ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
مستشارة الخراب قصة واقيعة يجب أن تقرأها لعلها تكون عظة وعبرة بقلم: حسن أحمد حسن
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/14/2005 5:16 م
كانت عمياء عن رؤية الحقيقة صماء عن سماعها ـ كانت عبارة عن دمية في يد قريبتها وصديقتها التي تكبرها بأكثر من خمس سنوات عمراً وزواجاً نعم كانت صديقتها متسلطة عليها في كل شئ تدير وتخطط وتقرر لها نعم كانت تفرض عليها أرائها ومقترحاتها وتصورها وتضع لها برنامج حياتها .. كانت تجبرها بدهائها ومكرها وثعلبتها وحيلها أن تخدعها للركوع في تنفيذها مخططات مدعية بأنها أكبر منها وأوعى منها وأفهم منها . نعم كانت مستشارة لها في كل شئ حتى في اختيار زوجها التي رأت أن تزوجه لها ولكن عليها أن تعي الدرس تماماً درس أهمه أن تفرض العروس الصغيرة الجديدة شخصيتها ورائها على زوجها حتى لأتكون مطية وسهلة في يده عليها أن تقول لا وألف لا لامه وإلى أخواته عليها أن تعاملهم بكل قسوة وجبروت وتكبر ليعرفوا بأنها ليس سهلة المنال . مستشارة الخراب نصحتها أن تكون مدللة وأنها ليس خادمة في بيت زوجها بل مخدومة نصحتها المستشارة أن تكون هي الآمر والناهي وهي الكل في الكل فإن لم تعمل ذلك في بداية حياتها الأولى فعليها السلام لأنها سوف تكون في غمضة عين مملوكة لامه وأخواته وسوف يلعبوا بها كما يلعب الأطفال بالدمى . قالت لها مستشارة الخراب أسأل مجرب ولا تسألي طبيب ـ كانت تقول لها أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة ... نعم كانت حياتها هي المثال الحي الذي أمامها فأصبحت نسخة منها وصورة طبق الأصل . تزوجت الصغيرة بشاب متعلم مثقف متدين في قمة الأخلاق طيب القلب كريم الخصال عاملها منذ اليوم الأول بكل ثقة وحب و إخلاص ومودة وعشرة زوجية راعى فيها مخافة الله.. تعجبت الصغيرة كيف كانت تقول لها صديقتها كلاماً مغايراً ونصائح عجيبة وغريبة وعندما تزوجت لاحظت بأن لامكان ولا وصف ولا رسم ولا تشبيه لحديث ووصايا مستشارة الخراب فأسرعت إليها بكل سعادة وبرأة تخبرها بأن زوجها يحبها وأنه مثال للرجال في معاني الحب والإخلاص والتفاني .. ضحكت مستشارة الخراب ضحكة ثعلبة ومكر ودهاء ( برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين فمشى في الأرضي يهدى ويسب الماكرين ) قالت لها المستشارة كل الرجال في البداية يظهرون الطيبة والمحبة والتودد .. فانتظري ما تأتي به الأيام لك .. وأنني أنصحك نصيحة العارفة أن لا تثقي به ولا تنامي له في مأمن .. تغدي به قبل أن يتعشى بك ... تمسكي بنصائحي حتى لا تندمي وتتحسري .. خرجت الصغيرة من مستشارة الخراب بقناعة كلامها تتمسك برأيها حتى وأن كان غلط ... أصبحت حياتها مشاكل متكررة في اتفه الأسباب ... بدأت علامات الضجر والضيق والتذمر تظهر على الزوج بدأ يظهر رجولته وشخصيته ويصدر أوامره ولكن لا حياة لمن ينادي حاول أن يحاربها ويخاصمها بهجر البيت لساعات طويلة ... شعرت الصغيرة بأن القارب بدأت حباله في التهالك ومقاديفه في التآكل فاتصلت مرة أخرى بمستشارة الخراب من أجل إنقاذ الموقف قالت لها المستشارة ( لا تهتمي يا صغيرتي أنك جميلة وصغيرة لا تهتمي بخروجه من البيت خليه يطلع ومصيره يرجع إليك أجلاً أم عاجلاً وإذ رجع اليوم أو بكرة أوبعده خليك زعلانه إذ نام في الغرفة نومي في الصالة إذا حضر معاه وجبه من الخارج وقال لك تعالي للأكل قولي له لقد أكلت إذا قال لك عاوز شئ قولي له أنك مريضة حتى يشعر بأنه غلط عليك وفي حقك وحتى تثبتي له بأنك على حق وأنك أفضل منه .. وأن زاد عليك في الإلحاح وكثر ة الكلام .. قولي له رجعني إلى أهلي .. وصدقيني لن يفعل ذلك ولو فعل سوف يأتي إليك طالباً الرضى والسماح هكذا كانت نصائح مستشارة الخراب .. ولكن ما ذا حصل .... كبرت المشاكل وازدادت الخلافات وتضخمت وساءت العلاقات بين الزوجين ووصلت بكثرة القيل والقال ومر الشكوى حتى العائلتين .... أصبحت حياة الزوج نكد وجفاء وجحيم لم يرى الزوج سعادة في حياته منذ أن تزوج فكثر خروج الزوج من بيته وكثر صمته وخيم الملل على حياته وحدثت الطامة الكبرى .. تزوج الزوج بزوجة صالحة مؤمنة مثقفة متعلمة تقدس الحياة الزوجية وانقلبت موازينه لحياة أفضل .. وشعرت الصغيرة بأن الضرة قد فازت وكسبت وبما أن المؤمن لا يلدغ من الجمر مرتين إلا أن الصغيرة أسرعت تخطر مستشارة الخراب بما حصل فما كان من المستشار إلا أن قالت لها ( لا تزعلي ولا تهتمي عليك أن تتدللي وتتزيني بكل أنواع المكياج وتلبسي أجمل وحلى الملابس والحلي والإكسسوارات حتى تلفتي نظره وتملئ حياته بالغيرة ليعود إليك طالباً الود والسماح ) ولكن تقول الصغيرة لم يعد الزوج يعجبه لا دلال ولا مكياج ولم يهتز أو يخفق قلبه ومشاعره نحوي ولم تجذبه شخصيتي لان الضرة كانت تملك منذ البداية كل مقومات الزوجة الصالحة والكاملة ومرة أخرى ذهبت الصغيرة ودموعها تغمر وجهها وجفونها قد انتفخت من شده البكاء إلى مستشارة الخراب تشكو لها حالها طالبة منها طريقة مثلى ومخرج ينقذ حياتهاحتىوأن كانت الضرة موجودة معها المهم لا تفقد زوجها .. قالت لها المستشارة لا تزعلي لأنك لازلت صغيرة ومليون واحد يتمنى أن تكوني زوجه له أطلبي الطلاق متى ترتاحي من العذاب . لم تشعر الصغيرة إلا أن قامت برفع يدها على خد مستشارتها بضربة قاضية وخرجت مهرولة تبكي نادمة ... ولكن بعد فوات الأوان . هذه قصة واقعية فالسؤال كم عدد مستشارات الخراب في حياتنا الأسرية ؟؟