ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
دارفــور في ديــوان الزكــاة بقلم: مريم عبدالرحمن تكس
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/6/2005 1:51 م
مريم عبدالرحمن تكس يهل هلال رمضان على الاهل بدارفور في كتم، الطينة، كرنوي، طويلة مليط ، الكومة ، ام كدادة، الطويشة، حسكنيته، الشرفة، اللعيت ، عديلة، المزروب، الضعين، الفردوس، برام ، قريضة، تلس، كاس، بليل، عد الفرسان ، رهيد البردي ام دافوق، زالنجي، نيرتتي، مورني، موقرني، وادي صالح، فارسيلا، منواشي هبيلا ، كبكابية، نيالا، الجنينة وابوزكريا الخالد... وغيرها.. يهل عليهم في المعسكرات.. معسكر كلمة، معسكر ابوشوك، معسكر كاس، معسكر زالنجي معسكر مورني، معسكر الجنينة معسكر فارسيلا، معسكر دريج ، معسكر زمزم، معسكر كبكابية ، معسكر شعيرية، معسكر طويلة، معسكر لبدو ، معسكر عروسة .. وغيرها من المعسكرات داخل وخارج دارفور. يهل هلال رمضان على الاهل في دارفور وهم في اسفل الوديان، وعلى سفوح الجبال، وتحت ظلال الاشجار في (البوابي) وعلى حافات الرهود الجافة والآبار المعطلة، يهل عليهم الشهر المبارك وهم خائفون محرومون موجوعون غاضبون، ولأن الناس في كل هذه الأماكن لهم ابناء وبنات يطلبون ويطلبن العلم في جامعات الخرطوم ومعاهده العليا، ويطلبونه ويطلبنه في عواصم الولايات على مساحة السودان الممتدة.. ولأن اقليمهم اقليم دارفور لا يزال امره معلقا فلا هو نال حقوقا دستورية بضمانات تكفل له تسيير اموره بموارده الذاتية وتكفيه شر البهدلة والمسكنة ، ولا دولة السودان بحكامها ضمته لمثلثها الاستثماري واغدقت عليه من امواله وحقه لديها.! مع انه ـ اي اقليم دارفور ـ والله العظيم كل سكانه مسلمون سُنة على المذهب المالكي، يتحدثون العربية كلغة رسمية... فمن أين لعبد الرحيم حمدي بقامة تمكنه من رؤية الاقليم العظيم..؟! ولأن شهر رمضان شهر يسارع فيه المسلمون لعمل الخير أُذكّر البروفيسر عبدالقادر الفادني الامين العام لديوان الزكاة أولا لان الذكرى تنفع المؤمنين، وثانيا لأني كمسلمة من حقي ان اعترض وانصح في امور عقيدتي، اذكّره بطلاب دارفور الذين تقطعت بهم السٌبل ولم يعد بمقدورهم السفر لقراهم ومدنهم وبواديهم التي لم اذكر منها إلا القليل في مقدمة الورقة، علما بأن هناك الكثير من القرى لم يعد لها وجود، مما جعل معظم الطلاب يفقدون عناوين الآباء وزوادة الامهات والحوالات المالية التي تقضي بها الحاجات .. اذكره بطلاب دارفور في العاصمة الخرطوم وهم تحت سمعه وبصره، موزعون في واحدى وثلاثين داخلية، يعانون شظف العيش وضغوط المصاريف وتكاليف الرسوم الدراسية وحُرقة فراق الاهل الموزعين في الملاجيء ومعسكرات النزوح والقرى المحاصرة بالفقر والخوف وشح التموين، ويجتهد هؤلاء الطلاب بالرغم من كل هذا ليتمكنوا من التحصيل العلمي ، ا ذكر البروفيسر عبدالقادر الفادني بهم وقد اطل شهر رمضان ان يراعي احقيتهم واوليتهم في اموال الزكاة، فهم يدخلون من عدة ابواب الى الفئات التي حصرتها الآية في باب مصارف الزكاة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) - سورة التوبة آية 60 - الآية حددت الاصناف الثمانية ولكن من هو مفرق الزكاة ْعلى هؤلاء الثمانية؟!! يقول الإمام الشافعي: إن كان مفرق الزكاة لهؤلاء الثمانية هو المالك او وكيله، سقط نصيب العامل ووجب صرفه الى الاصناف السبعة. في حالة ديوان الزكاة في السودان لم ولن نطالب بالغاء حق (العاملين عليها) لكن يبقى على مفرق الزكاة وهو مدير عام الديون كما قال الإمام مالك (أن