أن من مهام التلفاز التعليم والتثقيف وعكس وجه السودان المشرق ، إلا أن الحديث الذي أدلى به الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد عثمان خلال حلقات وجه النهار وفتاوى في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر سنة 2005م كلام يعمق الجهل ويعطي انطباعاً سيئاً عن مستوى الأستاذ الدكتور في السودان ، وذلك للأسباب التالية :-
أولاً :- يقول الدكتور إبراهيم أحمد عثمان " الراجل" بدلاً عن الرجل ، و " المرا" بدلاً من المرأة ، و"النسوان" بدلاً عن النسوة أو النساء ، " الزول" بدلاً عن الإنسان ، و"دا" بدلاً عن هذا ، و "دي" بدلاً عن هذه ، وغير ذلك من الأخطاء اللغوية الكثيرة .
ثانياً :- ذكرت الدكتورة فتحية حسن ميرغني التي كانت مشتركة مع الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد عثمان في حلقة وجه النهار أن الطلاق أثناء الدورة الشهرية طلاق صحيح قانوناً ، ولكن يؤثم الزوج ، وذلك لزيادة فترة عدة الزوجة حيث تحسب فترة العدة من الدورة الشهرية التالية للدورة التي وقع أثناءها الطلاق ، وهذا الكلام كلام صحيح فقهاً وشرعاً وقانوناً ، إلا أن الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد عثمان قال لا يحاسب المطلق دينياً ، إذ كيف يحاسب دينياً والطلاق صحيح قانوناً ، الأمر الذي لا يعنى الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية وعللها فحسب ، ولكن يعنى كذلك عدم التمييز بين صحة الطلاق من الناحية القانونية من جانب وبين محاسبة الزوج المطلق دينياً على إيقاع الطلاق أثناء دورة المرأة المطلقة الشهرية الذي تترتب عليه زيادة مدة العدة من الجانب الأخر .
ثالثاً :- إذا كان السيد/ زهير عبد الرحمن مقدم برنامج فتاوى هو مجرد دكتور ، لا دكتور أستاذ ، وإذا كانت السيدة/ فتحية حسن ميرغني هي دكتورة فقط ، لا أستاذة دكتورة ، وإذا كانت مقدمة البرنامج وجه النهار هي مجرد سيدة ، لا دكتورة ، ولا أستاذة دكتورة ، وإذا كان هؤلاء جميعاً يتحدثون باللغة العربية الفصحى ، ويقولون الرجل بدلاً عن " الراجل " ، والمرأة بدلاً عن " المرا" ، والإنسان بدلاً عن " الزول" ، وهذا بدلاً عن " دا" ، وهذه بدلاً عن " دي" ، وهكذا . فكيف يقبل الأستاذ الدكتور التحدث بهذه الطريقة ؟
رابعاً :- بالإضافة إلى أن اللغة التي يتحدث بها الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد عثمان في جهاز واسع الانتشار لغة تعمق الجهل باللغة العربية وسط المستمعين والمشاهدين ، وبالإضافة إلى أنه يربك المستمع والمشاهد حول أحكام الشريعة الإسلامية ، فإن الفرض من البرنامجين هو تعليم وتثقيف وتبصير المستمع والمشاهد بالأحكام الشرعية والقانونية وعللها ، وبالتالي يتعين على المتحدث أن يتناول القواعد الشرعية والقانونية والحكمة منها بالشرح الذي يمكن المستمع والمشاهد من تفهم القواعد وعللها ، بدلاً عن التعامل معه بأسلوب " نعم" أو "لا" ، وهو أسلوب التلميذ الذي يؤد أن يظهر لأستاذه وأقرانه بأنه تلميذ شاطر ، وقد تلاحظون ذلك من سلوك الأستاذ الدكتور العملي واللفظي عندما يتحدث .
أناشد القائمين على جهاز التلفاز الاستماع إلى هذه الحلقات ، وأنا على ثقة من أنهم سيجدون ما هو أكثر مما قلت ولقد أحرجنا هذا الحديث في بلاد الغربة حيث أن الواحد عندما يلتقي بنا يبادر بالحديث بترديد كلمات الراجل ، والمر ، ودا ، ودي ، والزول ، ويسأل عن مستوى جامعاتنا التي تمنح درجة الأستاذية لمن يتكلم بهذه الألفاظ وبالطريقة التي شاهدوها .
مجاهد بابكر زين العابدين
الدوحة – قطر