يبدو انه كلما ازداد المرء اطلاعا وثقافة يزداد قهرا وتعاسة وكلما تأمل وتعمق
فيما يجري حوله ينكفىء على ذاته حزنا ويأسا..!!
الانسان الشقي منا يلهث وراء صحيفة تشوقا لمعرفة آخر الاخبار ويدفع ثمنها
مايكفي لشراء عشرة أرغفة وما ان يبدأ بالتصفح حتى تصدمه أخبار المذابح
والاغتيالات وعمليات القصف الوهمي والحقيقي وأحدث تقليعات النصب السياسي
والمبتكر من الجرائم الاجتماعية..الخ ..الخ من طابور المانشيتات التي تسد النفس
عندها نشعر بالندم وتتحول الصحيفة الى مفرش ملائم لطعام اسرة فقيرة لايتجاوز
عدة أقراص من فلافل عمي ابو العبد وخمس حبات من البندورة .
اسوق هذه المقدمة لاني صحوت منذ يومين مقررا ان أكون خالى البال اشتري دماغي
وابتعد عن كل المنغصات من التلفزيون الى الصحف الى ال ف .م .وجلست أمام
الكومبيوتر ناسيا انه من أول فيروسات العقل التي تلتهم الحلم البسيط وتضيع
الوقت.
بدأت أقرا قصة الفلسطيني عصام سلامة فواعرة الذي مات وهو يبكى على التليفون بعد
ان قضى سجينا 27 سنة في معتقل عربي على جريمة لم يرتكبها ولم يستطع ان يعود حيا
أو ميتا الى بيت لحم بسبب ديمقراطية الدول الشقيقة رغم الوساطات والمناشدات
العروبية والانسانية
الغريب المريع في الامر ان سفيرنا الفلسطيني في ذلك البلد العربي تخلى عن
أولويات مسئولياته وهرب من فلسطينية رجل كان من حقه ان يرى وطنه وأهله حيا
ويدفن فيه ميتا كحق السفير نفسه واني لاعتبر مافعله السفير المبجل –ان صدق
الخبر- جريمة وطنية لاتغتفر في حق شعبه ترقي الى درجة الخيانة العظمى .
اتذكر من أجل سيادةالسفير وأمثاله كثر..!! ان سلطات الاحتلال فرضت ذات يوم حظر
التجول على مخيم فلسطيني بكامله من أجل كلب..!!
نعم من أجل كلب اسرائيلي مسروق شريف الحسب والنسب ولم يهدأ الجنود الا عندما
وجدوه بعد ان عاثوا تخريبا وفسادا وضربوا المئات واعتقلوا العشرات..!!
الى هذه الدرجة يظهر الفرق شاسعا بين الجنسية الاسرائيلية والجنسية
الفلسطينية..!!
ليهنأ السفير الفلسطيني الوطني جدا جدا وكل من تهربوا معه من تحقيق الحلم
الاخير لسجين مظلوم قضى قهرا وبحد البكاء..
ولانامت أعين الجبناء