كفّ الشادي و بُح الوتر!!!

مصعب أحمد الأمين [email protected]

ورقة حمدي دبلجة سيئة لمفردات و قيم الاقتصاد الحر:

علي مدي حلقتين كتبت في مقالين منشورين علي موقع سودانيزاونلاين و رابطيهما هما

http://www.sudaneseonline.com/aarticle2005/oct4-46534.shtml

و http://www.sudaneseonline.com/aarticle2005/oct3-34802.shtml

و منتديات أخرى أشرُف بالكتابة من خلالها, كتبت تحت عنوان

الاشتراكية لم تنتهِ في السودان بعد......

لماذا تُغيَّب أشواق السودانيين عن كل ميزانية؟ وزارة المالية العزف المنفرد الأبدي!!!!! (1_2), (2_2) :

أن الحكومات المتعاقبة في السودان , و بعد انتهاء الحقبة الاشتراكية ظلت حبيسة نفس التشريعات . و قمت بعقد مقارنات انتهيت من خلال سردها إلي أن كثيرا من الشقاء الحاصل هو من وضع الحكومات نفسها . و بعد فترة قصيرة من نشر المقالين , أوردت صحيفة سودانيل بتاريخ 11/أكتوبر نص لورقة من الأستاذ عبدا لرحيم حمدي عن مشروع ( مستقبل الاستثمار في السودان) من نفس عراب السياسات الاقتصادية للإنقاذ, فيها نفس فكرة رفع يد الحكومة يدها عن الاقتصاد لكن بمآرب خطيرة لم يكن لأحد أن يتصورها .

أن صحّ أن الورقة فعلا قدمت بهذه الصورة من قبل الوزير.( لم أجدها بموقع المؤتمر أو موقع smc او سودان سفاري ) لا اعرف ما هي مصادر sudanile و ما مدى صحة نسبة الورقة لحمدي.

لكن المهم في الورقة كتبت بروح برتوكولات صهيون أو ما شابهها من الرؤية التآمرية علي السودان الذي نحب و نكتب فقط بهذا الدافع : حب السودان و أهله شماله و جنوبه , شرقه و غربه.

تعليقنا على الورقة : إن اخطر ما فيها هو التصريح العلني لأول مرة باجندا انفصالية غير تلك التي يحملها أهلنا في الجنوب. و ربما يعيد هذا إلي الأذهان تسوية نيفاشا . هل تمت من نفس المنطلقات الانفصالية؟ و هل هناك استعداد لحكومة الإخوان المسلمين لأن يتخلوا عن دارفور من أجل بقاءهم على الكراسي؟ و هل بقي من أمل أن يبرز اتجاه لتجميد كل نقاط الخلاف السودانية و تلخيصها و اختزالها في هدف أسمى و وحيد هو الإطاحة بهذا النظام الكارثي؟

طبعا ما قلته يصب في خانة الأماني , طالما قادتنا هم نفسهم قادة الماضي الظلاميين أمثال الميرغني و الصادق.

لماذا الكلام عن الصادق و إقحامه في هذا المقال ؟ قرأت بإحباط و أسى كبيرين عما جاء في مؤتمر ( أبي كلام ) و استوقفني رأيه البائس الذي يقترح فيه استبدال حكام دارفور .... الكلام منشور . أقول أني أحبطت لأن قادة السودان ما زالوا عند تفكيرهم القديم أن المشاكل سببها أشخاص ( أي أنهم لا يعرفوا شئ اسمه نظام و ماذا يمكن أن ينتج النظام: و نعيد إلي الأذهان خلافات حكومات الائتلافات الحزبية. طرقتُ هذا المثال ضمن مقالاتي بالروابط المتقدمة الجزء الأول.

و لإعادة تصويب الورقة سأبتعد بقدر الإمكان عن الهتافية و الشعاراتية الجوفاء . بمعنى أني افترض حسن الظن في مقدمها و في حزبه.

أبدأ فأقول بكل ثقة : إن كل مشاكل السودان و التي تطورت إلي عصيان مسلح ضد الحكومات المركزية, في منشئها هي قضايا التخلف الاقتصادي المريع و انعكاسات هذا التخلف المريع علي سكان هذه الولايات من فقر مدقع لم يجد أي معالجات جذرية عند الحكومات المتعاقبة. فقاد هذا بدوره لما يعرف بحركات المهمشين و التي هي استجابة مشروعة من الناجين من مطاحن هذه الأزمات المزمنة تجاه أهلهم البسطاء الذين لم يترك لهم سوى التكيف مع الأمراض و قبول الكوارث بقدرية مذلة.

إذن من خلال هذه الورقة تكون الطبقة الحاكمة قد أكملت بناءها التحتي بعد سيطرتها على مفاصل الاقتصاد . تريد الآن أن تستدرج الشمال الذي وصّفته الورقة كدرع بشري لحماية مكتسبات أفراد الحكم في السودان. و تريد أن تجعل لهذا التسخير ثمنا من تخفيف المعاناة المصطنعة لتركيع باقي أجزاء الشعب . و الآن دخلت الحكومة في طور تقديم الجزرة لشمالها المزعوم. و يبدو أنها استفادت كثيرا من التكتيك الغربي ضدها لتعكسه علي مواطنها. عصا في دارفور و جزرة في الشمال و عصا و جزرة ( الأسلوبين معا) في الشرق. و على طاري الشرق قرأت اليوم( الخميس 13/10) في الأخبار أن الحكومة خصصت ميزانية بمبلغ كذا لولايتي كسلا و البحر الأحمر و لم أجد ذكرا للقضارف , و لكن الورقة الكارثية تفسر ذلك بضم القضارف للشمالي الحمدويّ . و هكذا تقدم الحكومة رشاوى علنا لجزء دون جزء. فهل وصلت لاستنتاج أن السودانيين صاروا يتحركوا بروح الجهوية بشكل كامل ؟ و بالتالي يسهل اصطيادهم من هذا الباب؟ و أن أحلام الطفرة قد بدأت تداعب خيالاتهم و لم تعد لديهم تلك الروح الصدامية و حب الحق؟ و هل شراء الذمم الذي كان و ما زال يتم في الجامعات هو المحرك لهذه القناعات الحكومية المتطرفة ؟ و هل يتم الآن تعميم أسلوب معايير التوظيف لإسقاطها علي المجاميع السكانية لأهل السودان؟

معالم في طريق حلول أزمات السودان:

· إذا كانت الحكومة تريد دورا في حل مشاكل السودان , يجب أن تكف عن نهج الصفقات الذي تتبعه و الثنائية: فهذا المنهج يمكن يقدم لمشرع الدستور إلزامين متعارضين فكلما وصلت الحكومة لترضيات مع طرف من الأطراف و ضمنتها في الدستور, واجهت النقيض مع طرف آخر . فهل تريد لنا أن نقنع بدولة خالية من الدساتير؟ و عندها يحلو لها اللعب بالسودان و أهله كما شاءت و شاء لها الهوى!!

· يجب أن تكف هذه الحكومة عن الادعاء بأنها ممثل الشماليين. فهي قد والله أدخلتهم أي الشماليين في ..... وزه كما قال الحاردلو الكبير . و نبشتهم جحر النملة!! لا مجال للادعاء هنا.

· ندعو المالكين لإراداتهم من الحركات الثورية في الشرق و الغرب (دارفور _كردفان) , تفويت هذه الفرصة على الحكومة بتجاوز المحاصاصات لمخاطبة أنصبة الأقاليم الفعلية .

· ندعو المالكين لإراداتهم من الحركات الثورية للانتباه إلي عدم وقوعهم في مصيدة نيفاشا كإطار لحل مشاكل السودان. نيفاشا صممت في الأصل لفصل الجنوب ( و لامست أشواق جنوبية متأصلة). و الآن هذه الورقة إذا ثبت إنها أجيزت من قبل الحزب الأوحد الحاكم( لا يغتر احد بصورية الشراكة بين الحركة و المؤتمر : المسألة كما قلت تسوية تركة فقط), فان مشروع المؤتمر هو تمزيق السودان مع سبق الإصرار و الترصد.

· ندعو المالكين لأمرهم من الحركات الثورية : لإعلان عدم وجود شريك للتفاوض إذا لم تعد الحكومة توحيد أقاليم السودان كما كانت في السابق. و لا باس من اعتبار الولاية في النظام الحالي محافظة.

· ندعو أصحاب الأقلام المتعصبة ضد الشمال للانتباه للمخطط الجبهوي لخلق دروع بشرية من الشماليين لصالح فئة محدودة لا ينفعها انتماء الشمال و لا يشفع لها.

· أدعو الإخوة في المواقع الشريفة :

1. فتح سجل يتبرأ فيه الشماليين من حكومة علي عثمان و من قبلها حكومة الترابي.

2. فتح المجال لإنشاء قاعدة بيانات تحدد مستوى الفقر الذي ترسف فيه مجتمعات الشمال المفترى عليها.

الخلاصة

يمكن للسودانيين الخروج بهذا البلد لبر الأمان لو كفّ البعض عن اعتبار نفسه الأحق بهذا البلد و أنه سيده المطلق.و أمريكا في العراق _ مثلا_ لم توقف استثمار النفط, فبأي حق يريد حمدي إخراج أقاليم بأكملها من دورة الاقتصاد و الإنتاج .هل تعافينا من خروج الجنوب من دورة الاقتصاد حتى نخرج أقاليم أخرى؟!!!

و إن تعجب فالعجب أن الدولة بقراءة متأنية يمكن أن تدرك أن الوادي كله بحوزتها فلم تفكر في الصيد منه( الشمال في هذه الحالة)؟ فما الذي يجري في السودان؟

ما نهر الجنون هذا الذي شرب منه أهله السودان قاطبة فصرت لا تعرف من تعرفه فيه و لا تفهم ما يقال!!!

