( )
الأخ العزيز الأستاذ / صلاح شكوكو
تحية طيبة
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير
أسمح لي أخي بأن أعبر لك عن إعجابي وتقديري لما تكتب عبر عمودك المقروء (( دعوة للواقعية )) والذي أتابعه مــنذ مــدة قصــيرة .. والذي وجدت فيه زخما من الواقعية الومصداقية والموضوعية والتي أعتقد أنها غائبة عن ساحتنا الرياضية .. بل لا أدري ماذا أقول في ذلك لأنني بصراحة جلست أتأمل موضوعاتك بشيء من التدقيق والتمحيص ولست وحدي في ذلك فهناك بعضا من الطلاب الذي أعرفهم في جامعتنا والذين يتابعون مثلي كتاباتك فقد وجدت مقالات لك مثبتة في ساحة النشاط بالجامعة ..
والغريب أنني لم أجد بين طيات ما تكتب مايشير من قريب أو بعيد الى شيء من الإنحياز أو الميل للهلال أو المريخ .. حتى الموردة التي كنت تلعب فيها لم أشتم مايشير الى ميلك لها أو إنحيازك نحوها وفي ذلك خروج واضح من مكنونات النفس البشرية التي تميل دوما الى سابق حنينها ..
بل أننا نراك بذلك تختلف كثيرا عمن نقرأ لهم والذين تلونوا جميعا بألوان وشعارات محددة وأصبحوا مدافعين عنها وهم في حلبة كبيرة وكل منهم يراقص فيها خياله .. بينما رياضتنا في أدنى مراحل السلم .. وكأنها معارك وهمية وبطولات من ورق .. بأندية من ورق ايضا .
عزيزي الأستاذ / صلاح
أتفق معك كثيرا في أن مشكلتنا في الرياضة هي قضية مفاهيم مغلوطة .. بل أنها متخلفة وقد كبلت عقولنا وأصبحت تحركنا وتحدد إتجاهات حركتنا .. وأتفق معك أن الإعلام الرياضي قد أصبح للأسف جزءا من هذا الواقع الأليم والمحزن ..
بل أتفق معك أيضا الى حد كبير بأن لا مخرج لنا من حالة التوهان هذه إلا بإعلام جاد وأقلام نيره .. لكن من أين نأتي بها وقد ولد الناس جميعا في رحم هذه المتاهة الملتوية .. وضل الناس الطريق الى المخارج .
لكنك أخي في كل هذا تدير حوارا غريبا عن هذه المعارك يشبه الى حد كبير (( حوار الطرشان )) فلا أحد يسمع لك .. ولآ أحد يفهم ماتقول .. فأنا مثلا أنظر للمقال حسب تصنيف كاتبه ولونه .. لذا أقرر لمن أقرأ ومن أترك .. لذا أقرأ لبعضهم وأتجاهل البعض الآخر .
وقياسا على هذا التصنيف أقـــيَم مايكتبون وأحدد موقفي بين هـــذا وذاك .. ولا أخفى عليك أنني أميل أحيانا الى كتاب معينين لأنهم يخدرون دواخلنا وينشرون نوعا من الأمل فينا وإن كانت في كتاباتهم بعض آمال خــادعة وعبارات براقة لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به .
أما أنت فبرغم إقتناعي بما تكتب وبرغم تقديري لقلمك إلا أنك ستظل عندي شيئا مثاليا لايمت للواقع بصلة لأن الواقع عندنا أصبح يقاس بمقاييس مختلة وأصبحنا جميعا جزءا من هذه الحالة التنافرية التي تصل الى حد العـــداء .. أما الأخلاق الرياضية والروح الأخـــوية والتسامح والمنافسة الشريفة فقد أزلناها من قواميسنا الى الأبد .
وأكاد أجزم أن السودان كله .. حتى في قمة مسؤوليه السياسيين وصفوة المجتمع منقسم الى فئتين فئة زرقاء وأخرى حمراء ومادون ذلك فلا يعيره الناس إلتفاتا .. هذا هو الواقع المحزن أخي وبذا تكون أنت بواقعيتك كمن يؤذن في سماء مالطا .. وحتى أهل مالطا لا يسمعون ..
ولا أدري بعد هذا هل يجوز لي أن أدعوك الى مناصرة ما أناصر لتكون أحد الذين يقاتلون في كتيبتنا ( ....... ) أم أحاول أن أبقيك في هـــذا الحياد حتى لا تنضم للقبيلة الأخـــرى لما لقلمـــك من تأثير وبريق ولمعـــان ..
عموما سأترك الباب لك مواربا فإن أعيتك واقعيتك وإنهزمت شعاراتك وفشلت دعوتك فإن الباب مفتوح أمامك للولوج الى ديارنا .. وبذلك سأغنيك عنت المسير في طريق الحياد ومشقة الدعوة في ديار تحجرت فيها عقول الناس وأصبح الجميع لا يسمعون .. لا ينظرون .. لا يعقلـــون ..
وكأني أخي بذلك أعبر لك عن واقعيتي الخاصة التي إكتسبتها من واقع الظروف وواقع الناس في بلادنا وفي ذلك بعض إشفاق عليك .
وبعد كل هذا لا أدرى هل كنت مصيبا فيما أدعوك اليه أم لا ؟؟ أم تراني أمثل جزءا من الخطأ العام الذي ولــَد ما نعانيه في رياضتنا ؟؟
وعلى كل حال أرجو أن تجد لي العذر حيثما أحسست بأنني تطاولت بعض الشيء عليك ..
مع فائق إحترامي ...
عـــبدالله محمــد عثمــــان حمــزه
جامعة الخرطوم – كلية الهندسة
كلمـــات متقاطعــــــة :-
• لا تعليق لدي على رسالتك أخي عبدالله .. ولكن يكفيني أن إستطعت أن أستنطقك بلسان الواقعية وأستنفر فيك مواعين التقييم والخروج من إلفك وحالة الدوران العـــام ..
• ترى كيف سيكون المريخ بعد الوالي ؟؟ ترى هل وضع الوالي منهجية ومؤسسية في العمل لا تؤثر فيها حالة الإبتعاد ؟؟ أم أنه كان رجل بحجم المؤسسة كلها ؟؟؟
• أبى الرجل إلا أن يثبت لنا أن المعـــادن تجلوها المواقف .. وهو يشارك موباتل في توفير وجبـــة إفطـــار للجمهور الذي سيتابع لقـــاء منتخبا القومي ..
صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو )
[email protected]