وإذا كانت الحكومة السودانية، ممثلة فى المؤتمر الوطنى الحاكم قد نالت نصيب الاسد فى التقسيم الذى جرى على السلطة والثروة بمقتضى اتفاقية السلام الشامل الموقعة فى نيفاشا بين الحكومة والحركة، فانها فى الواقع قد تتلاعب و بموجب هذا النصيب المبارك لها من قبل الشعب السودانى، بالوقت ومصالح بعض الشعوب التى رمتهم الاتفاقية ـ ما بين "الجنة والنار"ـ واعنى بتلك الشعوب شعبى جبال النوبة وانقسنا.
لقد مضى حتى هذه اللحظة على تعين اللواء اسماعيل خميس جلاب حاكماً على ولاية جنوب كردفان، ما يقارب الشهر وكذا... دون ان نتلمس جديداً فى الاقليم، حيث دعى الى الخرطوم لاداء اليمين الدستورى، ولكنه حبس هناك بسبب المتاخرات التى لم تؤفى الحكومة السابقة للولاية بدفعها لاصحابها... شىء يضحك لغرابته! يرحلون عن السلطة ويتركون خلفهم ديون للخليفة الذى لا حول ولا قوة له، من يستطيع الاجهار بمحاكمة الوالي، ومن يفتح فاه فى ذلك، والوالى من عائلة الاسد؟ .
هنا فى كاودا وكادقلى الكل ينتظر ما سيتمخض عن اللقاءت التى اجراءه الحاكم الجديد مع المسوؤلين فى الخرطوم عسى ولعل يفضى الى نتائج مسرة على الولاية التى اعتقد حسب وجهة نظرى ـ القنبلة الموقوتة على اتفاقية السلام ـ متى ما انفجرت انهارت الاتفاقية، طبعاً بالنسبة لكاودا الامر لا يعنيه بالقدر الذى يهم كادقلى، لسبب واحد: هو ان المتاخرات التى بلغت مدتها ثلاثة اشهر وفقا للرؤايات، ليس لكاودا نسبة فيها، وانما يخص المؤظفين فى كادقلى...وفى اعتقادى الجماهير فى كادقلى لا يريدون استقبال حاكم لا يحمل فى حقيبته تلك المتاخرات، وهذا ما يعلمه جلاب جيداً.
سيتم استقبال الحاكم الجديد فى 19 اكتوبر2005 بكاودا من قبل جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان سواء كان معه المتاخرات ام لا، وقريبا جدا سيتوجه الى حاضرة الولاية لتولى مهامه كحاكم، وبالتاكيد كل شى فى طريقه الى الانفراج، الناس هنا قد صبروا بما فيه الكفاية وكما يقال "الصبر مفتاح فرج" ، ورغم هذا او ذاك، فاننا سنسال انفسنا عاجلاً ام اجلاً: " الى متى سيستمر بقاء اقليم جبال النوبة تحت وصاية الخرطوم؟؟.
kauda_nuba mountains