ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
وفي نفسك أفلا تبصُر يا د/حسن مكي بقلم: عبدالغني بريش اللايمى /الولايات المتحدة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/11/2005 8:54 م
بسم الله الرحمن الرحيم ----------------- --------------- عبدالغني بريش اللايمى /الولايات المتحدة الامريكية
كرم الله سبحانه وتعالى -الإنسان بالعقل، الذي يميزه عن سائر مخلوقاته ثم أمره بالعلم،الذي لا سبيل إليه الآ عن طريق هذه العقل،كما ربط سبحانه بين العلم والعمل فلا قيمة لعلم لا يعمل به صاحبه أو يعمل به صاحبه لكنه ليدمر ويقتل به بني البشر،لذا اصبح العلماء ورثة الأنبياء،الذين لم يورثوا مالا بل ورثوا العلم،فالأديان كلها تحث على العلم وطلبه والأخذ به "أطلبوا العلم حتى ولو في الصين"،حتى أمسى العلم النافع لا وطن له وهو صنو الحكمة-------------لكن يبدو ان عربان السودان غير مقتنعين بهذه الحقيقة ،واتضح هذا الرفض العرباني للعلم النافع من خلال اطلالات بعض دكاترة التأريخ على شاشة الفضائية السودانية للعثور على الأصل العربي للسودان وتمسيخ بل وإلغاء تواريخ الشعوب السودانية الأفريقية ،ومن بين الدكاترة الذين جُندوا وفرغوا أنفسهم لمحاربة تواريخ الشعوب غير العربية في السودان د/حسن مكي --------- سمعت كثيرا عن د/حسن مكي كأستاذ في تأريخ السودان،كما قرأت مقالات كثيرة جدا تندد وتنتقد هذا الرجل وأراءه االتي قالوا انها لا تنسجم مع الحقائق التأريخية كونه تحول من اكاديمي جامعي الى سياسي يؤيد أراء حكومة الإنقاذ المبتورة والمتناقضة والعقيمة عن تأريخ السودان القديم والحديث----------------وكنت اعتقد صراحة ان السيد حسن مكي من الذين جاءت بهم حكومة الإنقاذ من خارج السودان "وهم يفعلون دائما" لإقناع الأخرين بعروبة السودان ، لكن فوجئت ايما مفاجئة عندما كنت اشاهد يوم من الأيام برنامجا في الفضائية السودانية وفجأة قطعت مقدمة البرنامج السيدة كوثر بيومي حلقتها لتستضيف شخصا لا يختلف اثنين من السودانيين في أنه زانداوي أُما وابا ومكانا،لكنه اتضح لاحقا أنه د/حسن مكي عراب الإنقاذ وربيبه الذي يدافع عن العروبة كما لو كان من آل قريش او بنو هاشم،ويشبه دفاع هذا الزول عن عروبة السودان دفاع الزعيم الليبي عن القومية العربية وزعيمها جمال عبدالناصر في السبعينيات والثمنينيات عندما كان فتىً متهورا قبل ان يتحول الى احضان السيد جورج دبليو بوش وتوني بلير ويتوب ويلعن العرب وعروبتهم التي أخّرتهم ألف سنة حسب قوله----------لم أكن اصدق عيني ان هذا الغاني هو حسن مكي الذي وصف يوما ما مناطق سكان المهمشين حول العاصمة بالحزام الأسود وطالب حكومة الإنقاذ بترحيلهم وطردهم منها ووصف الأحداث التي تلت مقتل د-جون قرنق بأحداث الأثنين الأسود-------------ببساطة يمكن وصف هذا الزول ان " وجهه منتفخ والعيون جاحظة والأنف أفطس والشفاء غليظة ولون طيني ،وهذه التقاطيع نوع من البناء المتميز في العديد من الأحوال وتوضيح شهادات التأريخ حول الجذور الأصلية للشعوب ،بمعنى ان تقاطيع وسمات هذا الرجل زنجية لا محالة" و اللون الأحمر الذي تحدث عنه حسن مكي باسهاب ويشير فيه الى لون سكان شمال السودان "العربان" فذلك لانه لا يستطيع التخلص من الأفكار المشوشة المسبقة الواهمة لديه ،لان ليس هناك لون أسمه احمر في الأساس إنما أُصطلح عليه ليطلق على لون الزنوج ان المجهودات غير المجدية التي يبذلها حسن مكي للعثور على الأصل العربي للسودان وشعوبه المتعددة الأعراق،فانطلق على اثر ذلك التفسيرات الذاتية للوقائع والوثائق التأريخية ،انتهى به الأمر بالتخبط في التناقض الناشئة عن ذلك،بالتغاضي عن مصاعب المشكلة بعد العديد من البهلوانيات الذهنية المعقدة وغير المجدية في وقت ذاته،وبالعودة الى تكرار العقيدة الجامدة الأصلية،باعتبار انه قد تم أمام اعين الجميع إثبات الأصل العربي للسودان، وهذه الطموحات غير الموضوعية دليل الكوارث والأزمات الإنسانية وقد تكون انتحارا للذات او سحقا للأخرين،، وهذه هي الظاهرة التي باتت تنذر عربان السودان من عواقب وخيمة وتبين ذلك من خلال اطلالات دكتورنا حسن مكي وظهوره المتكرر في الفضائية السودانية لم يقف السيد حسن مكي بتخبطه هذا عند السودان فحسب، بل استمر قائلا ليس هناك شئ اسمه القومية الأفريقية فاللغات الافريقية كاللغة الفلانية والسوحلي المنتشرة في شرق وجنوب شرق افريقيا والبيجاوية والنوبية والمصرية والهوساوية كلها لغات من أصل "عربي" بمعنى العربية هي الأصل وهذه اللغات الافريقية كلها فروع منها حسب قول استاذ التأريخ حسن مكي "كلام قاله علنا في الفضائية السودانية التي يشاهدها ملايين الناس خارج القارة" وهذا يعني وفقا لحسن مكي ان القارة الافريقية ذاتها أصلا للعرب والأفارقة الزنوج دخلاء عليها،هل يصدق ابسط قارئ مثل هكذا الكلام التجاوزي المغلوط؟ كنا نعتقد او كان يفترض على د/حسن مكي كتأريخي ان يعرف المشاهد الاتي < " اقرار عدد متزايد من العلماء بدور افريقيا الحضاري،حتى منذ مرحلة ماقبل التاريخ ---" ومن جهة اخرى ،يبدو من المحتمل اكثر فاكثر ان افريقيا عرفت منذ مئات الالاف من السنين في عهد الحجر المقصوب،مراحل تحضير بدائية يمكن ان تقارن بشبيهتها في اوروبا واسيا ،وانها كانت ايضا منبع عديد من تلك الحضارات التي امتدت شمالا في تلك البلاد الكلاسيكية" الاب بروس"جنوب افريقيا" هل هي مهد الإنسان ؟ مجلة الاخبار الادبية عدد 5-4-1951 الفرنسية ويذهب رأي هذا العالم الكبير الى أبعد من ذلك،ويتضح اكثر فاكثر ان البشرية نشأت في افريقيا--فقد تم العثور حتى الان في جنوب افريقيا على اكبر مخزون من العظام البشرية ،،كما كانت معظم الأراضي التي يسكنها اليوم ما يطلق عليهم بالعرب مسكنا للزنوج ،لكن د -حسن مكي تحاشى قول هذه الحقيقة،فقد تمادى هذا الدكتور الموغل في الغل والحقد والسواد وتحت سمع وبصر،وربما بتمويل عصابات الإنقاذ بتطرفه وغلوائه ،وأظهر كل ما لديه من عفونة وسقم وانحراف،ولكن برغم هذا فانها استثناء ،وستذهب هذه المجهودات غير المجدية الى مزبلة التأريخ --------- يعتمد مواقف د- حسن مكي على الخيال الصرف،أي انه لايستند الآ على المشاعر الوجدانية،الآ وهو التوصل بأي ثمن الى إثبات ان السودانيين تجري في عروقهم بطريقة او أخرى دماء عربية،فهذا الموقف نتاج تفسيرات لا تقوم على أي اساس،ساقها تأريخيون مقتنعون تماما بان كل ما له قيمة انسانية لا يمكن ان يكون الآ عربياً،وان أي بحث لا بد ان يؤدي لا محالة الى اثبات ذلك ------ وعليه فان أي تفسير لا يمكن ان يكون مكتملا الآ اذا حقق ذلك الهدف،ولذا لا يهم ان يكون البرهان مدعوم بالوقائع والحقائق وهنا يتوالى تطور ذلك التشويه التدريجي للحقائق كما عبرت عنه الكتب التي تتم عن طريقها صياغة الرأي العام المدرسي والجامعي وتتفاقم خطورة ذلك التشويه نتيجة لضخامة المعارف التي يتعين تحصيلها اليوم ،حتى ان الأجيال الشابة -فيما عدا المحترفين لا تجد الوقت لكي ترجع الى المصادر الأولى وتدرك الفارق بين الحقيقة وما لقن لها بل الميل الى حد ما الى الكسل يدفع الى الاكتفاء بما جاء في الكتب المدرسية واستخلاص افكار منمطة منها باعتبارها "مراجع لا يأتيها الباطل" ان اللغة العربية كلغة رسمية في السودان لا جدال فيها وقد فرضت نفسها بطريقة او بأخرى حتى اصبحت لدينا ما تسمى بعربي "جوبا" وعربي "الغرابة" وعربي "تشاد" لكن المسألة لا علاقة لها "بالعروبة كعرق" كما يحاول سيدنا حسن مكي اقناعنا بها والآ لايمكن اعتبار -------التوانسة والجزائريين والمغاربة الا فرنسيين لانهم يجيدون الفرنسية اكثر من العربية،،بمعنى اللغة لا تحدد عرق ودم متكليمها-----------اللغة الانجليزية هي اللغة الرسمية في عدد كبير من البلدان الافريقية كجنوب افريقيا،نيجيريا،غانا ------------الخ والفرنسية لغة رسمية في النيجر ،مالي،سنغال،توجو،تشاد----------الخ والبرتغالية لغة رسمية في غينيا الاستوائية --وهذه الشعوب جمعيا تفتخر كونها من أصل أفريقي وفي الولايات المتحدة الامريكية وصلتها شعوب وقبائل وعشائر ومجموعات من كل أنحاء المعمورة وكان لابد لها ان تتفق على كيفية التعايش السلمي وعلى اللغة التي يتحدثون بها كلغة رسمية وفعلا استطاعوا ان يبنوا أمة أمريكية على اساس العدل والمساواة ،وهذه الحقيقة يعيشها اكثر من خمس ملايين عربي أمريكي،لماذا لا يسأل حسن مكي العرب الامريكان عن هذه التجربة اذا كان غير مواكب للأحداث التأريخية------------هل نحن بحاجة الى مثل هذه النقاشات العقيمة التي فتحها الدكتور حسن مكي نيابة عن نظام الإنقاذ ؟ وماذا استفدنا من حفظ المعلقات والبلاغة والكناية والجناس والمدح والذم--الخ وماذا لو مُنحنا الهوية العربية أو الأفريقية او غيرها؟ هل سنقفز من أخر دولة في العالم الى دولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية او دولة متقدمة كاليابان I do not think so كان على د/حسن مكي ان يتحدث عن الرياح التي عصفت باقطار العالم العربي،واضطربت الامور،واختلفت الاوضاع فلابد مما ليس له بُد،كان عليه ان يبحث عن الجثة المسئولة من حمولة السفينة، وأوصلت العرب الى التعفن درجة لاتدع مجالا للشك ان أشباه حسن مكي مسئولين عنها بالله عليك خلي السودانيين لوحدهم وارحل الى الجزيرة العربية التي تعتقد أنك أتيت منها وربما تجد من يشتري أفكارك هذه،وعقلاء السودان كُثر أي الذين لهم افكار وحدوية ناضجة ومستعدون من أجل النمو بالسودان الى درجة الأمم المعتبرة ولا يهمهم كونهم عرب او افارقة او نوبة " المهم السودانية" والسلام [email protected]
للمزيد من االمقالات