تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بعيدا عن السياسة بقلم: أمل احمد تبيدي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/24/2005 7:36 ص

بعيدا عن السياسة

أمل احمد تبيدي

[email protected]
القضايا السياسية تركت ظلال واضحة على كافة أوجه الحياة خلقت أزمات اقتصادية واجتماعية مما اثر سلبا على الثقافة وأدت ألي إصابة البعض بالإحباط واليأس فنحن نعاني حقيقة من أزمة شمولية ذات تأثير واضح على حياتنا الفكرية والثقافية بصفة عامة...وطغت الإحداث السياسية علي كافة الجوانب وانصب اهتمام الأعلام المرئي والمسموع والمقرؤ مع الحدث السياسي قد تقرأ أسبوعيا أو نصف شهريا نصف صفحة ثقافية وقد تحذف من اجل إعلان لزيت عربات أو دلالة.....الخ وكثيرا ما أجد نفسي تقف عند محطات الشعر والشعراء وهذه المرة استوقفني الشاعر الراحل نزار قباني الذي أبدع في صياغة الكلمات شعرا لتعبر عن هموم الأمة العربية التي اخترقتها إسرائيل ومزقتها والجميع صامتون وقال:
كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك ولم تهدم منازلنا ولم تحرق مصاحفنا
وكأن جميع من صلبوا علي الأشجار في حيفا وفي يافا
وبئر السبع ليسوا من سلالاتك
تنام وكأن المأساة ليست بعض مأساتك
متي تفهم...ومتي يستيقظ الإنسان في ذاتك؟؟؟

تناول الوطن القضية...والمرآة القضية فعبر عن همومها وأزماتها, وتناول العشق بعمق ورفض بعض التقاليد العقيمة التي تحد من تعبير المرآة عن مشاعرها, بسبب التقاليد انتحرت شقيقته من اجل من أحبت ونزار يقول في هذا:(هل كان موت أختي في سبيل الحب احد العوامل التي جعلتني أتوق لشعر الحب بكل طاقاتي...واهبه أجمل كلماتي...؟هل كانت كتابتي عن الحب تعويضا عما حرمت منه أختي...؟ وانتقاما لها من مجتمع يرفض الحب ويطارده بالفؤوس والبنادق...؟ ويواصل قباني اعترافاته ويقول: أنني لا أؤكد هذا العامل و لا أنفيه...ولكنني متأكد أن مصرع أختي العاشقة كسر شيئا في داخلي وترك علي سطح بحيرة طفولتي أكثر من دائرة وأكثر من إشارة استفهام..) وانتقد نزار بشدة المفاهيم التي تحول المراةالي سلعة رخيصة تعرض وتباع ويقول:

لن ندخل ألي نادي المتحضرين مالم تتحول لدينا المرآة من شريحة لحم إلي حوض زهور

ويقول عن هموم الإنسان (أن لا أنكر أن الإنسانية تعاني أزمة مصير...وأن جيلنا هو جيل الغبار الذري, والعقد الفرويدية المميتة...الجيل المصلوب بلا صلب...المشوه من الداخل منذ ولادته...أني أعرف هذا ولكني أعرف أيضا أن للإنسان العربي أزماته...وواقعية تتصل بالرغيف والدواء وبسرطان إسرائيل )) وكان الرجل يندهش أن عندما يجد الحب في مجتمعنا محارب ومطارد ومحاكم وفي مرتبة الحشيش والأفيون ويقول: لأن من يحب في مدينتي مجنون...لأنهم في بلدي يضعون الحب في مرتبة الحشيش والأفيون ويشنقون باسمه ويقتلون باسمه..... ويكتبون باسمه القانون قررت يا حبيبتي...يا حبيبتي أن احترف الأشعار والجنون وقفت في هذه المحطة بعد أن غرقتا في بحور السياسة وأن شغلنا بالقضايا الانصرافيه التي جرفتنا ألي بحور الخلافات والصراعات وغرقنا فيها وخسرنا الكثير ومازلنا نواصل في اغتيال الإنسان فينا من أجل أشياء واهية وغرقنا في الماديات وانكسرت الهمم وحاصرتنا الهزائم...وأصبحت مصالحنا الذاتية هي التي تحركنا وتدفعنا نحو مصير مجهول يدفع ثمن كل هذا مواطن يبحث عن لقمة عيش ودواء...وتتوسع دائرة الجراحات لتشمل الوطن بكاملة...وتتوسع بؤرة الخلافات التي لا ترتقها أ لا (وزارة وحفنة من المال ) هكذا يختزل النضال في بلادنا ويصبح دعاة الديمقراطية أكثر شمولية...أنة زمن الانكسارات....واختم بقول فاروق جويدة : (أنا شاعر أرفض ألهزيمة أتحد ألانكسار ألذي لا يجبر واسوا أنواع ألهزائم استسلامنا ألصامت لانكساراتنا ...ليس الموت أ ن تنفجر قنبلة تطيح بالعشرات أو أن نخسر قضية أو أن نتعثر في طموح لكن الموت الحقيقي هو سقوط الحلم فإذا كان الأمس قد سقط واليوم في طريقة للسقوط فلا ينبغي أن يسقط الغد أيضا فإذا كنا استطعنا جمع أشلائنا في الحروب فما أسهل أن نجمع تذكارات لهزائمنا الأخرى, ونتشبث بالحلم.كل الهزائم تتساوى ألا سقوط الحلم والشعر هو الابن الشرعي للأحلام والقدرة علي مواصلة الحلم هو سبيلنا لبعث جديد من بين الأنقاض)..........عذرا شاعرنا جويدة سيظل هذا الجيل مهزوما اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحتما ستكبت كل الأنفاس التي تومض بالشعر وتضيع كل الأشياء في زمن اقتصاديات متدنية وسياسات متدهورة تزيد من انهزامات وانكسارات هذا الجيل ....

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved