التضليل المتعمد و قوقائية الروئ في شأن جنوب السودان.
"الدينكا" قبيلة ذات سجل وطني حافل 3-4
المكونات القومية والقبلية في جنوب السودان واثرها على الحكم
كيف حكم الجنوب خلال 10 سنوات بعد أتفاقية أديس أبابا ؟ قد يتسأل القارئ عن كيف حكم جنوب السودان .كان الحكم في الجنوب ديمقراطياً تنافسياً فبرغم من أن الحزبية كان ممنوعة من قبل نظام المخلوع نميري , مارس الجنوبيون نشاطهم الحزبي غير المعلن فأنحصر التنافس بين حزبين أنذاك سانو وجبهة الجنوب , كما تداول على حكم الجنوب كل من السادة الأتية أسماؤهم .
• السيد/ أبيل ألير من قبيلة الدينكا ( بور) في أعالي النيل .
• الفريق/ جوزيف لاقو من قبيلة المادي (نمولي) في الإستوائية .
• السيد/ بيتر جاتكواث لفترة أنتقالية و نويراوي (أكوبو) أعالي النيل.
• اللؤاء/ قسم الله عبدالله رصاص فترة أنتقالية بنقاوي (بسري) 12 ميل جنوب مدينة واو , قبيلة بنقو فصيل من فصائل الفرتيت , في بحر الغزال.
• المهندس/ جوزيف جيمس طمبرا و هو من (مدينة طمبرة) و حفيد السلطان طمبرا من قبيلة أزاندي في غرب الإستوائية.
هكذا كان يحكم الجنوب , سؤالي لك يا أحمد عمرابي كيف حكم الشماليون السودان و من هم حكام الشمال السودان عموماً منذ إستقلال السودان , أرجع الى الكتاب الأسود لكي ترى الوجه القبيح للحكومات التي تولت على كراسي الحكم في السودان منذ الإستقلال.
أن مسودة دستور جنوب السودان المقترح الذي سلم نسخة منه لنائب الأول الفريق سلفا كير ميارديت قد و ضع أساس للمشاركة الفعلية في السلطة في الجنوب , ليس من حق اي فبيلة أن تنفرد بالسلطة مهما كان عددهم أو تعليمهم .
المادة 39-5 تسمح بمشاركة كل أبناء جنوب السودان في الحكم مهما كان قلة عدد أفراد قبيلة ينتمون إليها و كذلك تمثيل المرأة بنسبة 25% على جميع مستويات الحكم في جنوب السودان علاة على حقهن في التنافس مع الرجال , هذا البند وجد لأنصاف كل قوميات جنوب السودان دون إنفراد بالسلطة حتى لايظهر كتاب أسود أخر في جنوب السودان.
سوف أجيب لك بالرغم من عدم أيماني بالقبلية و لكن لا بدة من توضيح الصورة للقارئ العربي حتى يستفيد من تاريخ السودان الغير مفصح عنه.
تقطن الدينكا كل من ولاية شمال بحر الغزال و ولاية واراب و ولاية البحيرات في بحر الغزال الكبرى , كما يتواجدون بكثرة في ولاية جونقلى و ولاية أعالى النيل في كل من عطار و باي ليات و ملوط و عدريل و الرنك , كما توجد دينكا في شمال ولاية الوحدة أي غرب أعالي النيل في مناطق روينق و أيضاً توجد الدينكا في منطقة أبيي في جنوب كردفان.
• الدور الوطني للدينكا في التاريخ السوداني القديم والمعاصر , خاض الدينكا حروبات طاحنة مع العبدلاب بعد أن ألت السيطرة للعبدلاب على حساب الفونج فقام العبدلاب بتدمير مملكة سوبا المعروف في السودان (بخراب سوبا) بعد نشوة النصر عند عبدلاب حاولوا إخضاع سلاطين الدينكا مستفيدين من الصراعات التى كانت تدب بين الدينكا والشلك عندما أقام الشلك و الفونج تحالفاً ضد الدينكا و حاربوا الدينكا رأى العبدلاب من ذلك ضعف الدينكا فاراد التوسع في مناطق نفوذ الدينكا و دار حروبات طاحنة بينهم والدينكا فحاربهم الدينكا في كل من النيل الأبيض و مناطق متاخمة على النيل الأزرق في الجزيرة و بعض مناطق حول الخرطوم الحالي.
• ثورة الدينكا و النوير والنوبة المنتسبين في كتيبة الجهادية السود في كسلا ضد الحكم التركي و كيف أخمدت تلك الثورة بتواطو من رجل دين كبير كان يكن له الجميع الأحترام .
• الحروبات التي قادها كل من السلطان (منيانق مثيانق) معركة نهر (برنام) ضد الأتراك في رمبيك و السلطان دينقديت في شمال بحر الغزال وثورات النوير ضد الأتراك , هذه الثورة شواهدها لا زالت باقية في رمبيك ألى يومنا هذا و أذا سنحت لك فرصة لزيارة مدينة رمبيك فستجد فيها ما يعرف بالرمبيك القديم و مقبرة جماعية للغزاة من جنود الأتراك.
• الثورة المهدية شارك فيها الدينكا و بالذات اللذين يقطنون شمال بحر الغزال و منطقة أبيي في صفوف المهدية لاعتقادهم بأن الإمام محمد أحمد المهدي جاء لينقذ الشعب من جبروت الحكم التركي الذي كان يسترق الدينكا و لكن للأسف الشديد أرتكبت المهدية نفس أخطاء التركية بحذافيرها. مارست المهدية تجارة الرق ضد الدينكا بأستخدام قبائل المسيرية العربية وذلك بقيامهم بغارات على مناطق الدينكا فثار الدينكا ضد المهدية لطفاً ( صراع الرؤئ ) للدكتور فرانسيس دينق و( علاقات الرق في المجتمع السوداني) للأستاذ محمد أبراهيم نقد .
من المعروف أن المهدية بطشت بكثير من السودانين في عهدها و لكن الدينكا قاوموا وتمالكوا بأمكانياتهم الذاتية , لم يستنجدوا بالمحتل كما فعل أخرون اللذين رحبوا بالأنجليز بل ساروا معهم كفاتحين و زغردت نساؤهم و رقص رجالهم يضربون الطبول بقدوم المنقذ من الكفرة الأنجليز لإنتشالهم من براثن المهدية.
• ثورة اللؤاء الأبيض 1924 كانت ثورة وطنية قادها الضابط على عبداللطيف الذي أحدى والديه من الدينكا مع بعض ضباط من أبناء الدينكا أمثال عبدالفضيل ألماظ و زين العابدين عبدالتام و غيرهم من بعض أبناء الشمال الوطنيين, و لكن فشلت ثورة اللوء الأبيض بتواطؤ من نفس المجموع التي رحبت و أرتبطت مصالحها بوجود الأنجليز وأجهضوا الثورة بتعاونهم مع المستعمر.
• مقاومة الدينكا للحكم الثنائي , عندما كان يركب هؤلاء سيارات فاخرة في شوارع الخرطوم كانت قبائل الدينكا و النوير يحاربون الإنجليز في مناطقهم و كانت أم المعارك معركة (أوج ريال) التي قادتها قبائل دينكا (أليب) جنوب مدينة يرول في البحيرات سنة 1932 و كذلك المعارك التي دارت في مناطق النوير في أزمان متفاوتة ضد المستعمر , في حينه كان الكثيرون يرقصون (ترم تريم ) على ضفاف النيل مع أحفاد غردون باشا
ويسافر جدودهم لتقبيل أيدي الملكة فكتوريا ملكة بريطانيا مقدمين كل الطاعة مقابل إعادة مجد أجدادهم.
• مقاومة الدينكا لتجار الرقيق أمثال زبير باشا و كركاسوي و غيرهم من تجار النخاسة و المعارك الشرسة التي دارت بين هؤلاء التجار مع قبائل الدينكا في مناطقهم.
تم نشر هذا المقال في صحيفة الوطن القطرية رداً للأستاذ / أحمد عمرابي , بتاريخ 21/10/2005 العدد 3701
الجوال 5802130
[email protected]
[email protected]