ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
متى تنزل ابوجا بردا وسلاما على دارفور ؟؟ بقلم: محمد ابوكيفو/ ليبيا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/19/2005 5:12 م
متى تنزل ابوجا بردا وسلاما على دارفور ؟؟ محمد ابوكيفو/ ليبيا مشهد أول : مناظر مأساوية مؤلمة لأبعد الحدود , تراجيديا محزنه تدمي القلوب المتحجرة , بل تكاد تجعل الولدان شيبا , لنازحين من القرى الفقيرة المسالمة التي تجاور مدينة الفاشر, حاضرة ولاية شمال دارفور، يسكنون مخيم ابوشوك بعد أن تركوا مساكنهم الآمنة ومزارعهم ومواشيهم اللتان كانتا مصدر رزقهم ، تركوها نتاج الحروب التي دارت رحاها في ذلك الإقليم ، وأصبحوا يستجدون المنظمات الإنسانية مأكلهم ومشربهم وعلاجهم ، أعطوهم أو منعوهم ، مشاهد لكبار السن من الجنسين أقعدهم تقدم العمر وتغير المكان عن كسب قوتهم،وصغار السن قد تقطعت بهم السبل عن زويهم ، تيتموا أضحوا بلا معيل ولا رقيب ، وفتيات في مقتبل العمر، تقرأ في وجوحهن آثار الفجيعة ، فجيعة ما يحملن في أحشائهن وما بين أيديهن من اجنه لا يعرف لهم آباء ، فلقد تشتت أنسابهم بين القبائل ، يتكرر المشهد في معسكرات أخري بمدن أخري من مدن دارفور الكبرى ، معسكر كلمى بجنوب دارفور وغيرها وغيرها ، تختلف المسميات لكن المآسي والأهوال قاسمهم المشترك . مشهد ثاني: لاجئون اجتازوا الحدود هلعا وخوفا من أباده لا تفرق بين صغير رضيع، وكبير مسن ، امرأة ورجل ، خلفوا ديارهم من خلفهم علي عجله من أمرهم فوزا بالروح والجسد ، لا يحملون من متاع الدنيا إلا القليل ، بل بالكاد تري ما يرتدونه من ملابس ، هلوا ضيوفا علي دولة تشاد الشقيقة آواتهم معسكرات بائسة يقتاتون ذكريات ما رأوا من أهوال ولا يصدقون ، يقطع أمنهم أحيانا غزوات تعبر الحدود. مشهد ثالث : الحرب لا زالت مستمرة مستعرة في جيوب عديده هناك ، أصوات الرصاص والهجمات الجنجويديه الليلية تتوالي ، تحت سمع وبصر الاتحاد الإفريقي بل حتى رجالها لم يسلموا من القتل والأسر ، ومزيد من اللاجئون يتوافدون والمنظمات الانسانيه تنزر بالتوقف عن مد المعسكرات بالغذاء والدواء . مشهد رابع : مدن أشباح ينام أهلها مبكرين ، فالأمن غير مستتب ومنع التجوال مسلط علي الرقاب ، والتنقل بين المدن تكون أكثر أمانا إذا كانت بالطائرة وان قربت المسافات ، وولاة أمر أعيد تعيينهم لفترة أخري ، وليس في برامجهم بندا للاعمار والبناء ، يتحدثون فتحسبهم وعاظ وليسوا رجال سياسة ، كل إخفاقاتهم مردها إلي ابتلاءات من الله ، فالميزانية مفتوحة ومرصودة لدرع هجمات الثوار ، ويبقي ابوجا حلم يراود الجميع فهل ابوجا حقيقة هو الحلم الموعود ؟؟ وهل ستكون خاتمتها بردا وسلاما علي أهل دارفور ؟؟؟؟ ها قد بدأت جولات التفاوض مرة أخري بين حكومة المؤتمر الوطني وثوار دارفور في الحركات المسلحة في مدينة ابوجا النيجيرية منذ أسابيع خلت ، وهي تكملة للقائات السابقة ، التي تمخضت عنها إعلانات المبادي التي تأطر التفاوض الآن . وتأتي هذه الجولة وسط مخاوف جمة ، من أن لا تأتي بجديد يذكر أو أن تأتي بمردود اقل من المتوقع ، والادهي والأمر أن تأتي هذه الجولة وحركاتنا المسلحة قد دب فيها فيروز يحسبه كثيرون النهاية الحتمية لها ، ألا وهو بوادر الاختلاف والصراع غير المبررين ، بين قادة حركة التحرير بين رئيسها وامينها العام ، وظن آخرون وليس كل الظن أثم ، إنها أصبحت شيعا وقبائل ، وأنها تركت ما كانت تهدف إليه جانبا ، وانصرفت إلي مشاكلها الداخلية ، ومصالحها القبلية الضيقة ، بل رأينا الشماتة بادية علي وجه كبير مفاوضي حكومة المؤتمر، السيد مجذوب الخليفة في لقائاته التلفزيونية ، حينما سمي الحركات بأسماء قادتها نكاية وتشفي علي الحالة التي آلت إليها حالهم وتفريغها من تلك المضامين الثورية والأهداف النبيلة وهموم الأمة التي تعمل من اجلها هذه الحركات . نجافي المنطق كثيرا ، إذا لم نعر حال حركاتنا المسلحة التفاتا ، وننقد بشفافية اختلافات الروي التي دبت وسطها، والتي قد تجر ورائها ما تجر وبالأخص ذلك الذي يجري بين رئيس وأمين عام حركة تحرير السودان السيدان عبد الواحد ومني وأيضا التي تجري في صفوف حركة العدل والمساواة ، ونقدنا سيكون من باب المصالح الحقيقية و الملحة لأبناء دارفور ، وخاصة الذين يسكنون الخيام منهم . أولا هذا الاختلاف قد يجر وبالا علي هؤلاء المساكين الذين يعتمدون اعتمادا مباشرا علي ما تقدمه المنظمات الإنسانية ، بان تصعب إيصال الاغاثه إليهم ثانيا سيقوي جانب حزب المؤتمر بين الرأي العام الدولي ، بأنه الطرف الملتزم دوما بكل الاتفاقات الموقعة بينها وبين الحركات ، وخاصة اتفاق وقف إطلاق النار، والحفاظ علي أرواح القوات الإقليمية والدولية التي تراقب تصرفات الطرفين، وبالتالي ينقلب الحال ، وتصبح الحركات هي غير الملتزمة مما تتعرض للضغوط من الدول الكبرى ، والمنظمات الدولية ، وبالتالي يضعف الجانب التفاوضي للحركات بل قد يصل الأمر أن يجد المؤتمر الوطني مخرجا للمطلوبين من أنصارها لدي المحاكم الدولية جراء ما ارتكبوه من جرائم ، وددنا فقط هنا أن نلفت أنظار هذه الحركات ، والرفاق الذين يقودون دفتها ونحن نؤمن إيمانا جازما بقدسية الهدف الذي ينشدونه، وددنا أن نلفت أنظارهم إلي ضرورة التمسك جيدا بالمصالح الحيوية لهؤلاء المضحون ، وان يضعوهم نصب أعينهم ، والبعد كل البعد عن المصالح الشخصية الضيقة ، وان يحترموا التضحيات الجسام لأهلنا الطيبين ، وهذا الالتفات يتوجب التمسك بالمبادي المشتركة التي وقعت بطرابلس بليبيا ، والتي منها وقف العدائيات في ما بينها ، و توحيد رؤية واستراتيجية التفاوض ، والالتفاف جميعا حول الحل السياسي الذي اجمع عليه كل الأطراف في إعلان المبادي ، والتمسك بمشاركة حكومة الوحدة الوطنية في التفاوض ، أي إدخال عناصر معتبره من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، لما لديهم من سابق دراية ومعرفة بهذا الدرب ، وللعلاقة التي تربط بينهم ، حتى لا يظل التفاوض مع أعضاء من حزب المؤتمر ، أو حكومة الإنقاذ السابقة ، لان في كل ذلك مصلحة حقيقية لإنسان دارفور المهمش منذ عقود ، كل أبناء دارفور بما فيهم عربهم وزرقتهم ، والذين دفعوا الكثير وينتظرون الكسب الكثير ، فنأمل أن يأتي الكسب علي قدر هذا الدفع إن لم يزد عنه ، إلا وسوف تكون خسارتنا مرتان .