تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بعد نيلها ما أرادت من وزارات ما بال الأنقاذ تتصبب عرقا و تتحسس رقبتها؟ بقلم: محمد سليمان - كاليفورنيا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/6/2005 1:52 م

محمد سليمان - كاليفورنيا
mzdarfur-bery@ yahoo.com


نعم .... لم تسعها الفرحة بعد أستحواذها علي الوزارات الحاكمة في الحكومة الجديدة مكرا و خداعا و أستغلالا لثقة الشريك فيها . و انتشي أهل الانقاذ و بطانة الانقاذ بما عدوه نصرا و كانهم في صراع مع غريم ... لا شريك . و لكن تبدو أن الرياح بدأت تهب بما لا تشتهيه سفنها .
لقد أرادوا بشراكة الحركة الشعبية أستخدامها في تحسين صورتهم القاتمة .. بل المفزعة بعد ان أشتهروا بين شعوب العالمين بأنهم علي رأس دولة عصفت بها أسوأ كارثة أنسانية في بداية الألفيةالثالثة .
عندما تيقنوا أن المجتمع الدولي سوف يعاملهم كمنبوذين و نظامهم كنظام مارق ما لم يطفئوا نيران الحروب الأهلية في السودان و علي رأسها حرب الجنوب و أشراك اهله في السلطة و الثروة . تفتقت عبقريتهم عن حيلة أشراك الحركة الشعبية في الحكم و لا أشراكهم . بمعني محاولة الكذب علي المجتمع الدولي بالتظاهر أن حكومتهم حكومة وطنية و شراكة مع الحركة الشغبية بدليل منحهم مناصب و وزارات لكن كطبيعة أهل الأنقاذ أفراغ مفهوم الشراكة و الحكومة الوطنية من محتواه تماما بأحتفاظهم بكل الوزارات الحاكمة فعلا و ملاحقة شركائهم في الوزارات الأخري بوزراء ظل ( وزراء الدولة ) و مراقبتهم مراقبة لصيقة
( Man to Man)
أي رجل لرجل بلغة أهل كرة القدم
. لم يتنازلوا عن وزارة الخارجية بل تلك كانت مناورة ماكرة أخري . فقد وصلت الأنقاذ أن د. مصطفي عثمان أسماعيل قد أصبح عبئا و ليس منفعة . الآن يتطلب الموقف وضع وجه أفريقي ليطل علي العالم الخارجي معلنا أن هناك تغييرا .
لكن دعونا نري طبيعة هذه الرياح غير السارة التي بدأت تهب علي الانقاذ( و لنأخذ فقط بعض الاحداث التي ظهرت علي السطح في بحر اسبوع :

أولا: لأول مرة يوجه الأتحاد الأفريقي زجرا لاذعا و مباشرا لحكومة السودان و ليس في جلسة سرية بل في مؤتمر صحفي و في عاصمة حكومة السودان .
هذه مقتطفات من تصريحات السفير بابا جانا كنجيبي ( كما ترجم من الوكالة الفرنسية للأنباء :
" عدد من العمليات الأعتدائية المنسقة قد تم تنفيذها بواسطة حكومة السودان و مليشيات الجنجويد العربية "

"أسلحة ثقيلة و خفيفة مركبة علي متن عربات قد أستعملت بواسطة حكومة السودان في تنسيق لصيق مع حوالي 300 من مليشيات الجنجويد العربية "
" حوالي 400 من مليشيا الجنجويد العرب علي ظهور الجياد و الجمال عاثوا تدميرا في قري أرو شارو , أخو , و قوز مينا بغرب دارفور يوم الأربعاء "
" تدل تقاريرنا أنه في اليوم السابق , و بالتأكيد في يوم الأعتداء الفعلي لوحظت مروحيات حكومة السودان المزودة بالمدافع الرشاشة تحلق فوق الرؤوس "

"هذا يعطي مصداقية لمتمردي دارفور في أتهامهم لتواطؤ قوات الحكومة مع الجنجويد
هذه الأعتداءات التي أكدتها المنظمات الأنسانية و منظمات أخري في المنطقة "

"قوات الجيش و الشرطة نفذوا عمليات مشتركة تدربوا عليها جيدا مسبقا يوم الجمعة علي بلدة طويلة و معسكر مجاور مما نتج عنه عدد من القتلي , نزوح جماعي ضخم لمدنيين , و تدمير عدة منازل في المنطقة و عدة خيام "

" أذا أدعت قوات حكومة السودان بأن خروقاتهم هذه لوقف أطلاق النار للأنتقام من التحرشات السابقة لحركة تحرير السودان , هذا لا يمكن مبررا لهذا الترصد العمد و الدمار الغادر و أستخدام قوة غير مناسبة و ملائمة بحق مدنيين عزل و نازحين في معسكراتهم "

ثانيا: تعدي الجنجويد علي قري تشادية ... ليتبعه تدهور في علاقة حكومة الأنقاذ مع حكومة تشاد لحد أستدعاء قنصل تشاد بالجنينة الي أنجمينا مع أبلاغ حكومة السودان بسحب قنصلها .

