض وجوههم بل للقيام بالتلاعب الخفي والتضليل والترويج والتخطيط والتكبير والتحليل لحروبها المقدسة ضد المخالفين والمارقين على منهجها من الضالين والأشرار حسب مفاهيمها لإستكمال حلقات التصفية .
اختيار مجذوب الخليفة الرجل الأكثر أيمانا بمنهج نظامه يكشف بكل وضوح إن الإنقاذ يريد ضياع المزيد من الوقت وإعطاء الفرصة لتلك المخططات حتى يتم إعادة التشكيل السياسي لخارطة دارفور السكاني وتحقيق فرضية البقاء والتمكين ووضع من تبقى من أهل دارفور في ذل التبعية والجهل والفقر والضياع.
فطلبات اهل دارفور في التفاوض وماذا يحتاجه دارفور لا يحتاج إلى توبولوجيا الرياضيات أو عراب لفك طلاسماتها أو الإرتهان بالقدرة على كسب الجولات بل يحتاج فقط إلى رجل عاقل يدرك معنى ضبط النفس والجدية والقدرة على تقديم التنازلات عن المفاهيم الخاطئة مما سيعطي الثقة للآخرين بتقديم تنازلات مماثلة. وهذه الصفات مفقودة تماما في شخص الدكتور مجذوب وهو بلا شك رجل خاطئ في المكان الخاطئ فالأمر يحتاج إلى طبيب أكثر قدرة ودراية من الطبيب مجذوب والذي يعطي نفسه حجما وهميا بعيدا كل البعد عن حجمه الطبيعي. فالمجتمع الدولي الذي يصم مجذوب الخليفة أذنيه من صيحاته حاضر بكل أدواته في طاولة التفاوض ومتجذر في كل تفاصيل التفاوض ومدرك بكل شاردة وواردة في طول وعرض دارفور وهو لن يترك المجذوب ونظامه يتمادوا في الإستهتار والامبالاة والقفز فوق الحقائق كثيرا وعليهم بقراءة صحيحة لخارطة التوازنات الإقليمية والدولية حتى لا تطالهم سيفه.