تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

التعايش السلمي المنشود في ابيي بقلم: دونقبيك ياي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/20/2005 2:34 م

بعد رفع تقرير مفوضية ترسيم حدود أبيي الى رئاسة الجمهورية كثر الحديث فى الاوساط السياسية عن ضرورة تجاوز هذا التقرير والبحث عن سبل التعايش السلمي بين دينكا نقوك اصحاب الارض وجيرانهم المسيرية الذين يدعون بان التقرير قد ظلمهم في اشارة الي عودة مناطق نقوك التي كانت المسيرية تسيطر عليها الي اسيادها وهذا الحديث ينقصه قدر كبير من الموضوعية فلا يمكن الحديث عن تعايش سلمي بين المسيرية والدينكا وفي نفس الوقت رفض تقرير لجنة الخبراء الذي حسم النزاع في المنطقة أللهم إلا اذا كان المقصود بهذا التعايش ما كان صائدا عندما كان السلطات في الماضي تساند المسيرية فى حرق الابرياء من دينكا نقوك و قتل المثقفين والمستنيرين من ابناء ابيي رميا بالرصاص امثال الاستاذ مارك مجاك ابيم استاذ كلية الاداب بجامعة الخرطوم والسلطان موياك دينق وغيرهم من ابناء أبيي الذين راحت ارواحهم علي ايدي السلطات الحكومية آنذاك في ظل التعايش السلمي المزعوم لا نريد من هذا الحديث فتح جراحات الماضي والمرارات التاريخية التي لحقت بابناء أبيي ولكن نريد التزكير بان الحديث عن التعايش السلمي بين نقوك والمسيرية يجب ان يكون بعد قبول التحكيم الدولي حول حدود ابيي وترسيم ما ورد في التقرير على ارض الواقع وتنسحب المسيرية من كل اراضي نقوك التي عادت اليها ومن ثم يمكن فتح باب الحوار حول سبل العيش الكريم لابناء ابيي وجيرانهم المسيرية مع تأكيد الحقوق التاريخية للاخوة المسيرية التي كفلتها الاتفاقية
مشكلتنا في السودان هو اننا لا نستطيع حسم مشاكلنا بدون تدخل الآخرين فقضية مثل قضية ابيي في تقديري لا تحتاج الي خبراء او وسطاء لان حلها كان بسيط جدا فقد اقترحت وفد الحركة الشعبية فى مفاوضات المناطق الثلاث ان يتم ارجاع أبيي الى وضعها الطبيعي بقرار اداري من رئاسة الجمهورية على غرار القرار الاداري الذي بموجبه تم الحاق منطقة ابيي اداريا الى كردفان الا ان تشبث المسيرية ومن خلفها الحكومة بمناطق نقوك هو الذي ادى الي الاستعانة بخبراء دوليين مشهودون بالنزاهة والدراية بالتاريخ والجغرافية كشروط اساسية والتي علي ضؤها وافق الطرفان علي الاعضاء الخمسة فى لجنة الخبراء وخرجوا بذلك التقرير الذي اعطى كل ذي حق حقه ولو كان النوايا صافية ووافقت الحكومة على مقترح الحركة بأرجاع ابيي الى بحرالغزال بقرار اداري لكان هناك مجال لاصحاب الارض وهم اناس طيبون للتفكير حول امكانية التنازل عن بعض المدن التي استقرت فيها المسيرية لفترة طويلة قبل اكتشاف البترول تقديرا للتعايش الذي كان سائدا قبل احداث المجلد وبابنوسة ولكن الآن الامر اصبح خارج عن السيطرة حيث قررت لجنة ترسيم الحدود قرارات نهائية وملزمة لاتقبل المساومة على حسب ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين وقد كان ابناء ابيي اكثر حرصا على الالتزام بما تخرج بها اللجنة لذلك قدم وفد الحركة الشعبية فى اللجنة تنويرا شاملا قبل اعلان التقرير لابناء ابيي بضرورة قبول ما تسفرعنها لجنة الخبراء مهما كانت النتيجة وكان اجدر لممثلي المسيرية فى اللجنة ان يقوموا بنفس الامر ويلزموا طرفهم بقبول نتائج التحكيم الدولي الا ان ما حدث عكس ذلك فقد كان اعضاء المسيرية في اللجنة اول من رفضوا التقرير بحجة ان اللجنة تجاوزت صلاحياتها و الواقع ان اللجنة كانت ملتزمة بالتفويض الممنوح لها ولكنها رفضت القيودات التي فرضت عليها لانها منوطة بها دراسة الوثائق التي قدمها الطرفان بكل تجرد وحيادية واعطاء كل ذي حق حقه الا ان الواقع يؤكد ان الاخوة المسيرية ماذالوا فى اوهامهم باحقيتهم لارض نقوك الا انهم خاسرون طال الزمن ام قصر والمشكلة ان المسيري البسيط وكبار المسيرية يعلمون جيدا بان ارض ابيي ليست لهم فيها شبر لكن يظهر ان الاكازيب التي كانت تقال بان ابيي ارض للمسيرية وجدت من يصدقها وخاصة فى اوساط المثقفين من المسيرية واضاف اكتشاف البترول فى ابيي مزيد من الاطماع على ارض نقوك لكن يجب ان يعرف كل طامع فى ارض ابيي بان اللعبة قد انتهت وعاد الحق الى اهله والتعايش المنشود الآن بين نقوك وجيرانهم المسيرية وهو تعايش حقيقي يقوم على الاحترام المتبادل بين الجيران ويعطي المسيري البسيط حقه الطبيعي فى المرور باراضي نقوك دون اثارة اي نوع من الازعاج والفوضى التي كان يحدث في الماضي لان موازين القوة قد تعادلت الآن فليس هناك من سيحرض المسيرية لاغارة مناطق الدينكا مجددا لان مجرد التفكير فى مثل هذه الاشياء سوف يفتح باب المرارات التاريخية التي لحقت بدينكا نقوك من المسيرية ولا ندري ماذا سيكون نتيجة ذلك لاننا الآن نسعي الى نسيان تلك المرارات تقديرا للسلام الذي تم التوصل اليه بعد حرب ضروس اقضت على الاخضر واليابس ووفاء لروح فقيد السلام الدكتور جونق قرنق دي مبيور

بقلم/ دونقبيك ياي
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved