تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

المومس العذراء بقلم أ/احمد يوسف حمد النيل -الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/22/2005 2:44 م



المومس العذراء
عذراً لعناكب الفكر القوي الباقية
عذراً لموجات البحار العاتية
عفواً لك الأرض التي حوت موائدي الجنسية
قذرا ً هو الزمن الذي يأتي إليّ
عفواً عزيزي الشيخ ذو اللحية البيضاء
شكراً لك الموج يهرس في جباهي
عذرا لك الزمن الذي مضي مني بغاء
و الجنس ماء الفكر يسري في عروقي
و الشكر للأبنوسة الزرقاء
و العفو كل العفو للنخلة الشماء
و الشكر يمضي للسماء
للحب للكرامة العذراء
لكنني عذراء ...
أفكاري الضئيلة قد تفاقمت
أصبحت مثل القمة الزرقاء
آهاتي ثم الشكوى و البكاء
لكنني عذراء
عذراء حبي الجديد للسماء
للماء للفصول للهواء
للبقعة الخضراء
للفكر... للرواء
شكراً لأصحاب الحوانيت
عفواً لرواد المقابر
الآن قامتي استحياء
لأنني جميلة حمقاء
الدم في عروقي .. دُمى المراهقة
و الحس في دواخلي مجون
و البيوت عندي كلها موامس
شكراً لك الشاب الوسيم
لن تنام معي تحت سقف هذه السماء
الفكر عذراً ..اقبلني عذراء
موائدي الجديدة و جبتي الزرقاء
حداداً علي الزمن الصريع
الكلب أشكرك ..نبيحك الضجيج
البرق أشكرك لأنني عرفت معنى الخوف
الرعد و الزوابع المخيفة والبكاء
لأنني صفية الصفاء
أنكب ُ في الدموع
في الشهد .. في الخيال
شكرا ً سني المدرسة
عفواً عزيزي الطالب
شكرا ً لك القلم
تلمّست ْ أسنانك الكتابة
كتبت ُ مرة فرعاء
و مرة مومس تمارس في العراء
عفوا ً يا قلمي المبجل
عفوا ً يا ورقة بيضاء
سأكتب الحياة
بنقطة من حب
عفوا ً لك القلم .. عذرا ًلك المداد
سأمسح الكتابة القديمة
و أكتب الحياة من هنا
سأكتب الحياة جديدة فتاة
تراهق في الجرائد و الأفكار و الكتب
سأكتب المسارح الجديدة القديمة الحياة
لأنني عرفت أنني عذراء
شكرا لك العراء
لأنني فهمت ماذا يكون الغيم
ماذا تعني الصحراء
عشقت ُ كل دابة صغيرة
عناكب الفضاء
لقد مضى عهد تكسّر القلم
و ماتت الأوراق و الأحبار
أأموت في خواء ؟!
عفوا عزيزتي الكتابة
عذرا جريدة المساء
كان المساء نطفة
و كنت بلا استحياء
كان المساء طرق جنس ناعم
كانت المنازل البذيئة الدُمى
و كانت الشفاه حين تعتصر
و كانت الصدور حين تنحسر
و كانت الأجساد تغتسل برائحة بذيئة
شكرا لحاملي الأقلام
عذرا لكل طالب جديد
يحمل المواد والهوى
عذرا لأرضنا العذراء
شكرا لسنبلة كؤوسها الاطماء
المطر و البروق و الماروق
العشب و الطيور و الطنبور
شكرا لكل باعث جديد
لكل فكرة ملبدة بأحرف جديدة
لكل نطفة من البنفسج البديع
شكرا لعاشق الربابة
شكرا لعاشق الكتاب
أسفاً لكل
موامس الرماد
يلفحها الضجيج
و يعتقها من الضوضاء غليون الملوك
سبحا علي طرق الموائد الغليظة
مرتعها الكلاب
إندفقت حبات المسبحة
تبحث عن خيوط من عزاء
انفرطت أماكن الصلاة
تعقّد الكون المزيج
تحدّث الهم المميت
فماتت كل مادة في جمجمة
حسننا أتيت إلي هنا
و حملت أشيائي المهيبة في القديم
و رحلت ُ عن كوخي الهشيم
نسيا لأيام الهوى
لأجراس الكؤوس مع المساء
لشاعر الكوخ المعبأ بالحصى .
أ/احمد يوسف حمد النيل -الرياض

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved