كان أبو أمل هو الكبير فينا ونحن الصغار. كان زميلا وصديقا .. كان رفيقا..
عميق النظر عندما نتجاذب أطراف الحوار، ساخرا ساهما في مشيته الرفيعة
خلف نظارته الطبية ذات العدسات السميكة؛ عندما رأى في هيئتي ما يدل علي
انهماكي في تفاصيل ما بعد الزواج همس لي بإنجليزية المحتشمة قائلا:
.”You will never reach an end”
كان يعشق الكتابة والتوقيع بالحبر الأسود. السواد عنده يعنى الأصل والصدق؛ الست
الصورة الصادقة في الأصل ابيض واسود،وكذلك الكتاب.. والقلب مثله مثل
الحجر الأسود.
كان صالح احمد آدم سودانيا،أسم علي مسمي قادم من أقصى الغرب من الفاشر.
كان يهيم في دروب الحياة يحمل عشق الوطن، الذي كنا جميعا نتمناه.
عندما دعانا لم نستطع تلبية النداء، كان الخبر صادقا هادئا، جاءنا ونحن
نخوض في الليل، في المطر الوحل.. وحل الغربة المتاخمة للبحر.
عزرا أبو صلاح حتى العزاء لم نتمكن من حضوره، لقد سمعنا بالخبر متأخرين..
نحن دائما متأخرين.
أخير صرت حرا أنهيت آخر أوراق الامتحان وذهبت في درب الأولين والآخرين.
نسأل الوهاب أن يجعلك مع الصالحين.