قررت بكامل إرادتي منح عقلي إجازة من التفكير في الشأن السوداني و منحت نفسي إجازة من كوابيس السودان التي لا تنتهي, و أتعزى بقول القائل:

كفّ الشادي و بُح الوتر!!!

حاشية و متن أخيرين!!!!

صدى ( عروبة السودان هل بها حطة أو درن؟ بالرابط : http://www.sudaneseonline.com/aarticle2005/oct9-87734.shtml)

لقي موضوع عروبة السودان أصداء متباينة وردود مختلفة المنطلقات كما في منتدى النيلين ومقالات ردت على الموضوع كما في سودانيزاونلاين

لكن يؤسفني أن أقول أن الموضوع لم يؤخذ في السياق الذي أردته له . وهو المساهمة الأكاديمية البحتة. ليست للتوظيف السياسي أو العرقي. ثم أني بينت في نفس المقال ((((لكن الله يحفظ هذه الأنساب والأرحام ووشائج الإسلام والتي ما العروبة إلا الخلفية المصاحبة للحدث الأكبر فيها عالمية الرسالة التي قربت كل بعيد وألـَّفت كل مختلف وصنعت في السودان هذه اللُحمة الرائعة لمعجزة وحدوية الشعب السوداني الذي ما اختلف إلا ليأتلف))))

فلم ادر من أين استنتج الأخ جمال أرباب من أني أدعيت بان العرب أو العرق العربي هو حامل الإسلام وحده ؟ وأين جاء ذكر تقديم العروبة عندي علي الإسلام؟ ربما تكون قد اكتفيت بقراءة العنوان بسبب انشغالكم في أعمال لجنة وقف إطلاق النار حتى وصل بك الأمر لأن تعنون مقالك ب( معا....) وابر هيم الذي تستنفره ضدي لا ينكر ردته عن الإسلام وهو لهذا السبب يعادي فكرة عروبة السودان من منطلق أنها المدخل لأسلمه الجنوب و من ثم إفريقيا وهذا يغيظه فما بالك أنت؟

أما أخ ابر هيم كونك تريد دق شلوفة بنتك , فهذه عادة سودانية أصولها عربية أثبتها أنا في المقال الذي لم تقرا منه إلا العنوان.

مرة أخرى المقال مساهمة أكاديمية بحتة لموضوع تلوكه الألسن بشكل واضح في السودان من سنة 1920م حسب علمي المتواضع. لذلك فتخيلت ممن يرفض تحليلي , أن يقدم تفسير موضوعي لظواهر الثقافة العربية وأن ينسب بموضوعية شعوب السودان لأصولها . وعندها سيتصل حوار بهذا المعنى سيطرب له الناس.

لم يشذ تعليق ذي بول شبيت عن الأستاذ جمال فرد على العنوان أيضا إذ يبدو انه قراءه بتقنية فانتزع نقاط يعرفها جاء ذكرها في الموضوع برؤية تختلف تماما عما رد عليه.

فمن ذلك ظن أني مهتم بمعارضة لبنان لانضمام السودان لجامعة الدول العربية وفي الواقع أنا قلت إن لبنان والعراق وسوريا والأردن ليسو بعرب خلص في مجموعهم السكاني ( هم أيضا مستعربين) حتى يكون لهم حق النقض علي السودان.

وسارع بهجوم الإسلام متهما إياه بتحطيم كنائس النوبة وخلّط كما يحلو له (هدم العرب كنائس دنقلا في محاولة لإسكات وقتل تعاليم المسيحية التي هي أساس حضارة النوبة والمساهمة في النهضة الإنسانية في الكرة الأرضية ككل)اه

ونسأله وهو النصراني : هل يعبد النصارى أبدماك وآلهة الشمس في معابد البجراوية والمصورات.

ومن قال انك موجود هناك أصلاً في ذلك التاريخ وتلك الحضارة؟ _ اعني انتم معاشر النيليين_ و كيف تثبت لي أنكم لم تكونوا في منطقة البحيرات أو حوض الكونغو ؟ او حتى مع الزولو في جنوب إفريقيا؟ أن من يصنع حاضرة لا يؤثر أن يتركها للغير , فكيف تفسر طلب الجنوبيين الانفصال من حضارة هم من بُنَاتِها كما حاولت أنت إقحامهم في حضارة الشمال؟

إذن نحن نستنطق التاريخ فقط لان هذا الجزء الشقي من العالم المسمى السودان واحد من بلاويه إن تاريخه شفاهي. فقط بالفكر الجاد يمكن أن نساهم في إعادة كتابة تاريخه. وحتى ذلك الوقت أستاذ جمال فالتاما من بني تميم وكذا القِِمر عربا حتى يثبت دارس متمكن غير ذلك. ويعرف كيف يؤكد دعاويه.