تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حوار حول .. حركة العدل والمساوأة السودانية ! بقلم: حامد حجر – بيروت

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/7/2005 12:52 م

حوار حول .. حركة العدل والمساوأة السودانية !
حامد حجر – بيروت [email protected]

دار حوار بيني والأخ حيدر حماد في ( المنبر العام ) عبر بوست للحوار كتبتها الأخت المناضلة تراجي مصطفي في موقع -سودانيزأونلاين - فكلاهما من كندا ، و هما غنيان عن التعريف لجهة تفرغهما الكامل للدفاع عن مقولات ثورة المهمشين في دارفور منذ إندلاعها ، كما أن للأستاذة تراجي تجربتها الإيجابية لغرض تسهيل إخراج اللأجئين من أبناء دارفور علي الحدوح العراقية – الأردنية وذلك بنقل قضيتهم الي منظمات حقوق الأنسان الكندية ، كانت ولا تزال بمثابة النخوة الوطنية لها بغياب الجهد الرسمي ، الذي من المفترض أن يقوم به الدولة السودانية ، نيابةً عن مواطنيه ، كما أنها إستنفرت الرياضيين الكنديين لأقامة سباق ( مراثون للدراجات ) لغرض التعريف ( بماسأة دارفور ) ، فكانا حاضرين دوماً من أجل دارفور .. كما إن هذا البوست بمثابة حوار داخلي ، لكنني رأيت نشرها لتعميم الفائدة .
سألتني .. لماذا حركة العدل و المساوأة السودانية ؟ ! وليست حركة تحرير السودان . بما أني قادم من خلفية ، ( قبيلة اليسار ) كما أسميتها ، أري ان لا تناقض في ذلك وخاصة لجهة أني لا أنظر الي ( أزمة دارفور ) من زاوية قبائلية ، بيد أني كذلك لا أراها بمنظار أيديولوجي ، حتي ولو كانت ترفرف علي ساريتها ، بيرق اليسار ! ، فالتمترس في الأنحياز الي قضايا الهامش من منظور إيديولوجي ، وعلي أساس نخبوي ، هو نفسه من يعتمد علي عدم صوابية القراءة ومن ثم الموقف ، فالأنتماء المبكر الي اليسار ليست الفضيلة للنظر الي كل ماهيات الوجود علي أنها تقاس علي ( متريته ) ، وإلا ماهو السبب في نرجسية وإستعلاء اليسار السوداني ، ومكوثه الطويل علي كنبة الأنتظار في البرج العاجي خاصته ، ولم ينزل يوماً للإستماع الي أصحاب البطون الخاوية ، ناهيك من التماهي مع معاناة أهلنا في مخيمات البؤس في دارفور و تشاد . أما حركة تحرير السودان ، قبل تمايز ( الخشبة ) حسب تحاملك الغير مبرر علي السيد عبد الواحد ، لا اخفي عليك بأن الأعجاب المبكر من جهة لحظة ميلاد الثورة في دارفور كانت من نصيب حركة التحرير ، رغم مشاركة البعض في العام (2000 ) لتوزيع نسخ من ( الكتاب الأسود ) في منطقة اركويت بالخرطوم ، ذلك الكتاب الرقمي في تفنيد ( العقل الغير برهاني ) للجلابة ، حسب تعبير الدكتور أبكر ادم اسماعيل ( بتصّرف ) ، الكتاب الأسود في نسخته المستنسخة الي مجرد ( كومة أوراق ) ، فكانت ثمرة الرفض لا تركن الي إستعارة شعارات أبو التهميش ( الدكتور جون قرنق ) في غابة الجنوب فحسب ، وإنما الي ما هو موجودٌ في أقبية الصالونات السياسية للأحزاب الشمالية ، ومنهم ( قبيلة اليسار ) . وكان للدكتور خليل ابراهيم ، الشجاعة الكافية للتعبير عن نظرة جديدة ( للحلم ) ورؤية مشاكل السودان التي تقوم علي – إختلال ميزان العدالة – وقتها لم تكن أبجدية الصلاة من صلب ( الأزمة ) ! ، ولربما أدهش ذلك الموقف وفد حركة التحرير السودان ، في إتفاق المبادئ الأخير ، ليترك ( حركة العدل ) الباب موارباً من ناحية المراجعات الفكرية للمشهد السوداني مجدداً ، و الأمساك بأولوياته . في هذا السياق ، يكون الفضل لقدومي الي منبر سودانيز عبر بوست [ رسالة بيروت ] تخص صديقي نهار عثمان الذي كان يقف وحيداً كأبي ذر ، في بلاد الدردار ، منافحاً عن حركة التحرير ، مستكتباً ، بعد إستفسار الباشمهندس بكري ابوبكر لأحوال الشباب السودانيين في السجون – رومية – اللبنانية السيئة الصيت . ثم كان نهاراً هو الجسر مع الأخ مدير مكتب الأمين العام للحركة مني أركو ،للتعرف علي ما موجود في زمن ( الراوتر ) وتكنلوجيا الحاسوب ، للإجابة علي السؤال البديهي ، أين نحن ؟ ، ثم كان لمحرر جريدة ( الفجر الجديد ) ، أبو ساري ، في تواصل يومي وأسبوعي للنفاذ الي العالم الحُر ، وبجهد يتكبد هو و ليس غيره مشاق السهر ، ومعاناته الموضوعية لأخراج الحلم ، ( الفجر الأتِ ) ، ليحمل الينا أخبار الميدان و الأرض الحرام . بحق كان رجلاً مهموماً بحب عازة ، ومترع بالوفاء لدارفور ، فشكراً لأبي ساري .
هكذا كانت ولا يزال وحدانية الفعل الثوري في دارفور و الهامش ، الذي يستحيل أن يتجزأ ، وإن بدأ كذلك الأن ، لكن سرعان ما تصب كل الروافد في النهاية في المجري الرئيسي ، بفعل المحدلة ، التي سوف تستوعب موضوعياً أسئلة الأغلبية التي هي نسبية في كل زمان ، ولا أقول هي محدلة حركة العدل و المساوأة السودانية ، رغم ان ذلك ممكن بناءً علي عدة أسباب سنأتي الي ذكرها في حينها . تأسياً علي ما سبق ، ولربما لفرط إمساك العصا من المنتصف ، لجهة عدم التحيز المبكر الي ما كنّا ننقله للأخر ، و الضرر الذي يمكن أن يصيبه الفعل المنعكس جراءها ، ولجهة الدفاع المشروع عن أطروحات الثورة (في كليتها ) ، وخاصة بعد الأستخدام الغير مبرر ( لبروكسي الجانجويد ) من قبل النظام في صراع الثورة مع ( المركز ) في الخرطوم ، إقتضت دون الإفساح عن ترتيب شؤون أي بيت ( مشاركةً ) ، للثورة الوليدة ، ولربما قد أدرك البعض سؤالي ( المُلح ) عن المسؤول التنظيمي لحركة التحرير ( لمناقشة دور الدياسبورا في رفد الثورة ) منذ وقت ليس بالبعيد من إندلاع إنتفاضة المهمشين في دارفور ، السؤال الذي لم يجبني عليه أحد حتي اليوم ، بما فيهم السيد مدير مكتب الأمين العام مني أركو ، وقد عذرنا الرجل لعدم معرفتنا لما موجود علي طاولة أولوياته يومها .
فيما خص الشق الأخر من .. لماذا حركة العدل و المساوأة السودانية وليست حركة تحرير السودان ؟! يمكن الأجابة علي إنه تستند علي جملة نقاط موضوعية غير متأثرٍ بنزقٍ عاطفي ، أو إطار جاهز مسبق :
أولاً :- من خلال التجربة ، بديهي إنك لا تستطيع ركوب الحصان الجامح ( الثورة ) من غير أداة ( اللجّام ) لكبح إندفاعها نحو الهاوية ، وفي معرض - البيت القصيد ، يكون ( التنظيم ) هو الألية الفاعلة للوصول الي الأهداف السياسية ، ولما كانت الحرب في دارفور إستثناء ، والسلام والتعايش السلمي هي الحالة الطبيعية ، فلا بد من رؤية لمخرج عادل يوماً ( أفق سياسي ) ، الأمر الذي يتطلب ترتيب الألية التي تعينك كجسم منسجم وواعي للقضايا المتحركة من الإستمرار في التعاطي السياسي من تحالفات ضرورية ، إستمزاج مواقف ، مذكرات تفاهم ، وحتي إعتماد سياسات حرق مراحل للوصول الي الهدف الأسمي للمهمشين ، الذي إذا لم تتح لك الظروف من الوصول اليها كلها في وقت واحد ، يدعوك البراغماتية الكافية ، للبحث عنها في مكان أخر وفي ظروف ملائمة . وأري أن حركة العدل والمساوأة السودانية هي ( الأكثر تنظيماً ومؤسسيةً ) ، لذلك تستطيع ان تلبي حاجات المرحلة ، لهذه الأسباب أقيّم صوابية وجودي علي الجانب الأخر من ( تلة الثورة ) ، وهو كما تري يرتكز علي الموضوعية وليست ( القبائلية ) اليسارية أو أنتلوجية ، نفخر بالأنتماء اليها لكننا لا نمارسه كسلوك في العمل السياسي .
ثانياً :- بإنتفاء النظرة الخاصة الي حركة العدل و المساوأة السودانية – من منظار إفتراضي ، لطالما صنف بها قوي اليسار السوداني ، الي الأخر حزبياً ، فكانت النتيجة مغالطات ، كلاسيكية وعلي أساس اليمين و اليسار ( هلال – مريخ ) ، إنما هي تلك واحدة من الأوهام الكثيرة التي أمن بها ( الأنتلجنسيا ) في عصرها الذهبي في الستينيات و السبعينيات من القرن المنصرم ، الأ إنها ما زالت تقف علي الرصيف رغم التغييرات الكبيرة التي حدثت في أرضها البكر ( الدول الشتراكية ) بعد الشفافيات و الثورات البرتقالية ، لماذ ننشغل بحراسة أفكار فات أوانها أو بالتعّيش مع أفكار جامدة و ميتة . فإن يسارية حركة تحرير السودان ، إدعاء ( لم يتحقق منه أحد بعد ) حتي ولو إنتمي بعد قياداتها الي الحزب الهرم الذي يعتبر نفسه معادلاً وحيداً لليسار في السودان . وحتي إذا كانت الأمور كذلك ، فإن لحركة العدل و المساوأة السودانية – المرونة الكافية ، للتأكيد علي ما ورد في ( المنفستو ) الذي لم يرد فيه جدلية الدين و الدولة ، أو إشارات سالبة لجهة تدوير الزوايا السياسية في الأتفاق علي برنامج الحد الأدني دارفورياً للوصول الي الأهداف ، ويكون الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل و المساوأة السودانية ، الضمان لتفكيك الخطاب الخشبي المفترض في حال وجد ، خلال المسيرة الطويلة لأبناء دارفور مستقبلاً ، ولربما نستشف من عودة حركة ( حوات ) بقيادة الأخ نورين مناوي برشم الي ( حظيرة حركة العدل و المساوأة ) إن جاز التعبير لهو المعيار لميكانيزم ( التوحد أو التوحيد ) كخاصية لمتطلبات المرحلة دارفورياً في أي زمان ومكان ، لأن السياسة هي لعبة التوافق ، وهي عملية براغماتية في أساسها .
ثالثاً :- تضم حركة العدل و المساوأة السودانية ، العشرات بل المئات من القوي ( الأيبة ) من رحلتها في أروقة أحزاب ( مشاريع الجلابة ) ومن ضمنها الحركة الأسلاموية ، عودة من رأي و سمع في كواليس صنع القرار ، داخل تلك الأحزاب ، ليكونوا بدون أدني شك ، التجربة المضافة دارفورياً ، من دون الركون الي التجارب السالبة التي كانت تعتمد علي سزاجة الهامش ، وصوفيته عن اللحاق بمنافع السياسة في السودان بينما لا يتوقف لسانه عن التشاكي لجهة وضعه ( المهمش ) سياسياً إقتصادياً و ثقافياً .
رابعاً :- حركة العدل والمساوأة السودانية ، حركة تغطي بأهدافها الي كل مساحة السودان ، الأمر الذي يبدد شبهة الأنفصالية ، وبالتالي هي حركة وطنية وحدوية ، تناشد كل القوي السودانية العاملة في حقل العمل العام الي تجاوز سياسات تهميش الهامش السوداني ، بتصحيح طريقة التفكير لدي البني الفوقية لدولة الأستعلاء و الأقصاء السوداني ، نحو أفق جديد يعدل فيه ( إختلال ميزان العدالة ) .
خامساً :- تتميز حركة العدل والمساوأة السودانية بخطاب سياسي واضح ، ورؤية مقنعة لمخرج مطلبي لقضية دارفور ، وتستند في ذلك علي إن وضع الحاكمين في الخرطوم اليوم وبخاصة المؤتمر الحاكم ، إنما هي حالة شاذة غير ديمقراطية وبالتالي يمكن تجاوزه بالحوار مع القوي و الأحزاب السودانية ، لغرض إستشراف أفاق المستقبل للسودان .
لهذه الأسباب الموضوعية ، رأيت بأن أكون عضواً في حركة العدل و المساوأة السودانية ، في الوقت الذي نعتقد فيه علي انه لا فائدة ترجي علي السودان من أحزابها وقواها السياسية القديمة ( أن لم تستوعب ) أسباب الحراك في دارفور ، فحري بهذه الأحزاب أن تقوم علي المؤسسية ، وتغيّر مسلمة أن تكون قياداتها دائماً من الشمال النيلي ، ومن النُخب التي إستغلت الهامش ، وهي التي تسعي الي المحافظة علي ( الأمتياز ) التأريخي الغير شرعي للنخب النيلية علي حساب الأكثرية من القوة التأريخية من السودانيين ، فمن التبسيط و الخداع أن ننتظر - إصلاح - السودان بواسطة تلك النخب التي تعطي لنفسها صفة الرسولية .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved