التشفى والشماتة على رحيل قرنق تزيدا عزيمة الحركة الشعبية

مجوك نكديمو أرو/ الإمارات

كل الذين قرأوا ردود الأخ ملوال دينق ملوال ملوال على مقالات كتبها الإخوة فرنسيس أتيم أتيم وقبريال شول ميرور وشندوت أكول مورشول اصيبوا بالإشمئزاز والتقزز نظرا لاسلوبه السوقى وهجومه القاسى الغير مبرر على شعار السودان الجديد والزعيم الراحل المقيم دكتور جون قرنق دى مبيور.. مذكرا بخطاب الإنقاذ الاستئصالى فى عنفوانه وشبابه.

كان يمكنه مجادلة هؤلاء الإخوة بالمنطق ذاته لكنه تمترس وراء احلام جوفاء مل العالم سماعها. وفجأة دون ان يدرى كشف عواه وقفزه بالزان فوق حقائق التاريخ لونه وإنتمائه الحزبى.

إن حلم السودان الجديد المبنى على الوحدة الطوعية باقية ما بقى السودان عزيرا مكرما. ولن يهزه الملثمون وأمراء الظلام ولا الذين يسوقون اليأس لنيل من تطلعات شعبنا الأيوبى البطل.

كيف تقدم الحركة الشعبية لتحرير السودان المناطق الثلاث قربانا لدخول جنة تقرير المصير؟ ولمن تقدم هذا القربان؟ يبدو انك يا هذا المدعو ملوال كما سميت نفسك تخفيا ان الحركة لم تأخذ هبة من أحد. وما حققتها وما ستحققها حتى الان جاءت و ستجىء نتيجة لتضحيات جسام قدمت فيها النفس والنفيس وما زالت فى جعبتها الكثير حتى يتحقق السودان الذى يسع الجميع ويحترم فيه الثقافات والعقائد.

المناطق الثلاث لا يمكن فصلها عن الحركة لان مصيرها مرتبطة بالحركة إرتباط الجسم باعضائه. ولانك لا تدرى بعد و ما زلت على ما يبدو نائما فى الكهف الذى أدخلت فيه الأخوين فرنسيس أتيم وقبريال شول لمجرد إختلاف وجهات النظر فان الأيام ستثبت ان السودان الجديد شعار ولد ليبقى.

ويمنى تنظيمكم النفس وخاصة بعد رحيل الشهيد قرنق قص أجنحة الحركة عبر المناطق الثلاث حتى لا تزحف نحو الشمال ودارفور والشرق... ودفعها جنوبا لاشغالها بعد ذلك بمليشيات الموالية لحزبكم وجيش الرب ومن ثم الإجهاز عليه لتتبخر حتى تقرير المصير الذى تروجه زورا الان! لن تتحايلوا عليه لانه حق معترف به دوليا وسيمارسه الجنوبيون لإختيارالوحدة إن جعلوها جذابة او الإنفصال!

ويجب ان تعلم ان الحركة الشعبية ترصد كل شاردة وواردة واى محاولات لتمييع السلام الوليد وإفشاله فى مهده.... وساعتها ستكون للحدث حديث!

ويجب ان تعلم يا أيها الاخ العزيز ان الاستاذ بونا ملوال كان له إسهماته المقدرة فى نضال شعبنا حيث ساند بقوة شعار السودان الجديد الذى يتنكر له الان عند إنشقاق الحركة عام 1991 م. وإنتقد بقسوة جناح الناصر الذى كان يرفع شعار تقرير مصير جنوب السودان من شماله. واستغل الرجل كل إمكانياته الإعلامية الضخمة لضرب مجموعة الناصر فى أوربا وأمريكا. ووقف ألاستاذ بونا إالى جانب طرح الحركة فى مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرة عام 1995م. "واذا كان هناك خلاف بين الراحل قرنق وبونا فإنه خلاف شخصى غير مرتبط بشعارات الحركة لانه ساندها اثناء الإنشقاق" هكذا صرح وزير الخارجية والقيادى بالحركة دكتور لام أكول أجاوين لجريدة الراى العام مؤخرا.

وأحيطكم علما ان المصالحة قد تمت بين الراحل قرنق وبونا فى نيروبى فى حوار جنوبى جنوبى قبل رحيل قرنق بثلاث أشهر تقريبا.

أما الموقف الحالى للاستاذ بونا ملوال من السودان الجديد والذى يبدو ان ملوال دينق كما سمى نفسه قد بنى إفتراضاته وتمنياته المغرضة عليه لوأد شعار السودان الجديد فستبقى مجرد أضغاث أحلام سرعان ما تتبخر لانه موقف فردى لا يسنده الحجج كما شرحت آنفا.

عندما إختطف الموت الزعيم التاريخى للحركة دكتور جون قرنق أجمعت قيادة الحركة على إختيار القائد سلفا كيير ميارديت كخلف صالح لخير سلف . وكان الراحل قد بدا يكثف الحوار السياسى مع كل القوى السياسية السودانية حتى المناوئة للحركة وحقق الكثير فى واحد وعشرين يوما قضاه كنائب أول لرئيس الجمهورية. وواصل القائد سلفا كيير ميارديت نفس النهج . ولذا يجب ان تعلموا ان تقارب بونا من سلفا لا يثير القلق انما سيقربه مرة أخرى للاطروحات الثابتة للحركة.

وكشف المدعو ملوال عن أنيابه الحقيقية وامانيه عندما إسترسل فى خلافات الحركة وتقسيمها الى مجموعتين متناحرتين وخص هجومه القائد فاقان أموم أوكيج دون أى سبب. يجب ان يعلم ان فاقان كمناضل سبق الحركة سنة كاملة. حيث حمل السلاح عام 1982 م قبل ان تحملها الحركة عام 1983 م.

وأماط عنوان رده على شندوت أكول " الغول..العنقاء..الخل الوفى..السودان الجديد" اللثام عن عدم معرفته بالبلاغة التى يدعيه فما موقع العنقاء البلاغى فى قدحه على الحركة الشعبية وشعارها؟. رب ضارة نافعة. العنقاء يا عزيزى ملوال طائر اسطورى عاش خمسمائة عام ثم إنتحرحرقا ليقوم على أنقاضه (رماده) عنقاء اخر. فهو يجسد بلا شك فى الادب الغربى الموت والقيامة اى الديمومة. لقد مات قرنق ولكن رؤيته باقية!!

وبرغم التشفى والشماتة على رحيل قرنق ضاربين عرض الحائط بالقيم الدينية والإجتماعية التى تحترم حرمة الموتى فلن تستطيعوا ان تدفعوا الحركة جنوبا مهما اوتيت لكم من قوة لانها بالفعل بدات تتقدم بثبات نحو الشمال عبر المناضلين من أبناء الشمال الجغرافى ومنى لهم التحية.ولقد قفلت أبواب جامعة دنقلا فى أواخر سبتمبر الماضى إثر خلاف فى إنتخابات إتحاد الطلبة بين أنصار الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى حسب جريدة الخليج الإماراتية!

ختاما قد تصيب الحركة الشعبية وتخطى شانها شان اى تنظيم مؤسسى ولكنها تعتبر اقوى تنظيم سياسى قام فى السودان خلال قرن كامل. فهى تحمل تطلعات سودان الغد الموحد باسس جديدة ودون ذلك لن يقوم لسودان قائمة. وإن غدا لناظره قريب.