ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ماذا قال لي الرئيس ؟ بقلم محمد الخامري - اليمن
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/24/2005 8:10 ص
بقلم / محمد الخامري فوجئ العديد من الذين حضروا مأدبة الإفطار الرمضانية التي أقامها الأخ الرئيس علي عبد الله صالح يوم السبت الماضي عندما استدرك فخامته بعد أن صافحته وذهبت عنه ليناديني من جديد وقد شارفت على الخروج من الباب الخلفي للقصر الجمهوري إلى باحة الإفطار ويسألني عن موضوع كنت اعتقد انه لن يصل إليه مع مشاغله الكثيرة والكبيرة بما انه رئيس الجمهورية والرجل الأول في اليمن ، كما كنت اعتقد أنه لن يهتم بتلك الأخبار الهامشية في حياتنا والتي نصادف يومياً مئات الأخبار والوشايات والأكاذيب التي تقول أن شخصاً من الناس أوصل إليّ خبراً سيئاً حيث قال أن الرئيس مُستاءٌ مني شخصياً ومما اكتب وانه أي الرئيس وصفني بوصف غير جيد. كانت مفاجأتي كبيرة عندما اخبرني الرئيس وبكل تقدير واعتزاز وثقة بما يفعل إذ يأخذ بخاطر أحد رعيته الذي لن يضره شئ سواء كان الكلام صحيحاً أو لا ، وقال أن الكلام الذي أوصله إليك (فلان) غير صحيح ، بل وأشعرني بأنه ليس مستاءً مما اكتب في ظل الحرية والديمقراطية التي يُعتبر بحق أستاذها ومعلمها الأول في اليمن. كانت لحظات غامرة عندما تحس بقرب رئيس الدولة منك وطبطبته عليك وحرصه على مشاعرك وتأكيده ضمناً انه يحترمك ويقدرك ويعرف الدور الذي تؤديه حينما تكتب بعض التقارير الاستفزازية (من وجهة نظر البعض) من قلب صنعاء. هذه الحادثة تركت في داخلي ذكرى لن أنساها ما حييت ، لقد وجدت نفسي تلقائياً أجيب الأخ الرئيس بأنه لا يمكن أن يصدق عاقل أن أباً يشتم ابنه وأنني على ثقة أن (أبي) لا يمكن أن تصدر منه مثل تلك الألفاظ (التي وصلتني). كلمة (أب) قلتها تلقائية ولم احسب لها حساب لأنني فعلاً شعرت بها حقاً حينما كان يحدثني وهو يشد على يدي ، شعرت بحنانه الذي لم اشعر به من قبل وكنت كما وصفني أحد المقربين بـ"الابن العاق" لأني لم اكتب شيئاً إيجابياً منذ جئت من الخارج وتعينت مديراً إقليميا لشبكة إيلاف الإخبارية حسب تعبيره الجاف والخالي من الحقيقية تماماً ، إذ أن من المبالغة وصفي بتلك الصورة المشوهة وكأنني حاقد على هذا الوطن كما تقول بعض الصحف المحلية التي هاجمتني والذي اقسم بالله العظيم رب العرش الكريم وفي خواتيم رمضان أنني احبه وكم تحملت في سبيل حبه وأنا في الغربة من صعاب ومشاق عكس من يرمون الاتهامات جزافاً والذين لم يجدوا في سبيل حبهم لهذا الوطن ربع ما لاقيته من معاناة ومكابدة من بعض الموظفين والمسؤولين أمراض القلوب في بعض الدول التي عشت فيها. قد يقول البعض أنني بذكري لهذه القصة ارمي إلى هدف (خفي) ، إذ ما الفائدة من ذكر قصة شخصية وقعت لي مع رئيس الجمهورية ، لكنني أقول أن هذه القصة توضح وجهاً لا يعرفه الكثير من أبناء هذا الوطن عن أبيهم وقائدهم ورئيسهم ، انه وجه الخير والعطف والسجية الحسنة والسماحة والقرب من الناس ومعرفته بدقائق الأمور وصلته اليومية المباشرة مع هموم أبنائه ورعيته ، إضافة إلى أنى سمعت لغطاً في وسط الصحافيين بدأ يدور هنا وهناك وتساؤلات يرسمونها ثم يتبرعون بالإجابة عليها تلقائياً (ماذا يريد الرئيس من الخامري؟) وكلٌ يُدلي بدلوه الذي سمعه من مقرب كما هي مصادرهم دائما (مصادر مقربة وعليمة وموثوقة وهلم جراً) لذلك أحببت أن أوضح ماذا قال لي الرئيس حفظه الله. ولا يفوتني أن أشير إلى واقعة أخرى تدخل في نطاق الموضوع وهي بعيدة عني لكني سمعت بها من أحد أفراد الشرطة الراجلة الذي كان يحكيها وهو منتشي ويشيد بحنكة وسجية وسماحة الأخ الرئيس وتشجيعه لمن يخدم هذا الوطن. قال صاحبنا أن الرئيس كان يستقل سيارة خاصة يقودها بنفسه وكان يتفقد الأحوال والرعية وهو ملثم كعادته عندما يخرج منفرداً ، وفجأة وقف عند إحدى إشارات المرور فجاءه شرطي وقال له أين أرقام السيارة (الأرقام المعدنية) وكان الزجاج عاكساً والرئيس انزل جزء بسيط منه واخذ (يتبالط عليه) حد تعبير الشرطي راوي القصة لكن زميله أصر على إيصال السيارة إلى حوش الجمارك أو المرور لأنها مخالفة وبدون أرقام ، وبعد اخذ ورد من قبل الشرطي وصاحب السيارة (الرئيس) فتح الرئيس اللثام عن وجهه واخذ اسم الشرطي الذي وقع في (حيص بيص) وارتبك ولم يعلم كيف يتصرف وقضى ليلته خائفاً يترقب مصيره اليوم الثاني لكن السجية الحسنة والأب الحنون طلب من الجهات المعنية إحضاره إلى مكتبه وقام بتكريمه وحثه على مواصلة صلابته في تنفيذ النظام والقانون كما فعل معه. أخيراً هل يتعلم رجال الأمن بمختلف مناصبهم ووظائفهم ورتبهم من قائدهم وقدوتهم هذه الخصال الحميدة في التعامل مع المخالف وتأليف القلوب بدلاً من تنفيرها . آمل ذلك، وتحياتي لكم