تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الدبلوماسية السودانية بين الماضى والحاضر بقلم جمال عبدالرحمن ارباب

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/24/2005 8:06 ص


الدبلوماسية تعنى استخدام انسب وافضل الوسائل المتاحه للحصول على المبتغى او تفادى الخطر. سواء ذلك فى الاطار الشخصى او الشخصيات الاعتبارية كالدولة والمنظمات والشركات . ونجد ان الرومان هم اول من عرفوا الدبلوماسية ووضعوا لها قواعد ونظم للحرب والسلم والمعاهدات . فبظهور المجتمات الانسانية فى شكل اسر وقبائل ثم قوميات ودويلات كان من الطبيعى ان تكون هناك تواصل بينها عبر علاقات قد تكون اساسها الصداقة والمحبة او المنافسة والاحتراب فكانت الضرورة تحتم ان يحمل ويترجم تلك العلاقة او يرممها بصلح بعد احتراب مجموعة من الاشخاص يمثلون الدبلوماسية ويعرفون فى العصر الحديث بالدبلوماسيين.

ففى الدولة نجد عدة حقائب وزارية كالداخلية ووزارة الدفاع والخارجية فكل جهاز معنى بمسؤوليات واختصاصات تحددها له الدستور، فالداخلية مسؤولة عن الشؤون الداخلية لمواطنى الدولة كما ان الدفاع يحمى البلاد من الاخطار الخارجية وبذات الصفة تقوم الخارجية بخلق علاقات ودية وصداقات حميمة مع دول الجوار وبقية المنظومة العالمية معتمدة على السياسة العامة للدولة التى تخطه مجلس الوزراء ويجيزه مجلس الشعب فهى بذلك اداة التنفيذ للسياسة الرشيدة والحكيمة راعية مصلحة شعبها وهؤلاء هم همزة الوصل بين الدولة وجاراتها او صديقاتها فى مؤسسات تعرف بالسفارات او القنصليات ويتمتعون بحصانات وامتيازات مكفوله بواسطة القانون تماثل حصانة سيادة الدولة واحترامها مع اشتراط عدم تجاوز القانون الذى يحتكم عليه الجميع .

بمفهومى المتواضع والبسيط هذا اذا نظرنا للوطن الحبيب السودان ، القارة فى افريقيا فلا يمكن لاحد ان يتجاهل او يتجاوز اربعة عناصرداخلية اساسية فى بناء علاقتنا الداخلية فيما بيننا ثم الخارجية مع من حولنا وهى الاسلام والمسيحية والعروبة والافريقية بالاضافة لعناصر خارجية محيطة بكل دولة فى العالم وهى الاقليمية والعالمية . فالسودان يتكون من مسلمين ومسيحيين يحتاجون لدبلوماسية داخلية للتعايش واحترام الاخر فى معتقداته وثقافته ومشاركته فى صنع القرار لينعكس هذا الواقع من العلاقة والمحبة فى علاقات خارجية مع دول مسلمة ومسيحسية بمستوى واحد ، لتعمل منظمة الدعوة الاسلامية والمنظمات العربية بجانب المنظمات الكنسية فى وطن يجمع المتنافضات كما اوجدنا الله كذلك .قال تعالى ( لا اكراه فى الدين ) فلم لا والنائب الاول الفريق سلفا كير وهو ولى امر كل السودانيين فى غياب الرئيس البشير فهل من مانع ان يقيم علاقاته مع الفاتيكان او البابا قال تعالى (اطيعوا الله ورسوله واولى الامر منكم)* فمسلموا امريكا وبريطانيا جلهم لجاؤا عندما تجبر وطغى اولياء امورهم المسلمين ليتخذوا من تلكم البلاد امنا وملاذا .وتلك قمة الدبلوماسية الانسانية.

وبما ان اكثر المجموعات العرقية فى السودان افريقية فالصلة بين اخوتهم الافارقة ومشاعرهم العميقة عمق البحر تجاه الافريقية لا يمكن لاحد كان ان يغيره بحدود جغرافية او سياسية . فالحب كل الحب ان تظل الدماء والملامح افريقية وعلاقاتهم الخارجية مع الدائرة الافريقية.وبجانب ذلك المجتمعات العربية السودانية تريد ان تحافظ على الارث العربى ملمحا وثقاقة فالانسان العربى يحّن ويبكى حتى على الاطلال الخالية فكيف به ان تفصله ومشاعره من العروبة والدائرة العربية .

لذا الضرورة تقتضى بناء كل هذه الجسور بارادة قوية وثقة صادقة بعيدا عن العنصرية العمياء كعنصرية ( حمدى – والطيب مصطفى ) سواء مع الاتحاد الافريقى او جامعة الدول العربية . والا ففصل الجمل والكلمات اولى واجدى . وما معاهدات الرسول ( ص) مع كفار قريش ويهود المدينة ببعيدة عن الاذهان يا حملة المشروع الاسلامى العروبى فان كنتم تنوون مواصلة المشوار كما ذكر (حمدى) فاذكركم بان البداية كانت كما بداها النبى ( ص) ام فات عليكم الامر ...

اما فى جانب الاقليمية فالسودان مجاور بتسع دول سبعة منها افريقية ودولتين عربيتين ففى عهد الدبلوماسية الانقاذية العرجاء خلقت عداوات مع اكثر العواصم كالقاهرة – اسمرا- اديس ابابا –وكمبالا . ولان الخارجية المجنونة كانت تصبح وتمسى على شعارات ( نحن الطلبة يا البشير نعمل غلبة نعمل غلبة فى اديس ابابا يا البشير . نحن الطلبة يا البشير نعمل غارة نعمل غارة فى كمبالا يا البشير . ياسر عرمان يا البشير ده شيوعى جبان يا البشير ). بالاضافة لمحاولة اغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك فى اديس ابابا وايواءهم للارهابيين من اجل اموالهم.

فالدولا مثل ارتريا واثيوبيا وكينيا واوغندا وافريقيا الوسطى وتشاد بها قوميات مشتركة وعلاقاتات قديمة وازلية متجزرة لا يمكن فصلها بشعارات صبيانيه او هوى سلطوى .لذا فلابد من اعادتها بصورة اقوى مما كانت كما بدرت هذه الايام بين الخرطوم واسمرا بعد زيارة مستشار الرئيس الارتيرى ووزير خارجيته ولقائهما الدبلوماسية الجديدة .

وبالنسبة للاطار العالمى فالعالم اصبح قرية متمثلة فى الامم المتحدة والتحالفات الاقتصادية والحربية- كالاتحاد الاوربى والسوق الاوربية وحلف الناتو فى علاقات مسؤولة بينما الانقاذيون كانوا يرددون ( ناكل مما نزرع ونشرب مما نحفر والطاغية الامريكان ليكم تدربنا ، امريكيا روسيا قد دنا عذابها ) أما الرجال فنجحوها فى فعلها لا فى الكلام .فامريكا التى دنا عذابها قد قدمت لدارفور عام 1984 العام الذى ضرب الجفاف مناطق دارفور انقاذا ليس كانقاذكم قنابل قاتله بل ( ذرة عرفه اهل دارفور بعيش ريغان الرئيس الاسبق لامريكا) بجانب اغاثة الدول العربية وفى مقدمتهم السعودية العربية والكويت فالشكر لهم .

هكذا مرت 16 عاما من الهدم للعلاقات السودانية حتى تم تصنيف السودان ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب وذلك باتهامها بالتخطيط لضرب الدبلوماسية الامريكية فى نيروبى ودارالسلام وتم سحب السفير الامريكى من الخرطوم وضربنا لاول مرة بعد الاستقلال فى عقر دارنا ( مصنع الشفاء للادوية بالخرطوم بحرى ) . فهلا اعترفتم يا البشير وطه واسماعيل تواضعا للشعب السودانى ودول الجار كما اعترف واستغفر لذنبه د / الترابى بكل شجاعة ونكران الذات .

اما حاضر الدبلوماسية السودانية فالمعنى به هو الدكتور / لام اكول مسؤول الدبلوماسية الجديد فاقول له ان الفجوة الدبلوماسية كبيرة وحتى لا تنفصم الرابطة بين الشعب والدولة وبين الدولة والمجتمع الاقليمى والدولى اكثر مما هو الان فعليك بالتحرك فى كل ناحية لبناء علاقات جديدة ومسؤوله بحجم السودان الجديد لا الجلوس فى مبنى الخارجية الانيق لان المؤتمر الوطنى سوف يظل مهموما بالبترول والمالية لا بما خربوه بالامس القريب . وربنا يوفقك..

جمال عبدالرحمن ارباب

تحرير السودان

اسمرا


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved