بدأت وصولا الى العنوان من عل..يعل ..معلول..علة أي مرض بفصيح العبارة وقمة
القهر بالعامية الرشيدة..!!
وانتهيت إلى " تيسير علوني"الاشهر في مهنة المتاعب
والمغضوب عليه امريكيا وأوروبيا بالتبعية لأنه ببساطة أزعج وأربك الفاتحين
الجدد بتقاريره الحية وغير المفلترة من أفغانستان ثم العراق عبر قناة الجزيرة
التي يشاهدها الملايين..!!
والتي استطاعت أيضا أن تسحب البساط سبقا وتغطية لما يدور من تحت السي .ان.ان
درة التاج الاعلامي الامريكي..وبالتالى طرح رؤيا غير أمريكية للحدث وكان في هذا
هزيمة اعلامية امريكية غير مسبوقة من قناة فضائية أخبارية ..وبالذات عربية..!!
لقد وضعنا "تيسير علواني "وجها لوجه أمام حرب حقيقية متلفزة تطفح بشاعتها من
صور كثيرة –دون مونتاج-لمزق بشريةتختلط بفتات الصخر ودخان الانتصار المنبعث من
سحر العجائز العملاقة بي 52 ..!!
ليعرف العالم وعلى الهواء مباشرة من هو الارهابي الاول..دون عناء أو فلسفة أو
اسهاب في التحليل
كانت مواصفات الايزو الصحفية بالمفهوم الامريكي تقتضي من هذا الصحفي المشاغب أن
يستبدل لون الدم الافعاني و العراقي بحمرة خدود اليانكي السوبرمان وهو يطأ
ببسطاره الضخم الرؤوس الخاضعة أو بالنبيذ المعتق في زجاجات تنسكب على أفخذة
المغتصبات في أبو غريب احتفالا بانتصار الجغرافيا على التاريخ..!!
من أجل هذا وغيره كان علىتيسير أن يدفع الثمن فالتهم جاهزة ..والقضاة مستعدون..
والقرار معلن.. والعدل مغيب.. في مسرحية هزلية من انتاج امريكي واخراج
اسباني..!!
يحاكم علوني.. ويسجن بأمر من البيت الابيض ..رب امراء الارض الطائعين ليكون
عبرة لمن يعتبر أمام سلطان ..يصيب من والاه..!! ويخيب من عاداه..!!
ان المحاكمة التي جرت لعلوني في اسبانيا تعتبر في العرف الانساني مهزلة سياسية
يفصل فيها القضاء وبشكل مفضوح حسب الطلب ويذكرني بمحاكمة المستعمرين الفرنسيين
للمناضلة الجزائرية جميلة أبو حريد وكأني أمام عالم لم يرتق الى أبسط القيم
رغم مرور مايقرب من نصف قرن..!!
لقد جلبت أسبانيا على نفسها عارا أخلاقيا لايمحي ووضعت بامتثالها الاعمي للرغبة
الامريكية جدارا إضافيا قبيحا بينها وبين الشعب العربي والاسلامي ينكأ من جديد
حراح التاريخ والجيرة ويصيب مايدعى بحوار الحضارات في مقتل ..ويجعل الباب
مفتوحا على مصراعيه أمام الفعل ورد الفعل!!
ان مايبعث على العلة في النفس ان يحاكم بريء ويسجن بسبب أمانته الصحفية وتفانيه
المهني رغم خطر الموت في أي لحظة .بينما من حولنا يزهر الصمت وتبدو الكروش
متخمة والعقول نائمة والضمائر في طريقها للتكيف مع جو العولمة..
ولايسعني مع المساندة العربية الخجولة لتيسير علوني في محنته الا ان أنوح مع
الشاعر الشعبي
ومنين أجيب الكلام ..
ياناس دلوني..
عاشق في بحر التعب..
والاسم علوني..
مظلوم وحقي في السما
واعمالي علوني..
مين اللي ينصف شكوتي
والاهل علوني..!!