حساب الحقائق والوقائع التي يعيشها المواطن السوداني المغلوب علي حاله و لا احد ينكر ان انفراد النخبة النيلية الشمالية بالحكم وفرضها للاحادية في نظمها وعدم القبول بالاخر وجعلها من نفسها المالك للسودان وتصنيفها لبقية ابناء السودان كمواطنين من الدرجة الثانية ان لم يكونوا اقل وفرضها للهوية العربية والحكم الاسلامي وجحودها بالتعددية هو جوهر المشكلة السودانية اضافة الي ذلك السياسات الجائرة التي مارسها المستعمر الشمالي القذر الذي يطلق علي اليات استعماره بالحكومة الوطنية وان تعدد الوجوه لهذا الاستعمار الا ان سياستها لم تتغير تجاه الهامش منذ الاستقلال وعلي راس المهمشين الجنوب الذي كان المتضرر الاكبر من هذه السياسات لذلك كان لا بد من قيام الحركة الشعبية التي لم تكن الاولي في الجنوب ورغم ان اساليب النخبة النيلية لمحاربة الجنوبيين قد نجحت باستخدام شعوب الهامش القبائل المتعربة في بادي الامر الا انهم لحقوا بقطار السودان الجديد الذي هو صياغة للحد الادني من التنازلت التي قدمها الجنوبيين لوحدة السودان بحيث انه لا وحدة للجنوب مع الشمال الا في اطار رؤية السودان الجديد , ولايماننا بان السودان قارة واكثر دول العالم من حيث التعددية العرقية والقومية والثقافية فلا بد من نبذ الفكر الاحادي لا ن السودان ليس ملك لقبيلة معينة او جهة او ديانة فان قلنا ان السودان دولة عربية فلابد من اقصاء الافارقة وان قلنا انها دولة اسلامية فاننا لا نعترف بالوجود المسيحي في الجنوب وبالتالي نجد انفسنا في صراع دائم وحرب مستمر ونسبة لان بعض الاخوة الشماليين لا يعرفون قيمة السودان الا من حيث عروبته واسلامه بل ولانهم هم المستفيدين من حكم السودان القديم نجدهم متمسكين بالمشروع الحضاري والاحادي العرسلامي كما ان قيام السودان الجديد يعني القضاء علي مصالحهم وامتيازاتهم ومكانتهم لذلك لا بد لهم من التضحية بوحدة السودان وفصل الجنوب من اجل الحفاظ علي حكم السودان الشرقي والغربي, ولاننا في الجنوب لا نؤمن بالوحدة التي تقوم علي اساس العروبة والاسلام والبطش والظلم والطغيان لذلك نري ان الاستقلال بالانفصال خيار لا بديل له .
نحن في الجنوب نؤمن بالسودان الموحد القائم علي اساس المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة بغض النظر عن العرق والدين بمعني فصل الدين عن الدولة اي الدين لله والوطن للجميع , لذلك اقول ان من يرفض رؤية السودان الجديد لابد له من القبول بانفصال الجنوب عن الشمال والذي سيكون بداية لمسلسلات الانفصال في السودان, وانا لا ادري علي اي اساس يقوم وحدة السودان الطوعية التي ينادي بها الحكومة في ظل رفضها لرؤية السودان الجديد كما انني علي يقين تام ان من قاموا بتحريض المواطنين بعدم الانضمام الي الحركة الشعبية بوصفها بالكفر والشرك لكما قاموا بتكفير الشماليين المنضويين تحت لواء الحركةلا يمكنهم ان يقبلوا بالرؤية التي جاءت بها هذه الحركة الكافرة, ومن هنا اتساءل:
لماذا يسالون القائد سلفا كير ميارديت (حفظه الله من الاغتيال ) عن اذا ما كان انفصاليا ام وحدويا وما ضرورة هذا السؤال في ظل المعطيات التي اوردتها انفا؟؟؟
انا لا اجد ضرورة لهذا السؤال سوي ان السائل يتغابي المعرفة لان القائد سلفا كير لا يمكنه ان يؤدي صوته الي الانفصال او الوحدة كما بين لهم. والاغرب من ذلك ان بعض تلامذة ثعالب وثعابين السودان القديم وابالسته من الشماليين امثال محمد منصور وخالد احمد محمد يريدون ان يزوروا الحقائق بين الدفاع عن حكومات الشمال تارة والنخبة النيلية الحاكمة تارة اخري كما يلجا البعض الاخر الي محاولة الدفاع عن المشروع الحضاري الاسلاموي عروبي بحيث يرون في حكومتهم الغابرة حكومة اسلا مية تحكم بالشريعة الاسلامية التي هي ترسيخ للعدالة الالهية التي جاءت بها القراءن ومن هنا اوجه بعض الاسئلة الي اخواني الشماليين الاسلاميين عسي ولعلي اجد عندهم ردود شافية والاسئلة هي:-
بما ان الحكومة الشمالية الحاكمة تحكم بالشريعة الاسلامية فهل االظلم الذي يتجلي في طريقة ادارتها للسودان المهمش نابع من عقيدة الاسلام والشريعة؟؟؟
هل الشريعة الاسلامية هي التي جعلت الحكومة تمارس سياسات الاضطهاد العرقي او الديني اوالسياسي ؟؟؟؟؟
وهل طرق التعذيب المتبع في مكاتب الامن والاستخبارات منصوصة بها في الشريعة ؟؟؟
هل يدعوا الشريعة الاسلامية الي ارتكاب جرائم اخلاقية والفساد الاداري الذي يتميز به ادارات حكومة الانقاذ المدنية والحكومية ؟
هل استمدت الحكومة طرق تعاملها مع حركات التحرر من الشريعة الاسلامية من دعم لمليشيات الجنجويد وارتكاب فظايع انسانية في دار فور؟؟؟
ايضا هناك الكثير من الفضائح التي لا يمكن لكافر ارتكابها ناهيك الذين يدعون بانهم دينيين , فانا اري ان اذا كان الشريعة الاسلامية هي سبب سياسات حكومة الخرطوم الشمالية التي امتازت بالظلم والبغاء والطغيان فكم يكون الانفصال رحمة لابناء الجنوب .
الجنوبيين الذين يصورهم البعض بانهم انفصاليين هم اكثر السودانيين تمسكا بالوحدة فقط علي رؤية السودان الجديد التي تبنتها الحركة الشعبية وهذه الرؤية غير مفروضة بالقوة او اي نوع من انواع الضغوط بل هي رؤية بديلة للتمزق المحتم الذي يقود اليه اساليب واليات الحكم منذ الاستقلال , اي ان رؤية السودان الجديد هو اخر فرصة للحريصين من ابناء هذا الوطن و الامناء علي وحدتها والمفتخرين بسودان المليون ميل مربع من نمولي الي حلفا ومن الجنينة الي طوكر فان امنا بهذه الرؤية وارتضينا بها سلم السودان وان استمر رفضها كما يحدث الان فلا حسرة لنا نحن الجنوبيين علي المليون ميل مربع بل سيكون الجنوب هو السودان الجديد والكرة الان في ملعب الشماليين وسوف نري ما الذي يقودونا اليه بهذه السياسات العقيمة العمياء
نحن حريصين علي مصلحة الوطن الجنوبي ولا مجال للعودة الي مربع الحرب او المخاطرة بوحدة لا تحمد عاقبتها في ظل تمسك الحكومة الشمالية بنهجها العتيق فان عملنا كلنا من اجل الوطن فاهلا بالوحدة وان تمسكنا بمقاليد السلطة والمصالح الذاتية فسهلا للاانفصال
والتحية الي ارواح شهداء السودان الجديد من الدكتور جون قرنق ويوسف الي كل جندي عظيم
والمجد لله في الاعالي وعلي السودان الجديد السلام وبشعوبه المسرة
spla wayee
new sudan wayee
--------------------------------------------------------------------------------