تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

استقبال الأبطال لوفد مؤتمر البجا في روما (الحلقة الأولى) بقلم: أوهاج محمد أدروب

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/8/2005 12:26 م


بقلم أوهاج محمد أدروب
[email protected]

مواصلة لمسيرتهم الراسخة في المجال الدولي، قام وفد من مؤتمر البجه بزيارة رسمية إلى ايطاليا. وضم الوفد كل من رئيس المؤتمر الدكتورة آمنه ضرار، ونائب الأمين العام الشهيد الحي عبدالله موسى، ورئيس مكتب استراليا ابراهيم آداب، ودينمو التنظيم عامر طاهر. وتجيء هذه الزيارة تلبية لدعوة رسمية من الحكومة الايطالية. وقد جسّد الاستقبال الحار الذي قوبلوا به اهتمام الحكومة الايطالية بقضية شعب البجه. ويتناقض هذا التصرف مع ممارسات النظام مع البجه، الذي سينتظرهم بالاستجواب والاعتقال والملاحقة، والذي يفرض حاليا حظرا حتى على أخبار التنظيم في وسائل الإعلام، ويرفض أي مسؤول في النظام مقابلتهم ما عدا الفقيد الدكتور قرنق الذي التقاهم قبل رحيله. لقد أصيب النظام الحاكم بعقدة اسمها مؤتمر البجه، كما أصبح ذكر اسم رئيسة التنظيم يرعد فرائص أوباش النظام ويبث الرعب في قلوبهم، لذا فنحن نزين مقالنا هذا بصورتها لنرهب عدو الله ولا نامت أعين الجبناء.
اشتمل برنامج الزيارة التعريفي على جولة سياحية لمعالم العاصمة روما، وعلى الجانب الرسمي التقى الوفد مسؤولين في مواقع صنع القرار. وقام الوفد بشرح قضية البجه في شرق السودان. وذكر الوفد بأن المشاركة في السلطة هي المدخل لتنمية الشعوب والمجتمعات وإزالة عوامل الفقر وأسباب الجوع، لأن مواقع اتخاذ القرار هي السبيل لمعرفة كيفية معالجة أماكن الضعف والعوامل السالبة والمؤدية لإفقار الشعوب وتخلفها. وبالرغم من أن البجه هم أكبر قومية في السودان، ويمثلون أكثر من ثلاثة عشر في المائة من سكان السودان، وأن اجمالي سكان الإقليم الشرقي بكل أعراقهم يمثلون أكثر من عشرين في المائة من السكان، إلا أن نصيبهم في السلطة في عهد نظام الإنقاذ أقل من واحد في المائة، وهم محرومون حتى من حقوقهم كقومية لها الحق في العيش وفق ثقافتها وتقاليدها واستخدام لغتها، وفق ما نص عليه ميثاق هيئة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما نتج عن هذا التهميش عدم وجود أية تنمية في الإقليم، مما أدى لضعضعة قواهم وسكن الجهل والمرض أفرادهم ومجتمعاتهم فهلكت قبائل بأكملها، وأصبحت الوفيات وسط الأطفال أعلي نسبة في السودان كله، وضعفت نسبة الولادة، وانتشرت امراض مثل الدرن الرئوي الذي زال من خريطة العالم إلا من مناطق البجه.
واستفاض الوفد في ذكر مشكلة البجه قائلا: إن اختزال مشكلة السودان في صراع بين شمال عربي مسلم وجنوب افريقي غير مسلم هو مفهوم خاطيء حان الوقت لتصحيحه، لذا فان إتفاق نيفاشا لا يشمل كل الفعاليات السياسية في السودان بل هو إتفاق بين نظام عنصري عقائدي عسكري شمولي لا يمثل كل الشمال، وحركة عسكرية لا تمثل كل الجنوب، إنه حق من لا يملك لمن لا يستحق، وقد أجج هذا الإتفاق المبتسر اتون الحروب الأهلية التي ستأكل نارها الأخضر واليابس كما هو حاصل الآن في الشرق والغرب، ففي الشمال نفسه نعاني نحن البجه، أكبر قومية عرقية في السودان، من تهميش مجحف وظلم واضح بالرغم من أن كل مصادر رفاهية السودان وخيراته اما تستخرج من اقليمنا أو تستورد وتصدر عبره، فاقليمنا هو البقرة الحلوب، ولم يحصل أهلنا أو اقليمنا علي غير الاضرار ببيئتهم، وجلب أناس يزاحمونهم في موارد رزقهم ومياههم الشحيحة والوظائف الدنيا القليلة، بالإضافة إلى المتاجرة في أراضي أجداهم وتحويلها إلى سلعة يتاجر فيها أركان النظام، ومصادرتهم أراضي مراعي حيواناتهم دون وجه حق مما تسبب في حدوث المجاعات المتكررة وأشاع الفقر والجهل والمرض.
إن تعيين بعض البجه في مناصب اتحادية أو اقليمية ليس هو مطلبنا، إذ أنه يلبي احتياجات القلة فقط، كما أن تولي البجه لحكم إقليمهم ليس هو الهدف النهائي للبجه، ولكنه في نفس الوقت تجسيد للسيادة، وهدفنا هو أن نشارك بنسبة عادلة في حكم السودان كله واتخاذ القرارات القومية التي نتحمل الآن تبعاتها المضرة دون استشارتنا فيها.
وإيمانا منا بان السلام لا يأتي إلا بالعدل، والوحدة لا تتم الا طواعية، وبقبول الآخر والمساواة والتسامح، والتحول السلمي الديمقراطي للسلطة، ومنح البجه حقوقهم العادلة كأقلية قومية، وهذا هو الأساس لوحدة السودان.
ومن هذا المنطلق فإننا ننظر بحكمة تامة للمشاركة في حكم السودان المركزي، لتحقيق غاية الوحدة بكرامة واستقرار وسلام.
ولما كان الاستقرار السياسي في شتى بقاع السودان المختلفة يؤثر سلبا أو إيجابا على كل الولايات في جميع ضروب الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، كان لا بد لنا أن نساهم برؤى واضحة في نظام الحكم في السودان لصيانة الوحدة الكاملة التي تحترم خصوصية القوميات العرقية ومن ثم اسهامنا ورؤانا في نظام الحكم في السودان عامة وفي الولايات التي يعيش فيها أو يتداخل فيها شعب البجه عبر المشاركة السياسية العادلة التي تؤمن للبجه مشاركة فاعلة.
ومن هنا جاء برنامجنا والذي يؤدي إلي التحول الديمقراطي والعمل بالتعددية الحزبية والحكومة الرشيدة من اجل إشاعة العدل والمساواة قولا وفعلا.
نواصل في الحلقة القادمة مطالب البجه
عاش مؤتمر البجه
ولا نامت أعين الجبناء




للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved