تقع منطقة أبيي بين خطي الطول 8,5 - 10,5 وخطي العرض 28 - 30 شرقا تتميز
بتربتها الطينية الخصبة , ومراعها الغنية وامطارها الغزيرة . تمر بها بعض
الروافد التى تغزي بحر كير الزي يصب فى بحر الغزال ثم النيل الأبيض . وهزه الصفات
تعتبر عوامل جزب للعديد من الرعاة من مختلف الجهات . بجانب هزا فإن المنطقة
غنبة ببعض المعادن وإن لم تكتشف بعد . كل هزه العوامل جعلت العديد من
القبائل { عرب البقارة } تدعى اشتراكها فى المنطقة مما جعل أهل المنطقة عرضة
الانتهاكات .
تعتبر دينكا نغوك المجموة الوحيدة التى سكنت هزه المنطقة بصورة مستدامة
بتكويناتها التسعة وهى { بنقو - اللى - أشاك - مانيوار - أنيل - مرينق -
ديل - أشوينق - ابيور } . ونسبة للعوامل المشارة إليها أعلاه , فإن المنطقة
ترتادها قبائل من الجنوب مثل دينكا ملوال والتوج , ومن الشمال قبائل المسيرية
{ عرب البقارة } . وإن بعض المرتادين للمراعى ومصادر المياه فى فصل الصيف
اتخزوا من هزا الوضع زريعة للإدعاء بأنها شريكة فى المنطقة وخاصة { عرب البقارة
} .
ظلت القبائل الجنوببة تحكم نفسها على مدار الحقب التاريخية المتعاقبة حيث أن
الإدارة كانت محصورة فى يد زعماء العشائر . وحتى ظهور الحكم التركي المصري عام
1821 لم تتاثر المنطقة بها كثيرا رغم الغارات التى كانت تشن من حين لأخر بغرض
الحصول على الرقيق . وعندما قامت الثورة المهدية فى السودان , وبالرغم من
قيام زعماء المنطقة بزيرة المهدي فى كردفان , ألا أن المنطقة ظلت خارجة من
نطاق الدولة المهدية . لكن أزدهرت تجارة الرقيق فى عهد المهدية ولولا جسارة
القبائل الجنوبية لكانت الكارثة .
بدات تلإدارة الحديثة تبرز إلى السطح مع قدوم الفتح الإنجليز - المصرى الزى يضع
السودان تحت الحكم الثنائ اتخزت السلطات البريطانية ضرورة تطبيق نظام الحكم
غير المباشر على السودان الجنوبي نسبة لظروف المنطقة الطبيعية التى لا تسمح
بدوام الطواف على بعض منطقتها فى فترات المختلفة , ومنطقة آبيي طوحدة من هزه
المناطق التى منحت السلطات البريطانية إدارتها المحلية لزعامتها القبلية نيابة
عن الحكومة البريطانية , وعندما كانت القبائل العربية تشن عليها غارات بغرض
الحصول على الرقيق تقدم زعماء المنطقة بشكوى للمفتش البريطاني فى النهود {
السيد جيمس روبتسون 1934 - 1936 } شاكين فيها زعيم مسيرية الحمر {على جلة}
وقد اختفت بعض الأسر من الوجود بين قتيل او أسير من جزاء هزه الحملات منز زلك
التاريخ بدات السلطات البريطانية تشدد قبضتها ورقابتها على تلك القبائل
العربية بل وعملت على سن بعض القوانين لكبح جماح العنف بالمنطقة .
شمل قانون المناطق القفولة 1922 التى سنتها الادارة البريطانية على خط 13
الزى شمل منطقة أبيي .وبموجب هزا القانون لايسح بدخول المناطق القفولة لاي شخص
من شمال السودان ويشمل القبائل العريبة { عرب البقارة } إلا بازن رسمي من
السلطات البريطاية . ظلت منطقة أبيي على هزه الحالة ولم يسمح بدخولها إلا
للتجار الإغريقي يدعى بنيوتي قريقورى .ونسبة لصعوبة المواصلات ووعورة الطريق
بين أبيي وقوقريال بقية المناطقالجنوبية المجاورة لها كانت ضرائب المنطقة تحصل
بواسطة مفتش الإنجليز فى منطقة النهود بدلا عن تحصيلها بواسطة مفتش التونج ,
هكزا نجد أن أبيي إداريا كانت تابعة لجنوب السودان وإن نظام الحكم فى المنطقة
التى زكرتها فى مقالتي السابقة { أروب بيونق , كوال اروب , دينق مجوك } . هى
التى جعلت ضرائبها ترسل إلى النهود مماأوحى لبعض القبائل بإن منطقة أبيي
تابعة لكردفان .
نواصل فى مقالة القادمة