ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
فى بيوتنا خواجات بقلم: محمد الحسن محمد عثمان-امريكا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/13/2005 3:35 م
فى بيوتنا خواجات جرائم الانقاذ كثيره ومتنوعه ولا اعتقد ان الزمن مهما طال على هذه الجرائم ان ينجو الانقاذيين من العقاب فجرائم التعذيب والاباده الجماعيه تتحرك الان وببطء نحو منصة العداله وهى جرائم على الاقل هناك قصاص سيطال مرتكبيها يوما ما أما الجريمه التى ساتناولها اليوم فليس هناك نص فى جميع القوانيين يجرمها ويعاقب عليها ….وهى جريمه تشريد الالاف من الاسر من الوطن اما عن طريق مطاردتهم لاسباب سياسيه ففضلوا الهروب من الوطن او هؤلاء الذين طحنهم فساد الانقاذ وسياساتها الاقتصاديه الخرقاء فصعب عليهم توفير اقل متطلبات الحياه المعيشيه من علاج وتعليم وقوت لاطفالهم ففضلوا النزوح بهم من هذا الجحيم ورحل هؤلاء واولئك باطفالهم لما يتيسر الوصول اليه وقد وجدوا انفسهم فجاه فى بلاد غير بلادهم وبين اناس غير قومهم ووسط لايشبههم (واتكلم عن الهجره للغرب ) كثير من هؤلاء المهجرين (بضم الميم)لم يتهيا لهذه التجربه نفسيا والبعض لم يتهيأ لها ثقافيا فهم لايعرفون عن الوطن الجديد لغته ولا حتى موقعه فى الخارطه وجميعهم ليس لديهم ذخيره من التجارب لتعينهم فى التعامل مع الواقع الجديد وتربية هذا الجيل الذى نشأ فى ارض المهجر …..فكل انسان بغض النظر عن تعليمه يتوارث مجموعه من التجارب عبر الاف السنين تتناقل من الجد للاب للولد فالبئه الحاضنه واحده مع اختلاف فى ادوات العصر وهذه الذخيره تعين المربى فى تربية اطفاله وتساعده فى تلمس الدرب أما فى الموطن الجديد فالكل جديد على التجربه اطفال يقحمون فى مجتمع أجنبى مختلف كل الاختلاف عن بلادهم فى التاريخ والدين واللغه وكل شىء وأباء ايضا انتقلوا لبلاد لم ينشاوا فيها ولم يخبروها فتاه عليهم الدرب فمن أين لهم بمعرفة الدرب وهم لم يطرقوه ولم يطرقه جيل قبلهم وهكذا يحدث التخبط فى التربيه كل اسره تجرب لوحدها وتحاول بقدر الامكان مدارة اخفاقاتها بالحديث عن النجاحات الاكاديميه واخفاء جانب التحولات التى يتعرض لها هؤلاء الاطفال فيتعرضون لمتغيرات من اول يوم يحتكون فيه بالمجتمع الجديد الى يتصادم فى سلوكه مع كل موروثاتهم فلا يعرفون هل يقلدوه ليتواموا معه ام يتمسكوا بتلك الموروثات فيظلوا فى تناقض وصراع مع هذا المجتمع الذى يعيشون فى كنفه … ويدخل الاباء والاطفال فى متاهات التجربه الجديده…الابناء يريدون المساعده والاباء ليس لديهم مايقدمونه فهم اساسا لم ينشاوا فى هذه البلاد ليعرفوا كيف يتعاملوا مع مشاكلها وهم مشغولين بتدبير المعايش فى ظروف قاسيه واعمال لم يالفوها ووسط مجتمع غريب والغربه تطول والوطن اصبح مستحيلا ……ويكبر الاولاد وكلما كبر الاولاد تعقدت المساله اكثر واكثر وكبر الهم …اطفال فقدوا فى هذه المعمعه لغتهم الام واصبحت لغة التخاطب بينهم حتى فى داخل المنزل اللغه الاجنبيه والغه معبر للثقافه وشى منها وتقلص عندهم الدين واصبح سلام عليكم وبعض الايات المكسره للصلاه فالدين غائب تما فى المجتمع الجديد بكل مايحمله من روحانيات وموجهات فى تصرفات الفرد …وينغرس الدين فى وجدان الفرد ويصبح بوصلته وهذا مايفتقده اطفال الشتات بل لن ما يدعو له الدين من قيم ومثل عليا يعمل المجتمع الجديد بكل ادواته المؤثره المهوله فى الاتجاه المعاكس له فيدعو للحريه الجنسيه ووصل الحد ان تبيح بعض الولايلت جواز المثليين وقد استضاف برنامج جيرى سبرنجر ام وابنها ليدافعو عن العلاقه المحرمه التى تجمعهم!!! وتحضرنى مقولة احد المفكريين الفرنسيين (ان امريكا عبرت من عصر الجاهليه الى الفوضييه بدون ان تمر بمرحلة الحضاره )وهكذا فان للمجتمع الجديد قناعاته التى يؤمن بها ويريد لاطفالنا ان يؤمنوا بها فالمراة اولا وترسل المدارس الخطابات المدرسيه باسمها فكثير من الاطفال الذين فى المدارس مع اطفالنا لايعرفون اباؤهم وكما وصف الاستاذ محمد محمد خير التدرج فى هذه المجتمعات بان المراه اولا ثم الطفل فالكلب واخيرا الرجل وهكذا يبدأ الطفل فى التغير منذ لحظة دخوله المدرسه فتجف اقواله وتدخل مصطلحات جديده للغته ويبدأ العنف فى تعامله وقد قال احد الكتاب ان الامريكان توافقوا على العنف وفحش القول بينهم وتبدأ تنمو ثقافتان فى البيت الواحد واهم معالمها تلفزيونان احدهما للوالدين وبلغتهم والاخر للابناء وبلغتهم الجديده وهكذا يبدأ الانقسام فى البيت الواحد ويبدأ الصراع بين الثقافتين فالمفاهيم مختلفه وكل ينطلق من خلفيه تختلف عن الاخر وهكذا يحث الجميع بالضياع ….