محمد ادم الحسن – القاهرة
اعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين بينهم الاطفال والنساء يزدحم بهم ميدان مصطفى محمود وسط المهندسين بالقاهرة فى مشهد مأساوى يوضح مدى أزمة المعاناة الانسانية التى يعيشون فيها ، حيث يتمجع اكثر من ألف لاجئ سودانى لقرابة الاسبوعين أمام مكتب الأمم المتحدة للمطالبة بتسوية اوضاعهم ،ومعالجة قضاياهم ، والبدء فى فتح الملفات التى تأجل لاكثر من عامين دون اسباب او تفسيرات واضحة من مكتب المفوض،وقد وصل بهم الحال الى مرحلة لا يمتلكون غير ان يحمل كل واحد منهم قليل من المتاع ويشد الرحال الى ميدان مصطفى محمود قبالة مكتب المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون الاجئين (UNHCR) .
حيث يرجع سبب هذة المأساة الانسانية الى الاضطهاد الدينى والعرقى ،والانتهاك الواسع لحقوق الانسان الذى مارستة حكومة الانقاذ منذ أن جاءت الى السلطة فى 89 وبسبب الحروب الأهلية التى اشعلتها فى كل أنحاء السودان جنوبة ،وشرقة ،وغربة وما خلفتة هذة الحرب من مشكلات سياسية واقتصادية وأخلاقية ، بجانب تدميرها البنى الاساسية ، واهانة كرامة المواطنين وانسانيتهم وخلق مستقبل مظلم للغاية .
هذا الواقع المؤلم أدى الى لجوء اكثر من 4 مليون مواطن سودانى الى القاهرة .. ليلتمسوا حق اللجوء السياسى ، والاقتصادى ، والاجتماعى ... وبين سندان هذا الماضى المرير الذى دفعهم الى اللجوء والهجرة، ومطرقة تجاهل المجتمع الدولى لمطالبهم وحقوقهم ،وتخلى الامم المتحدة عنهم ،يعيشون فى ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة للغاية ، اكثر من 1000 طفل ولدوا هنا على مدى 8 سنوات فى القاهرة، يعانون من نقص الاغطية والغذاء ،والادوية والرعاية السليمة ولا يحملون شهادات ميلاد واكثر من 500 اسرة يعيش افرادها على هامش الحياة بالمعادى – وعين شمس – و6 اكتوبر واقامتهم غير شرعية وتراجع مكتب الأمم المتحدة عن دعمهم ومساندتهم وتوفير ابسط المقومات التى تحفظ كرامتهم ، الانحراف الأخلاقى يهدد اكثر من مليون شاب وشابة يعانون من البطالة واليأس والاحباط نتيجة الواقع المظلم والعوز والفاقة.
فمنذ اوخر شهر اكتوبر المنصرم تقدمت المموعة التى تمثل البقية الى مكتب المفوض بمطالب تضم 21 بندا، اهمها تسوية أوضاعهم والبدء فى معالجة القضايا على خلفية ان المكتب اوقف معالجة الملفات منذ سنتين دون ان يفسر ذلك باسباب واضحة واوقف الدعم الذى كان يقدمة للاسر كالعلاج والخدمات الصحية والدراسة والتأهيل والدعم المادى ، كما يوجة اللاجئون اتهام واضح الى السلطات المصرية بان المجتمع الدولى يدفع عن طريق الامم المتحدة مبالغ طائلة نظير وجود هذة الاعداد الكبيرة من اللاجئيين من جميع الدول الافريقية لمكتب القاهرة بحسبانة من اكبر المكاتب فى شمال افريقيا والشرق الاوسط .. الا ان هذه المبالغ الطائلة التى تدفع لا تصل الى اللاجئيين بأى شكل من الاشكال مما جعل الحكومة تتواطء مع المكتب لاطالة امد معالجة القضايا والمماطلة حتى يستمر الحال كما هو علية لاطول فترة ممكنة.
كما ان الحكومة تمنع اجهزة الاعلام من تغطية الاحداث(مثل الحالة التى تعرضت لها قناة الجزيرة) وبعض القنوات العالمية ،وان قوات الامن تتحرش بالمتجمعين لاختلاق زريعة لتفريقهم من الميدان وقد غمرت الميدان لاكثر من مرة بالمياه . ويمكن ان يتسبب ذلك فى كارثة صحية للاطفال الذين يفترشون الثرى.
يقف هؤلاء اللاجئون مكتوفى الأيدى فى انتظار المجهول او ماتسفر عنة تلك الوعودات عن ان الرد ياتى من مكتب جنيف ، نوجة نداءنا الى المجتمع الدولى بان هذة قضية انسانية عادلة ومطالب مشروعة ان ان يلتفت اليها.