رسالة مفتوحة إلى :
فخامة الرئيس/ المشير عمر حسن أحمد البشير
تحية من عند الله مباركة طيبة
الموضوع:
إبتغاء تسوية عادلة بشأن النزاع حول (مثلث حلايب) بمنأي عن التصرف من جانب واحد.
الغرض:
إقتضاء الحفاظ على نقاء ثوب العلاقات السودانية - المصرية كي تبقي راسخة ومستقرة ومستمرة عبر الأزمان.
لا يطيب لي في هذه السانحة الكريمة إلا أن أتقدم إلى سيادتكم العلية بأحر التهاني بشأن ما أضطلعتم به من مجهودات سامية ومقدرة بصدد إرساء دعائم السلام في السودان آملين أن يعم أرجاءه كافة كما أتفضل بخالص التهاني إلى نيافتكم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات..
سعادة الرئيس:
بتولي فخامتكم عرش البلاد ترتب على عاتق سماحتكم مهام جسام يشيء إيلائها مزيد من الإهتمام أمر تمليه ضرورات المسئولية الوطنية والتاريخية من حلحلة جميع مشاكل السودان حلا شاملاً ... دونما إجتزاء ... بإنصاف جميع المهمشين فيه وضرورة الإصغاء إلى دعواهم كافة والوصول إلى تسوية عادلة بشأنها ... عبر السبل السلمية... وبوضع حد نهائي للإحتراب والعنف والإقتتال في سائر أرجاء السودان.. إلى ذلك يحدونا جل الأمل بأن تولوا تلك الأمور ذات المساس بسيادة الوطن وسلامة ترابه (مثلث حلايب) ونحوه بالغ الإهتمام أيضاً... لأن إيثار الجانب السلبي بالإمتناع دون الإضطلاع بدور إيجابي في هذا الشأن... إزاء السيادةً الوطنيةً فإثر ذلك تكون قد أصيبت في مقتل لأن تجاهل هذا الموضوع لا يقف عند هذا الحد وإنما سيجعل الباب موارباً في مسعي لتشرزم سائر أجزاء السودان منطقة تلو الأخرى... إبتداء بحلايب... فالجنوب .... ودارفور ثم الشرق ونحوها...إلى ذلك يشئ التحرك المصرى فى الوقت الراهن بشأن إدراج "مثلث حلايب " ضمن الدوائر الإنتخابية المصرية بصدد الإنتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها فى نوفمبر القادم من هذا العام .. تجئ هذه الخطوة فى مسعى لإفساد دليل دامغ لدى السودان "يؤكد حقه الثابت فى ملكية مثلث حلايب " والدليل المراد إفساده هنا هو أن حلايب كانت ضمن الدائرة الإنتخابية البرلمانية السودانية التى تم إجراؤها فى 27فبراير 1958وكانت وقت ذاك واقعة داخل نطاق مديرية البحر الأحمر السودانية .. وتجئ الرغبة المصرية فى هذه الأثناء دحض هذا الدليل ببرهان آخر مساو ليه فى المقدار مضاد ليه فى الحقيقة والعدالة .. وإضفاء شرعية مزعومة من قبلهم علي أحقيتهم فى ملكيتها إثر ذلك .. وعليه فإن الوضع أضحى لايحتمل أية مساومة أو تهاون مقابل التطبيع وتحسين العلاقات بأى ثمن وبأى كيفية .. وأخوك إن لم يكن قلبه على حقك فليس من صداقته بد أو طائل ؛؛؛
إذن تسوية هذا الموضوع بما يحفظ للسودان حقه فى سلامة أراضيه وسيادته ضرورة تحتمها مقتضيات الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ... إما أن تقفوا مكتوفي الأيدي حيال ذلك الوضع المعيب فهذه مثابة لا تنبي بخير سواء بشأن السيادة الوطنية أو بخصوص العلاقات السودانية _ المصرية .... ولا يمكن أن يكون هذا الموضوع (حلايب) على أهميته ومدي مساسه بالسيادة الوطنية أن يكون قد تمت تسويته في غياب إرادة الشعب أو على هامش إتفاقيات الحريات الأربع التى على حد ذاتها لم تحظى بالتنفيذ إلا من طرف واحد " السودان " .. وإن عدا الأمر كذلك فهذه تعتبر مهزلة تاريخية كبري وكارثة وطنية أخري...
وفقكم الله إلى ما فيه خير الأمة كافة
ومع خالص التقدير والاحترام،،،،
مقدمه لسيادتكم
علم الهدي أحمد عثمان