تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الميرغني‚‚ عودة وشيكة للخرطوم والرؤية هي‚‚ هي! بقلم هاشم كرار

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/7/2005 2:53 م

يعود الميرغني قريبا الى الخرطوم‚ هذه العودة لا تقل في أهميتها عن عودة الزعيم الراحل جون قرنق الذي ظل يمتشق كلاشينكوفه مقاتلا الحكومة السودانية منذ عام 1983‚

الميرغني - كما هو معروف - ظل زعيما للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض منذ تأسيسه في اسمرا في عام 1995‚‚ وظل قابضا على جمر المعارضة المسلحة برغم المياه الكثيرة التي جرت تحت جسر العمل المعارض المشترك‚ وهي المياه التي حملت معارضين الى الرجوع الى السودان في وقت مبكر وابرز هؤلاء زعيم حزب الأمة الصادق المهدي‚

ما يقال عن الرجل الميرغني كثير‚‚ ما يقال عنه اكثر لكن كل ما قيل عنه أو فيه لا يزيد شيئا للرجل ولا ينتقص شيئا‚

هو رجل قدر كلمته‚‚ ظل متمسكا بالمعارضة المسلحة حين قال النظام (نحن جئنا الى السلطة بالقوة ومن يريد السلطة فعليه أن ينتزعها بالقوة)‚

وهو ــ حين جنح النظام للسلام‚ بارادته هو أو بارادة غيره‚ كان الميرغني أول الداعين الى المعارضة السلمية وظل متمسكا بهذه الدعوة‚ حتى في الوقت الذي اقتحمت فيه الكلاشينكوفات المعارضة‚ مدينة كسلا التي يرقد فيها احد جدوده الكبار‚

أهم من ذلك كله‚‚ ظل الرجل وفيا لكلمة منه: لن اعود للسودان‚ إلا في ظل الديمقراطية !

الآن‚ هل عادت الديمقراطية؟

من «هامش» لهامش‚ توسعت «الهوامش» حتى اذا ما كان اتفاق نيفاشا الشهير بين النظام والحركة الشعبية بزعامة الراحل جون قرنق‚ انفتح السودان على تغيير حقيقي وانفتح على التداول السلمي للسلطة‚

بعد «نيفاشا» جرت مياه عكرة في السودان: نشطت جبهة دارفور‚ وجبهة الشرق‚ وتفجرت الاحداث الى درجة الكارثة في الاقليم الغربي الذي هو بمساحة فرنسا‚‚ الجبهتان‚‚ بالطبع ــ عضوان اصيلان في التجمع الذي يتزعمه الميرغني‚

هذا يفسر لنا تأخر عودة الميرغني برغم الانفتاح على الديمقراطية ايضا عن اسباب التأخير التوصل الى اتفاق بين التجمع والحكومة وهو ما حدث اخيرا جدا في القاهرة‚

اتفاق القاهرة قيل عنه الكثير والجملة التي تقول «انه صام وافطر اخيرا على بصلة» تتفق الى حد بعيد مع ما توصل اليه التجمع في القاهرة من نصيب من «الكعكة» لكن او ليس الافطار ببصلة خيرا من استمرار الإمساك حتى بعد غروب الشمس؟

يعود الميرغني

وتعود معه الى السودان «رؤية زعيم كان باستمرار قدر كلمته» ليسهم في بناء الديمقراطية «على اسس جديدة» ويسهم في عملية الانتقال الهادىء للسلطة‚

الدور الذي ينتظر الرجال في داخل السودان الجديد لا يقل عن الدور الذي ظل يلعبه من اجل تشكيل هذا السودان الجديد في الخارج مرة بالكلاشينكوفات الراعفة ومرة بـ اللقاءات الاستكشافية ولقاءات اتفاقات الاطار ولقاءات اتفاق القاهرة الاخيرة‚

السودان الجديد لا يمكن ان يتشكل سياسيا بالطبع الا اذا ما تشكلت احزابه على فهم جديد لماهية السودان وماهية السلطة وماهية الحياة السياسية‚

وهذا الفهم لن يبلغ نهاياته الا اذا ما خرجت احزاب السودان عن ثوبها القديم ولبست الثوب الذي يليق بالمرحلة الدقيقة التي يمر بها السودان ويليق في الوقت ذاته بالسودان‚

وذلك اهم تحد يواجه الميرغني حين يعود وهو تحد هو جدير بمواجهته‚ او ليس هو ذات الرجل صاحب الموقف وصاحب الرؤية؟


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved