عندما رفضت الانقاذ التفاوض الا مع من يحمل السلاح حمل ابناؤنا السلاح وكبدوا السلطات ,مع رفاقهم من قوات التجمع , خسائر فادحة وحرروا مناطق واسعة علي الحدود الشرقية. لقد فرضوا انفسهم علي الساحة السياسية السودانية كقوة فعالة لايستهان بها, وركنا لايمكن تجاهله, وخاصة عندما يتعلق الامر بارساء سلام دائم في كل ربوع السودان.
لقد عول المناضلون من ابناء الشعب علي التضامن الاقليمي في نضالهم لخلق سودان ديموقراطي, يسود فيه السلام والتاخي والمساواة بين كل الاثنيات التي يتكون منها الشعب السودانى, سودان لاتسيطر فيه قومية علي اخري. لقد دعمت ارتريا نضال المعارضة وقدمت كل الدعم اللازم لها.وعندما شعرت كل من ليبيا وارتريا بان سلطات الانقاذ تتجاهل ملف الشرق تماما اعلنتا مبادرة لحل المشكلة وللتوسط بين الحكومة وجبهة الشرق. هذا موقف تضامني يجب ان يشاد به.
وهاهو وفد الشرق يتجه اليوم الي ليبيا لاجراء الاتصالات المبدئية. ربنا يوفق. ولكن سلطات الانقاذ اظهرت براعـة فائقة حول اللف والدوران والزوغان.
اتفاقية السلام التي ابرمتها في يناير الماضي تلزمها بتنازلات متعددة منها التحول الديموقراطي وباشراك الحركة الشعبية في السلطة وفي الثروة وبحكومة قومية واحترام حقوق الانسان ورفع حالة الطوارئ وبتطبيق الحكم الفيدرالي . لقد تحايلت علي كل شئ . كنكشت علي كل وزارات السلطة والثروة, تاركة ما تبقي للحركة. اين الحكومة القومية؟ لقد عادت نفس الوجوه القديمة في مواقعها.
ليس هذا فحسب.
لقد شكلت الانقاذ حكومة ظل ولكنها هي التي ستسير الامور في البلد, وهي تحت قبضة رجل السلطة القوي علي عثمان والقربين اليه من الصقور. كما برز المؤتمر الوطني كمنبر تناقش فيه السيلسات العليا للبلد كالمسائل الاقتصادية الكبري, مما يدل علي ان السلطة ستجعل منه بما يسمي الحزب الحاكم والذي يجب ان تطاع توجيهلته تماما كما كا يجري في البلدان الاشتركية في السابق.
أين الديموقراطية؟ اين احترام حقوق الانسان؟ اين الحرية وقانون الطوارئ لازال سائرا في الشرق والغرب؟
بالامس ارغمت السلطة في اتفاقية السلام علي الموافقة علي الحكم الفيدرالي. واليوم عندما طالب ابناء الغرب في مباحثات ابوجا بتطبيق فيدرالية حقيقية رفض مندوب السلطة رفضا تاما ان يناقش معهم مثل هذا الطرح, مما يدل كما قال احمد حسين ,المتحدث باسم العدل المساواة , ان ما قدمه الوفد الحكومي بشأن الفيدرالية يعتبر تراجعاً عن ما اتفق عليه في المبادئ الاساسية، واشار الى ان أي اتفاق يجب ان لايخرج عن الدستور واتفاقية السلام. ان السلطة لا خيار لها فيجب عليها ان تطبق ما يطبق في الجنوب علي كل الاقاليم الاخري, واتفاقية السلام واضحة في هذا المضمار. كما ان مواثيق الامم المتحدة لاتسمح بتفضيل قومية علي اخري. وفوق ذلك الدستور الذي وضعته سلطة الانقاذ يلزم السلطة بتطبيق المساواة بين كل القوميات بصرف النظر عن الدين واللون والمعتقدات.
فما طبق في الجنوب يجب ان يسري علي الاقاليم الاخري
فهل سبتنصلون حتي من دستورهم الذي وضعوه بايديهم؟
اين الاستقرار الذي التزمتم بتوفيره؟ فحليفكم في الجنوب المسمي بجيش الرب لازال ينشر الرعب ويعتدي علي الابرياءويسفك الدماء؟
ليس هذا فحسب. حليفكم الاخر لا زال يواصل اعمااله الاجرامية في دارفور رغم القرارات الدولية ورغم وجود قوات حفظ الامن. فقد كتب الاستاذ خالد فرح بالراي العام بتاريخ 20 اكتوبر يقول:
جددت الأمم المتحدة قلقها إزاء الأوضاع الأمنية المستمرة في التدهور في دارفور وبعض مناطق جنوب السودان وقال المتحدث الرسمي باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان جورج سومر ويك في المؤتمر الصحفي الدوري للبعثة أمس إن الوضع الانساني في جنوب السودان غير مطمئن بسبب عمليات جيش الرب خاصة شرق غرب الاستوائية.
وكشف سومر ويك عن هجوم جديد لجيش الرب على منطقة ليريا أدى الى مقتل ما لايقل عن 18 فرداً من المدنيين .
يقول خافير سولانا"اسمحوا لي بأن أقدم أفكاري بعد جولة ميدانية للخرطوم ودرافوربان الاستقراربالسودان لم يتحقق بعد"
ان السودان يمر الان بازمة سياسية حادة بسبب ممارسات سلطة الانقاذ.
علي ليبيا وارتريا وقد اخذتا ملف الشرق بين ايديهما ان تعملا مع جهات دولية اخري لمراقبة وتنفيذ الاتفاق الذي يؤمل التوصل اليه, وهذه مهمة ليست بالسهلة مع سلطة اجادت اللف والدوران.