ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
بقلم - هاشم كرار - الترابي.. لا يريد أن يريح ويرتاح!
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/24/2005 7:51 ص
بقلم - هاشم كرار - الترابي.. لا يريد أن يريح ويرتاح! لا يريد ان يعتذر.. والاعتذار قيمة حضارية.. وهو - الاعتذار - ليس بأية حال من الأحوال هو (الاستغفار) ذلك الذي التفَّ حوله لـ (يزوغ) كعادته بيديه، وابتسامته الثعلبية، عن سؤال. هو لا يريد أن يعتذر عن «الانقلاب»، الذي أهلك الديمقراطية الثالثة في السودان، لأن غيره من الأحزاب «فعلها» ضد ديمقراطيتين: أولى وثانية. انظروا لهذا المنطق المعوج. وهو.. لا يريد أن يعتذر عن أخطاء بالجملة لنظام كان هو «دماغه» و«مرشده» و«رئيسه من الباطن».. نظام شوه الدين في السودان ونفر منه.. بل نظام وضع السودان كله في المحرقة.. ووضعه في كف عفريت التشرذم العرقي، والجهوي.. وفي كف عفريت الانقسام. من غيره.. الترابي الرجل، ظل يتحدث لأحمد منصور (بلا حدود).. ومن حقه.. بالطبع - أن يتحدث، لكن من حقنا عليه أن يحترم فينا ما هو كريم عند الله، العقل. الرجل الذي يحاول أن يلغي فيّ العقل، أشك في أنه ذو جنة، فكيف إذا ما حاول ذات الرجل، أن يلغي في أمة باكملها عقلها الكلي؟ الترابي، لم يحاول ذلك فقط، وانما حاوله باستهزاء للذاكرة الجمعية لشعب بأكمله.. فكأنما هذا الرجل لا يكفيه كل الاستهزاء بالذين قتلوا، والذين شردوا، والذين قطعت أسباب أرزاقهم، ولم يكفه كل استهزائه بالأجساد الغضة التي كان يسوقها حين كان «الدماغ»، و(المرشد) و(الرئيس من تحت الطاولة) الى الحور العين، حتى اذا ما ساقه تلاميذه الى زنزانة تلهو فيها الفئران، اصبحت تلك الاجساد النضيرة في ابتسامته المراوغة مجرد «فطايس»! الرجل تحدث عن «البترول».. والبترول عنده انجاز تم بعلاقات «الاسلاميين» وليس بعلاقات المصالح التي تحكم الدول والشركات.. تحدث عن البترول، واذا ما سأله سائل اين تذهب امواله، لكان قد ابتسم ابتسامته تلك، واجاب (أولم اقل لكم ان السلطة مفسدة)! بالطبع، هو هنا لا يتحدث عن السلطة التي كان «دماغها» ومرشدها، وانما السلطة التي سجنته، ووضعته في الاقامة الجبرية، وتآمرت على حلمه التاريخي في الامارة! وهو.. تحدث عن «الشرق» وعن «الجنوب».. ذات الشرق والجنوب اللذين حولهما الى محرقة حين كان يصف في الشاشات المعارضين بـ (الفئران المذعورة).. وتحدث عن دارفور، تلك التي كان هو تحديدا وراء كل تعقيدات ازمتها التي انتهت بأسوأ كارثة انسانية في العالم. تحدث الترابي عن كل هذه «الجهويات» مبشرا ضمنيا بانقلاب آخر وذلك هو مشروعه بعد المشروع الحضاري الذي طويت سجادته بـ «المعارضين الفئران»! السودان ليس «فأر تجارب» للسياسيين الفاشلين. هذا ما ينبغي ان يدركه الترابي وهو منهم وما ينبغي ان يدركه اكثر انه لن يستطيع ثانية ان يستغفل حتى ولو وسع من ابتسامته المراوغة بمقدار سنتمتر او سنتمرات وحرك يديه في كل اتجاه خاصة في اتجاه الغرب السوداني!
للمزيد من االمقالات