الحكومة كعادتها لم تكن جادة في حل ازمة دارفور وعندما اقول حكومة اعني بها المؤتمر الوطني الممسك بذمام الامر في مفاوضات ابوجا تشكيل الحكومة الانتقالية التي سموها بأنتقالية لم يحدث اي تغيير ولم يتم تطبيق اتفاق السلام لارض الواقع , اكثر من خمسون مفاوض من طرف الحكومة في ابوجا الان هم من منسوبي المؤتمر الوطني ولاوجود ولا تمثيل حقيقي وفعلي للحركة الشعبية لتحرير السودان والاحزاب الاخري في مفاوضات ابوجا , نرجع لعدم جدية المؤتمر الوطني في حل ازمة دارفور , المؤتمر الوطني لم يكن جاداًَ وهذا واضح ومعروف منذ بدء التفاوض الاول في ابشي الاولي ظلت الحكومة تمارس سياسة كسب الوقت وشق الحركات المسلحة وشراء الذمم وكانت الحكومة مصرة بخيار الحسم العسكري وقمع الحركات المسلحة ولكنها فشلت فجاءت مرغمة للتفاوض والحل السلمي للقضية , الحكومة الان تفاوض في ابوجا وفي تصريحاتها تقول بأن المرجعية لحل مشكلة دارفور هي نيفاشا ولم يكن الحركات المسلحة في دارفور جزء من هذا الاتفاق (( اتفاق نيفاشا )) وايضاً الحكومة تقول ان دستور الفترة الانتقالية هي المرجع لاي اتفاق يتم في ابوجا ولم يشارك ثوار دارفور في وضع هذا الدستور الانتقالي اذاً كيف تنجح مفاوضات ابوجا وتحل ازمة دارفور ؟؟ اذا كانت الحكومة تم تشكيلها علي مستواها المركزي , ومجزوب الخليفة يصرح ويقول (( قضيتي السلطة والثروة حُسمت في نيفاشا ونصيب دارفور من السلطة الاتحادية ثلاثة او اربع في المائة )) ؟؟!! كيف يتم السلام في دارفور وقد تم تعين الافكاك عثمان كبر للمرة الثانية والياً علي شمال دارفور ليبيع ويشتري ارواح اهله ؟؟ كيف يتم السلام في دارفور وقد تم تعين الحاج عطا المنان من جديد وهو من ابناء الشمالية ليتم تعينه والياً علي جنوب دارفور , كأن اهل دارفور ليس لديهم مؤهلات تقودهم لتولي منصب الولاة وحكم انفسهم بأنفسهم , قمة من الفوضي والاستفزاز يتم تعين عطا المنان ليكون وصياً علي اهل دارفور ؟؟
كيف يتم السلام في دارفور وقد تم تعين من ساهم في قتل الثائر المناضل الشهيد داؤد يحي بولاد والياً علي غرب دارفور المدعو جعفر عبدالحكم ؟؟ لا سلام في دارفور الابعد اعادة النظر في اتفاق نيفاشا واعادة النظر في دستور الفترة الانتقالية , لا سلام في دارفور الا بعد اقالة الافكاك عثمان كبر وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية لاهاي كمجرم حرب ارتكب جرائم ضد الانسانية ضد اهله في ولايات دارفور لصالح حكومة المركز , لا سلام في دارفور الا بعد اقالة الحاج عطاء المنان والي جنوب دارفور واعتراف السلطة المركزية بأبناء دارفور وقدرتهم علي حكم انفسهم بأنفسهم دون اي وصاية خارجية دون اي املاءات او ضغوط عليهم وتعين ابناء دارفور الشرفاء كولاة لوياتهم , لا سلام في دارفور الا بعد اعفاء المدعو جعفر عبدالحكم قاتل المناضل الثائر الشهيد داؤد يحي بولاد ومحاسبته ومحاكمته كمجرم للحرب عن جريمة تورطه في مقتل الثائر المناضل بولاد ,, لا سلام في دارفور في ظل الخروقات المتكررة لوقف اطلاق النار في دارفور من قبل عصابة المؤتمر الوطني وذبانيته الجنجويد الذين مازلوا يمارسون الجرائم ضد شعب دارفور في كل من جنوب دارفور وشماله وغربه , لا يمكن اصلاً ان يكون وفد الحركات المسلحة يتفوضون في ابوجا والخروقات مازالت مستمرة والجرائم ضد الانسانية مازلت مستمرة والقصف الجوي مستمر , ابتزاز المواطنين الابرياء وترويعهم , هل يمكن ان يتم السلام في دارفور عبر هذه الجولة ويومياً الحكومة ترسل الجنود والعتاد والسلاح والطائرات الي دارفور لتصعيد العمل العسكري ؟؟, لا سلام في دارفور الا بعد رحيل القوات الافريقية واحلال محلها بقوات دولية تحت اشراف الامم المتحدة والاتحاد الاوربي , لا سلام في دارفور الابعد تقديم مجرمي الحرب ومخترفي الجرائم ضد الانسانية ومهندسي الابادة الجماعية والتطهير العرقي الي محاكمات عادلة في المحكمة الجنائية الدولية لاهاي , اعتقد ان مايجري الان في ابوجا عبارة عن ضياع للوقت فقط لا اكثر ولم تحقق اي سلام في دارفور بقدر ماهي عبارة عن مكسب للحكومة لترتيب اوضاعها ونقل جنودها وطائراتها وسلاحها للقتال من جديد , اذا اردنا حلاً لمشكلة دارفور لابد من تطبيق ماذكرته انفاً الي ارض الواقع بالاضافة الي تشكيل وفد حكومي مفاوض متوازي من كل القوي السياسية السودانية بالتساوي وليس المؤتمر الوطني لوحده ويكون ذلك بأشراف دولي من الامم المتحدة وامريكا وبريطانيا , هذا اذا اردت الحكومة ان تحل ازمة دارفور اما اذا لم تريد الحكومة حلاً لمشكلة دارفور فالثوار قادورون سلامً وحرباً والتدخل العسكري الدولي لا محاله واصبح قاب قوسين او ادني .
بقلم/ ابراهيم عبدالله بقال سراج
امين الاعلام الناطق الرسمي بأسم
تجمع روابط طلاب دارفور المركزي
دارفور (( ستيودنت ))
www.darfurstudents.com