المقتولة ما بتسمع الصايحة
حزب الأمة منذ العودة وهو يعاني من مشاكل تنظيمية ولم تفلح قيادة الحزب في ترتيب البيت من الداخل. وكان التجاهل واللامبالاة وتغيب الديمقراطية وتجاوز المؤسسية من أهم الأسباب التي أدت ألي تصدع الحزب ونشوء الخلافات المعلنة والخفية...وصدقت بعض قيادات الحزب بأن الحزب الحاكم يريد بهم خيرا, فكونت لجنة برئاسة مبارك الفاضل المهدي للتفاوض مع نظام قائم علي (فرق تسد) وكما يقولون مهدوا الطريق للمبارك و(فرشوه بالزهور والورود) ولم يدرك ود المهدي بأن تحتها أشواك تدمي القلب وتقطع الأوصال وانخدع الرجل بالبريق الزائف والعبارات المنمقة, ولكن وراءها سهام ألاغتيال وتشتت الحزب والكيان...وأنساق الرجل تاركا حزبه وعقد مؤتمر استثنائيا باعتراف الكثيرين بأنه مدعوم من الحكومة وانشق الحزب...وبعد أن استنفد المؤتمر الوطني غرضه أطاح به...وبما أن سياسة المؤتمر الوطني قائمة علي ألاختراق وأضعاف الأحزاب دون مراعاة حتى للشراكة, تم تفتيت حركة الإصلاح ألي جزيئات...ألان يجد مبارك نفسه في مواجهة مرة أخري مع قياداته التي أغرتها السلطة فا لزهاوي إبراهيم مالك كان من أشرس المعارضين لهذا النظام ولكن ألان الرجل يلهث وراء النظام من اجل نيل بقايا طعامه, فهو يريد السلطة وباليتها كانت مناصب تستحق فما هي ألا (فتافيت) لا يتهافت عليها ألا ضعاف النفوس, أنها ألإنقاذ جعلت السلطة والمال يتهافت عليها. وخلقت بذلك الخلافات والصراعات وشقت الأحزاب والتنظيمات السياسية. وقالها مبارك الفاضل أنهم يستميلون ضعاف النفوس بالسلطة والمال ولا أريد أن أقول( ألتسوي كريت تلقي في جلدها) لكن أنه ديدن المؤتمر الوطني...ولم تراع قيادته لشيخهم وعراب ثورتهم فماذا ينتظر من (حوار سجن شيخه ) ...مبارك الفاضل بعد أن ضاقت به السبل لم يجد أمامه سوى خيار العودة للحزب, فالعودة ضرورة لتقوية الحزب ولملمة شتاته وترميم التصدعات التي أصابت الكيان فعلي الذين في الجانب الأخر ألرافضين للوحدة يجب أن يحكموا عقلهم وتجاوز الخلافات الشخصية من اجل المصلحة العامة...فالحريص علي الحزب بالتأكيد يا أمام الأنصار يكون حريص علي وحدته ولم شتاته...ونبذ التفرقة فإذا تم تحكيم العقل, نجد أن صوت الوحدة عاليا ولكن الحقيقة (المقتولة ما بتسمع الصايحة ).......قبل أن انتقد المؤتمر الوطني.يجب أن يمارس النقد الذاتي داخل حزب الأمة لمعالجة كافة الأمراض التي استوطنت فيه وهذا لن يتم ألا إذا أدارا رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي حوارا في الهواء الطلق بدون مؤثرات تعرقل مسيرة استئصال تلك الأمراض...وليبدأ (وعفا الله عما سلف ) ثم يوجه أنظارة ألي أسفل حيث القاعدة الأنصارية العريضة ولتكن له جولاته الداخلية بقدر جولاته الخارجية التي قام بها...واعتقد أن الأنصار هم ألدرع ألواقي والسند الباقي. هل يدرك الصادق المهدي أن هناك مناطق يعيش فيها الأنصار تفتقد لكافة مقومات الحياة يبحثون عن الماء ومناطق أخرى عجز فيها الأنصار عن سقف فصول لمدرسة شيدوها بالجهد ألذاتي...هل يعلم أمام الأنصار أن أنصاره يعيشون حالة بؤس لا يوصف وهم صابرون ولكن القيادات هي التي أصبحت متذبذبة لاهثة وراء مصالحها الشخصية...حزب الأمة يعيش ألان في أسؤ حالته يسعى أعداؤه ألي زواله بعد أن تم تفتيته ألي مجموعات وشاءت الأقدار أن تجمعني جلسة مطولة بشباب أعلم مدى ولائهم وإخلاصهم للحزب وكيف ناضلوا عندما كانت قيادات الحزب بالخارج كانوا يواجهون الطغيان و لا يخشون سوط الجلاد كانوا يتحدثون بحسرة عن ما أصاب حزب الأمة وكيف تبددت أحلامهم وهم يرون قياداتهم تبيع نفسها من اجل السلطة وتتهافت عليها بدون حياء وتتبادل الاتهامات وتكشف المستور وما يدور في أروقة ألاجتماعات بكل (وقاحة ) أنهم فتية اعتزلوا العمل السياسي ألي حين أشعار أخر أنزوا بعيدا يتفرجون علي أسوء مسرحيه وقلت لهم ما هو المخرج ( ألاعتزال والتنصل من الانتماء لهذا الحزب الذي له حب خاص في القلوب وولاء لا تزحزحه قناطير مقنطرة من الذهب واجمعوا أن ألإصلاح لن يتم ألا بممارسة الديمقراطية والمؤسسية داخل الحزب و أعطاء كل ذي حق حقه بدون الاستناد ألي أشياء واهية بل يكون العطاء والبلاء هما أساس الاختيار مع فتح باب ألعوده للملمت الإطراف المتناثرة وطال النقاش ألي أن ترنم أحدهم.....الدنيا منى أحلام يا سلام....ليالي لقاءنا جميلة كانت يا سلام....هي أحلام حتى هذه اللحظة ولكن أول الغيث قطرة.......فالمؤامرات تحاك لتمزيق الحزب, فالحادبون علية يجب أن يقوموا بإفشال تلك المؤامرات بتوحيد الصف...يكفي أن الحكومات العسكرية استهدفت الكيان والحزب ألا أن استهداف الحزب الحاكم كان قاصم الظهر...أقول لرئيس حزب الأمة القومي احتك بالقواعد وتذكر مثلنا السوداني (الحسنة معطت شارب الأسد ) وأن كان البعض يري حزب الأمة (لحق أمات طه) بما فعلته قياداته وبأ ختراق المؤتمر الوطني له...ولكن سيظل حزب الأمة باقيا أن سقطت كثبر من قيادته في وحل الإغراءات بالسلطة والمال...وتكالبت علية المحن...ويبقي السؤال من تحت أي بند من البنود يتم صرف هذه الأموال لشراء ضعاف النفوس وكيف يتم إعطاء السلطة لقيادات تهرول نحوها وفي كثير من الأحيان نجدها قيادات غير مؤهلة هل تستحق هذه القيادات كل هذه المجهودان ألماديه أم يستحقها المواطن الذي عجز تماما عن دفع فاتورة التعليم والعلاج ويتساءل لماذا يعانى رغم البترول الذي تتدفق...أري أنها أسئلة مشروعة في زمن انهيار المباني وقبل ذلك انهيار الإنسان أنه زمن اعترف فيه دكتور الطيب مصطفي احدي القيادات الاسلاميه ووزير سابق بوجود مراكز قوى ومافيا مسيطرة...انه واقعنا المرير واقع من صنع الإنقاذ...ونعود لحزب الأمة في زمن سقطت فيه قيادات في الوحل وانكسرت فيه هامات كنا نحسبها شامخة...لذلك لابد من الإصلاح وأن لا يكون مطية لتحقيق المصالح لذاتية, بل مطلب لحفظ التوازن وتقوية الحزب والتجديد مطلوب لإعادة الحياة للحزب وانتشاله من الركود الذي يعاني منه...فمن الذي سيعيد لحزب الأمة سيرته الأولى ومن الذي سيجعل الكيان صمام أمان للحزب.....تساؤلات كثيرة إذا لم نجد لها إجابة سيتوه جيل كامل في أروقة السياسة وسيفقد الحزب سنده الشبابي والطلابي...وتتفتت القاعدة وستكون فريسة سهلة تتخطفها الحركات في دار فور وبالتأكيد سيبتلع الحزب الحاكم جزء كبير...مستعملا الوسائل الترغيبية وبالتأكيد ليس الترهيبية, لأنها أدركت من أين (تؤكل الكتف)...أخيرا هل سيستجيب الحريصون علي الحزب لنداء الوحدة والعمل الجاد علي إصلاح ما أفسده المؤتمر الوطني...؟ وما أفسدته القيادات...؟

للمزيد من االمقالات