يجتهد ويتحرى موضع الحاجة منهم، ويقدم الاولى فالأولى من اهل الخلة والفاقة فإن رأى الخلة (وهي الحاجة) في الفقراء في عام اكثر قدمهم، وإن رآها في ابناء السبيل في عام آخر حوّلها لهم). وقالت الاحناف وسفيان الثوري : (هو مخير يضعها في اي الاصناف شاء) الحاصل اخي د. الفادني، وأنت في موضع مفرق الزكاة، ان طلاب دارفور والطالبات من بنات دارفور يصنفون ضمن الثمانية بأكثر من صفة : 1/ الغارمون: وهم الذين تحملوا الديون وتعذر عليهم اداؤها، فقد تحمل طلاب وطالبات دارفور الرسوم الدراسية خاصة في الجامعات الخاصة، والآن حالت ظروفهم دون سدادها هم (غارمون) وقد عرّف السيد سابق في كتابه «فقه السنة» الغارمين بأنهم (هم الذين تحملوا الديون وتعذر عليهم اداؤها، وهم اقسام فمنهم من تحمل حمالة، او ضمن دينا فلزمه، فاجحف بماله او ا ستدان لحاجته الى الاستدانة، او في معصية تاب منها فهؤلاء جميعا يأخذون من الصدقة ما يفي بديونهم). 2/ وفي سبيل الله، (سبيل الله الطريق الموصل الى مرضاته من العلم والعمل) ، (ويدخل فيه النفقة على المدارس للعلوم الشرعية وغيرها مما تقوم به المصلحة العامه) - المصدر السابق ص 462).. 3/ ابن السبيل (اتفق العلماء على أن المسافر المنقطع عن بلده يعطي من الصدقة ما يستعين به على تحقيق مقصده اذا لم يتيسر له شيء من ماله نظرا لفقره العارض)، واشترطوا ان يكون سفره في طاعة او غير معصية، واختلفوا في السفر المباح والمختار عند الشافعية ان يأخذ من الصدقة حتى لو كان السفر للتفرج والتنزه، وابن السبيل عند الشافعية قسمان: 1/ من ينشيء سفرا من بلد مقيم به ولو كان وطنه. 2/ غريب مسافر يجتاز بالبلد. ان طلاب دارفور بهذه التعاريف يصنفون ضمن ثلاثة من اصل ثمانية هم اصحاب الحق في الزكاة،مما يجعلك اخي الدكتور مطالبا بإعطائهم الاولوية بل وتخصهم بالنصيب الاوفر مما جمع لديك من اموال المسلمين، وهناك رأي قال به العلماء يعضد موقفك اذا اردت ان تخص طلاب وطالبات دارفور بنصيب وافر من مال المسلمين، وهو رأي يقول : (اذا جمع الامام جميع صدقات اهل قطر من الاقطار وحضر عنده جميع الاصناف الثمانية،كان لكل صنف حق في مطالبته بما فرض الله وليس عليه تقسيط ذلك بينهم بالسوية ولا تعميمهم بالعطاء، بل ان يعطى بعض الاصناف اكثر من البعض الآخر وله ان يعطي بعضهم دون بعض ا ذا رأى في ذلك صلاحا عائدا على الاسلام وأهله)، السيد سابق «فقه السنة» ج الاول ص 467 ، كما قال (ينبغي ان يخص المزكي بزكاته اهل الصلاح والعلم وارباب المروءات والخير)، ولا اصلح لهذا الوجه من وجوه حفظ مصلحة المسلمين اكثر من بنات دارفور، طالبات العلم، كسيرات الجناح، اللائي تقطعت بهن السبل بعد تدهور مجتمعاتهن في دارفور، ولا اكمل للمروءة واوفر للخير وأقرب للصلاح من قضاء حوائج الناشئين اليافعين من شباب دارفور الذين وجدوا انفسهم بين عشية وضحاها في و ضع عائلي بالغ الحرج والخطورة،اتمنى ان يكون بروفيسر عبدالقادرالفادني، وقد امتحنه الله بأن جعله مفرق صدقات اهل القطر من المسلمين ان يراعي مقاصد الشرع بعيدا عن الاستثمار السياسي او الانحياز الجهوي، وأتمنى وقد شغل منصبا من مناصب العبادة ولا تقبل عبادة إلا بالنية الصادقة، ان يكون من الناجين من فتنة الجهوية التي اصابت جهاز الدولة، لا سيما الاقتصادي وما ورقة عبدالرحيم حمدي منّا ببعيد . اقول قولي هذا وأنا اعلم ان مدير ديوان الزكاة أعلم به منا ، لكني كمسلمة، اردت النُصح لأني أعلم احوال طلاب دارفور وصبرهم وتعففهم ..وأسأل الله أن يهدينا جميعاً سواء السبيل.
للمزيد من االمقالات