ملخص ورقة حمدي حول( مستقبل الاستثمار في السودان) والتي قدمها في مؤتمر القطاع الاقتصادي للحزب الحاكم ( المؤتمر الوطني) والذي انعقد في قاعة الصداقة في الفترة 11-12 سبتمبر 2005, يدعو الي تركيز الاستثمار القادم من الدول العربية والاسلامية وبقية العالم غير الدول الاوربية المانحة لصندوق اعمار ما دمرته الحرب بالجنوب ودارفور والشرق, تكيز هذه الاموال في ما اسماه حمدي بمحور سنار+كردفان + الشمالية(شمال الجيلي). واستقصاء وعزل دارفور والشرق والجنوب من هذا الاستثمار لاسباب علي من يريد معرفتها الرجوع الي تلكم الورقة , او الي تعليق د. صديق امبة عليها تعليقا وتحليلا علميا رصينا(صورة من مقال د.صديق ادناه).
ولكن ما نريد قوله هنا بان حمدي هذا لا يعبر عن رايه وعن نفسه فحسب , انما هو في الواقع يعكس راي وافكار كل افراد العصابة من الثالوث القبلي النيلي الذين يتولون امور البلاد منذ قدوم الانقاذ وربما قبل ذلك ايضا.
والا فلماذا لم يتم انجاز طريق الانقاذ الغربي في الوقت الذي تم فيه انجاز اكثر من طريق في الشمالية؟ ولماذا تم اغلاق مشاريع تنموية مهمة في دارفور مثل مشروع السافنا وجبل مرة في الوقت الذي قامت فيه مشاريع زراعية عديدة في الشمال؟ ولماذا هذه السرعة في تنفيذ سد مروي ؟ ولماذا الاسراع في بناء مطار كريمة وتحديث باقي مطارات الشمالية؟ ونلاحظ بان سنار وكردفان التين زج بهما حمدي في محوره هذا لم تحظيا باي مشاريع تنموية ,اللهم الا ابار البترول في كردفان والتي لم تحفر لفائدة كردفان , بل لغيرها, والا لما حرم ابناء كردفان حتي من العمل كغسالين في هجليج. اذن لماذا كردفان وسنار في محور حمدي الاستثماري؟ اهي محاولة للابقاء علي وقود النار من جنود من ابناء هذين الاقليمين , كما هو الحال في الجيش السوداني الذي معظم جنوده من النوبة الكردفانيين والبقارة الكردفانيين؟ وللحفاظ علي ابار البترول التي هي في كردفان؟وسنار للحفاظ علي امداد الكهرباء من خزاناتها لحين اكتمال سد مروي؟وايضا لضمان الحصول علي العمالة الرخيصة من مواطني هذين الاقليمين؟؟
خلاصة الامر ان ورقة حمدي هذه فسرت لنا لماذا عندما اتي مدير بنك التنمية الاسلامي من السعودية لتمويل مشاريع قومية في السودان واراد تمويل طريق الانقاذ الغربي , قال له وزير المالية انئذ عثمان عبدالوهاب بان طريق الانقاذ الغربي ليس مشروعا قوميا! لانه كما هو واضح من ورقة حمدي يقع معظمه في دارفور , وهي خارج المحور الاستثماري , وباقيه في كردفان, التي لا يريد لها حمدي وغيره التقدم والنماء اصلا.
اظن ان ورقة حمدي هذه وثيقة تدينه لانه من المؤكد كان حابلا بافكاره هذه عندما كان وزيرا للمالية في فترتين , وبذلك يعتبر قد خان مواطني دارفور والشرق وحجب عنهم مشاريع معلومة واخري الله اعلم بها. وايضا هذه الورقة الكارثة تدين الانقاذ لاصرارها علي تعيينه وزيرا للمالية وهي تعلم مخططاته , وان لم تعلم فالادانة اشد.والورقة اخيرا تدين الانقاذ لانها سكتت عنها والسكوت كما يقولون علامة الرضا.وهي من بعد كل هذا اثبتت ان ابناء دارفور والشرق كانوا علي حق عندما حملوا السلاح , ولا زالوا.
محمد احمد موتسو