ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
كمال حنفي والبطل‚‚ وأفكار قارعة الطريق! بقلم – هاشم كرار
الأفكار‚ على قارعة الطريق‚‚ وأجمل الأفكار على الاطلاق‚ تلك التي لا يلتقطها المارة! قلت ذلك لصديقي اللدود محمد هديب‚ رسم ابتسامة مشاغبة‚‚ وقال: على فكرة‚‚ هذه الفكرة التقطها كثير من عابري السبيل! كان الحديث عن «الفكرة»‚‚ والكتاب الثعالب‚ اتفقنا: الكاتب الثعلب‚ ليس هو مثل بقية المارة‚‚ عابر سبيل‚ ضرب مثالا: أحدهم حسن البطل‚‚ كاتب صياد بشكل مخيف‚ في «الأيام» الفلسطينية‚ و‚‚ راح يحكي عنه‚ بحب وفير: هو لا يصطاد الفكرة‚ التي قد اصطادها أنا‚ أو انت‚‚ هو يتركها لأمثالنا‚ ويصطاد فقط مالا يخطر على بال! هديب حين يحكى حتى عن (الموز بالملح) يحبب اليك هذا الموز بالملح‚ لو كنت أنت ذلك الذي سأل من كان يقشر الموز‚ يغمسه في الملح‚ ينظر إليه في اشمئزاز‚ ويرمي به من نافذة القطار! النكتة قديمة جدا: سأل صاحبنا «الذي هو ليس أنت» صاحبنا صاحب الموز بالملح: (لماذا يا سيدي تقشر كل موزة‚ ثم تغمسها في الملح‚ تنظر إليها بتأفف ثم‚‚ ترمي بها من الشباك)؟ لم يبتسم صاحبنا‚ فقط‚ نظر إلى صاحبنا (الذي هو ليس أنت) بتأفف قبل ان يقول له: «اصلوا أنا ـ يا سيدي ـ لا أحب الموز بالملح!»! أرجع لهديب‚ وكان لا يزال يتحدث (بالطبع لم اسمع جزءا كبيرا من حديثه)‚‚ قال انني‚‚ يوميا‚‚ أول ما افتح الانترنت‚ افتحه على صديقي الصياد حسن البطل‚ جملته تلك‚ أعادت إلى ذهني جملة كنت قد قلتها في اجازتي الأخيرة بالسودان ـ عبر الهاتف ـ لرجل «كتّاب جدا» اسمه كمال حنفي: - يا كمال‚‚ انني لم التقك وجها لوجه ولا انت التقيتني (وجها لوجه أيضا)‚ لكنني والله افتتح بك يومي الالكتروني! سألت هديب: اتعرفه؟ هديب‚ لم يكن داخل جمجمتي‚ حتى لا يسألني بإلحاح شديد (مَنْ؟‚‚ مَنْ)‚ انتبهت‚ قلت له كمال حنفي‚ الذي يكتب في «الرأي العام» السودانية ( إلا قليلا)! وارى صديقي اللدود‚ جهله برجل «إلا قليلا»‚ بابتسامة حزينة‚ تشبه ابتسامتي‚ تلك التي واريت بها جهلي بحسن البطل‚ و(الأيام) الفلسطينية! اتفقنا (حتى يصير المرء صديق ما يجهل) ان ادخل الكترونيا على البطل‚ ويدخل هو على كمال حنفي‚ في المساء‚‚ كان هديب يتحدث بابتسامته المشاغبة‚ ويديه (ورجليه أيضا) عن الثعلب كمال حنفي‚ وكيف انه لا يلتقط الأفكار التي يلتقطها عابرو السبيل من الكتاب‚ - هذا رجل مجنون جدا يا‚‚‚ زلمة! - أولم أقل لك ذلك‚ يا‚‚‚ زول؟ و‚‚ هكذا‚ صار صديقي اللدود‚ يبدأ يومه ببهجة ما يصطاده الثعلب كمال حنفي‚ وما يصطاده الثعلب الآخر‚ حسن البطل‚ وهكذا‚ صرت مثله أيضا أبدأ يومي بابتسامات مشاغبة جدا من الاثنين‚ و‚‚ اسسنا (أنا وهديب) لمقولة جديدة: (المرء‚ يمكن ان يصير صديق من كان يجهل»!
للمزيد من االمقالات