بتوقيع اتفاقية السلام يزداد أمل السودانيين فى التغيير الذى يمكن أن تحدثه الحركة الشعبية فى الوضع السياسى فى السودان نسبة لطرحها المتقدم المعبر عن اماني كل الشعب شماله وجنوبه. ..
أى جهد تقوم به الحركة لحل مشاكل الوطن سترحب به كل الحركات المسلحة في الشرق والغرب وهاهي الحركة تذهب الي ابوجا لحل مشكلة دارفور وغدا نامل ان تذهب لمنبر الشرق لتضع اسس سلام دائم هناك, وقد فقدت هذه المناطق الثقة فى المؤتمر الوطنى , وفى النهاية , سيصب هذا الجهد وهذا العمل الوطنى فى الرصيد الجماهيرى للحركة الشعبية.
مثل هذا التحرك السياسى الإيجابى للحركة مطلوب وبشدة , وهذا سيشكل نقطة البداية للتنسيق والعمل السياسى المشترك بين الحركة الشعبية وكافة التجمعات السياسية الراغبة فى تنفيذ أجندة السودان الجديد وإرساء دعائمه فى المستقبل القريب .
الدكتور جون قرنق هو احد اهم السياسيين السودانيين البارزين في تارخ السودان الحديث.فهو من جهة المؤهلات اكثر تميزا على الكثيرين واكثر ثباتا على مباديه التى التزمها منذ سنين دراساته العليا وظل كذلك اكثر اشراقا مع نفسه وهو يقود حرب التحرير اجل السودان بما فى ذلك شماليه وجنوبه لاجل الوحدة عبر بوابة سودان جديد يتخذ المواطنة اساسا لها ومفهوما دستوريا وقيمة اخلاقية يلتزمها اهل السودان جميعا.
لقد كان د. قرنق بطلا فريدا وقائدا عملاق ولكن كانت الفاجعة الاليمة التي راح ضحتها زعيمنا وقائدنا. وقد اثيرت تساؤلات كثيرة حول طريقة الموت ووجود المؤامرات والتصفيات, ولهذا شكلت لجان تحقيق عن الحادث المشئوم ولازالت نتائج تلك التحقيقات مجهولة.
ولكن بعض الاخوة اتخذوا من ذلك زريعة للهجوم علي بعض القياديين الجنوبيي المعروفين محليا وعالميا وحاولوا اثارة الشبهة حولهم. هذا الهجوم الغير مبرر يضر بالقضية لابعد الحدود .نحن الجنوبيين علينا ان نتكاتف اكثر لتحقيق اللاهداف التي ناضلنا من اجلها كل هذه السنين ونتمسك بتعاليم القائد الشهيد الدي لم يسئ لاحد في حياته.
كان يوجد خلاف بين الزعيم الراحل وبعض القيادات ولكن وجود خلاف في الكيانات السياسية شئ عادي في كل الدنيا ولدلك لايجب تجريح هذا القائد او ذلك.
امام الجنوبيين واجبات كثيرة تتمثل في بناء الوطن الذي دمرته الحروب وجعله واحد من اكثر البلدان الافريقية تقدما. علينا بناء المداس والمشتشفيات والمنازل المناسبة والطرق والكباري والمصانع وعلينا ان نقف كتلة واحدة امام محاولة المؤتمر الوطني لفركشة الصف والاسـتيلاء علي ثروات الجنوب ووقف كل تحايل منهم للتخلص او ابطاء تنفيذ الاتفاقية,
لقد تمكنت الجماعة الاسلامية من السيطرة علي كل الوزارات الرئيسئة ومعني ذلك ان نيتهم سيئية نحونا. فماذا فعلنا نحن كجنوبيين شعبيا لوضع حد لسيطرة الاسلاميين علي كل السلطة. كان ولازال ممكننا لوضع حد لهذه السيطرة. علينا نبذ الخلاف والوقوف الصلب تحت راية زعيمنا الراحل لنبني السودان الجديد.
فوق ذلك الاخوان المهمشين في الشرق والغرب ينتظرون منا التضامن ليس حكوميا فقط بل شعبيا واعلاميا فهم حتي الامس كانوا معنا في نفس الخندق. هم رفاق سلاح ودعمهم واجب. وظهرت منظمات شبابية نضالية في الشرق مما يدل بان المواجهة مع سلطات الانقاذ ستزداد حدة .
علي كل القوى السياسية بما فيها الحركة ان تتحالف لدفع عملية الديمقراطية للامام وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وتشكيل مؤسسات المجتمع المدني. ان الحكومة الجديدة لم تحمل جديداً لشعب السودان. وعلينا نحن جميعا في الشمال والجنوب وضع حد لتسلط الجماعات الاسلامية واصرارها علي مواصلة خطها القديم حتي بع الاتفاقية وبعد تكوين الحكومة الجدبدة.
فليتضامن الجنوبيون من اجل سودان جديد, وسودان بدون تهميش.