الوالدين يبحرون فى قارب مشرقين والابناء يبحرون فى قارب اخر مغربين (وبعض الاباء يحس بذلك واخرين لاهنا ولاهناك) ونبدأ نسمع الحكاوى عن ابن فلان الذى لم يبلغ العشرين وتزوج اسبانيه وحكى لنا امام الجامع الفلسطينى عن صديقه الذى حمات ابنته فقتلها وهو فى السجن ومع كل حكايه تدق قلوب الوالدين …. وبالرغم من سلامة المجتمعات السودانيه حتى الان من مثل هذه السقطات فاننا نراها فى جاليات مسلمه اخرى وقد قالت امراه سودانيه عندما اراد احدهم ان يطمنها واذا ضمنا الدين والاستقامه فكيف بالجيل الذى يجىء بعدهم هل سنضمن حتى انهم سيكونون مسلمين؟ وكما قلت فان اطفالنا يتميزون بالتفوق العلمى ولكن هل يعوض التفوق العلمى عن ضياع لغه وتقلص دين وفقدان هويه فهم اصبحوا لاينتمون لسودانهم ولاينتمون للمجتمع الجديد الذى لايقبل بهم اهله ان المسئول عما جرى لهؤلاء الاطفال هى الانقاذ التى ادعت انها لتنشر الدين فاضاعت الدين عند هؤلاء الاطفال وهى التى رفعت شعار تحرير من تاثير الثقافات الاجنبيه واتت بمئات الطلاب الجامعيين والذين نشاوا فى السودان ومؤسسين بالدين واللغه قطعت دراستهم فى الخارج خوفا عليهم من الاستلاب الثقافى وقامت بتسليم مئات الالاف من الاطفال عجينه طريه للغرب ليشكلهم كما يشاء ونعود لاطفال الشتات الذين هم ايضا من جانب اخر هناك فاصل بينهم وبين مجتمعهم السودانى فاللغه هى حاجز وهم لايفهمون كثير عاداتنا الجميله مثل اكرام الضيف ولماذا الصرف على الاخوات والاخوان والجيران وقد سال احدهم والده عندما ذهبوا للسودان فشاهد العشرات الذين حضروا للكرامه فقال كل هؤلاء اكلوا وشربوا مجانا وهم يستغربون فى السودان للزياره بدون مواعيد ويطرحون كثير من التساؤلات التى قد لانجد لها اجابات مقنعه بالنسبه لهم حسب مفاهيمهم الجديده فهم لم يمروا اساسا بالمكونات التى انتجتنا فاكتسبنا هذه التقاليد والعادات فهم لم يلعبو شليل وينو ولا شدت ولا الرمه والحراس ولم يغسلوا ايدى الضيوف فى السمايات ولا نصبوا خيمات البكيات وحفروا القبور ولم يناديهم أحد لفزع ولايتذوقون مصطفى سيد احمد عندما يردد جلبت ليك الغيم رحط وطرزت ليك النيل زفاف ولا تنتابهم تلك النشوه الروحيه وهم يستمعون لاولاد الماحى ينشدون يارحمن ارحم بجودك خلى الخير ينزل فى بلودك ولم ينعلوا ويخرجو ا فى مظاهره فاتحى الصدور للرصاص يهتفون سودانا فوق …سودانا فوق من يعيد لنا اولادنا سودانيين مكندكين بتراب الوطن ومن يعوضهم من سنين بلا هويه وبلا وطن من يعيد لهؤلاء سودانيتهم بعد ان اصبح الوطن عنهم الكتاحه والذباب وبورينج فى الطائره الخليجيه المتجهه للسودان رايت هذا الخليط من اطفال الشتات سمعتهم يتحدثون بكل لغات العالم الانجليزيه الصينيه الفرنسيه واللهجه الخليجيه لم يتبادلوا حتى التحيه رغم انهم متجهين لوطن واحد لايجمعهم مع بعض غير نظرة ضياع فى عيونهم لاتخطئها العين والانقاذ لم تنسى هؤلاء فهى تريدهم الان وتدعو المهجرين للعوده ولاتظنوا خيرا فى الانقاذ ةتعتقدوا انها تريد ان تكفر عن ذنبها فى حق هؤلاء البؤساء فجهزت لهم مدارس بجرعات مكثفه فى الدين واللغه لتردم الهوه بينهم وبين دينهم ووطنهم …ولكن لا …. فلانقاذ لاتفكر هكذا فهى بعد ان افقرت مغتربى الخليج بالضرائب والزكاه وبنك فيصل ومشروع سندس ورسوم الشهيد والجريح وزاد المجاهد (حتى بعد ان رفع المجاهد ضدهم الرايه البيضاء فكرت الانقاذ بالمتاجره بماساة هؤلاء الضحايا فجهز الانقاذيين الجامعات والمدارس الخاصه وباللغات الاجنبيه والدفع بالدولار والطفل فى الابتدائيه الفين دولار ونص وانت طالع فالانقاذ لا يهمها ان يستمر اطفالنا غرباء مجردين من الدين واللغه والوطن ولكن يهمها جمع الدولارات تريد ان تمتص رحيق غربة الاباء بعد ان مسخت ابناؤهم محمد الحسن محمد عثمان-امريكا E mail [email protected]