ثالثا: محاولة أغتيال مفكر و كاتب دارفوري بليبيا ( حالته خطرة و أحتمال نقله الي المانيا لتلقي العلاج ) . هذا الحادث يعيد الي الاذهان طبيعة من يحكمون السودان اليوم . فتاريخهم مليء بالمغامرات الامنية الفاشلة في التصفيات الجسدية مما قذف بأسم السودان ليكون ضمن الدول الراعية للأرهاب .
هذا الحادث لا يمكن أن يمر بلا تحقيق و محاسبة . ليبيا عليها دور أخلاقي في سبر الموضوع و الا هي نفسها ستجد نفسها في بؤرة التحقيق من جهات دولية أخري .

ثالثا: تحركات محكمة الجنايات الدولية : لقد اكتشف اهل الانقاذ أن ما أرادوا نسيانه بدأ يطل عليهم و بقوة . فلقد أتضح أن فريق المدعي العام الموكل له بالتحقيق في الجرائم التي أرتكبت بدارفور لم يكونوا في سبات أو لاهون بلعب القولف أو الشطرنج. لقد كانوا طيلة الفترة المنصرمة منذ آخر تقرير لهم منهمكون في جمع الادلة و أقوال الشهود و بناء دعوي قوية ( ما تخرش مية ) ضد كل من شارك في أرتكاب أي جريمة ضد الأنسانية بدارفور . و لذر الرماد علي العيون بدأت فرق الأنقاذ المسرحية ( وزارة العدل ) في أصدار تصريحات صحفية مثل ما ورد في جريدة الرأي العام اليوم ( أكد وزير العدل محمد على المرضي حرص الحكومة وقدرتها على القبض على المتهمين في جرائم دارفور وتقديمهم للمحاكمة. وقال للصحافيين إن قوات الشرطة تلاحق الآن عدداً من المتهمين الذين فتحت في مواجهتهم بلاغات جنائية عن جرائم أُرتكبت في دارفور، وأضاف أن بعض المتهمين موجودون في معسكرات حركتي التمرد والبعض الآخر ينتمي الى قبائل متعددة وهو في حالة هروب من العدالة) ...
في معسكرات حركتي التمرد !!؟؟؟؟ و ماذا عن:
القائد الأعلي للقوات المسلحة السودانية المشير عمر حسن البشير الذي لا تطير طائرة ألا بعلمه و لا تتحرك أي قوة عسكرية ألا بموافقته ؟
ماذا عن الذي أعترف بلسانه أنه سلح بعض القبائل بدارفور ( صلاح قوش ) .
ماذا عن الذي بيده عوائد البترول السوداني و الذي مول شراء أكثر من دستة أحدث مقاتلات ميج 29 ثمن الواحدة أكثر من ثلاثمائة ألف دولار ؟
............................................
و أيضا لسوء حظ الأنقاذ أن المحكمة الجنائية أصدرت أمر توقيف بحق زعيم جيش الرب الأوغندي . جيش الرب هو حليف الانقاذ في حربها ضد أهل الجنوب ممثلا في الحركة الشعبية لتحرير السودان.
هذا الأمر جد خطير ... لأن كوني ( رئيس جيش الرب ) يمكنه أن يقرر ( علي و علي حلفائي ) فيزود المحكمة بأسماء ضباط المخابرات و الشخصيات التي كانت توفر له السلاح و الخطط و المعلومات الأستخباراتية . هؤلاء الأفراد يمكنهم أن يقودوا فرق التحقيق الي من هم أعلي منهم .... ليصل الأمر الي قمة الهرم .

رابعا: الجنجويد ... ليس سرا أن الجنجويد قد خاب أملهم ... بل أحبطوا عند تشكيل هذه الحكومة . بالطبع لأسباب مختلفة عن أسباب الأحباط الذي عم باقي أهل السودان . بل الأسوأ لم يروه بعد من هذه الحكومة ... ستقذف بهم عصابة الأنقاذ الي أتيام التحقيق لسوقهم زرافات الي لاهاي . فعقلية الأنقاذ هي عقلية المافيا . هم يورطونك و هم من يأتون بالتظاهر بأنقاذك ... و يملون عليك شروطا و يدلون لك بدلو الفساد حتي أذا ما تعلقت به و تعودت عليه بدأ الأبتزاز السافر . لقد وضعوك في جيبهم فلا تفرفر . قادة الجنجويد أصبحوا العبء و ستتخلص منهم الانقاذ بشتي الطرق ... لاهاي أحدي الطرق .
لكن قادة الجنجويد أيضا لديهم مفاجآتهم ضد الأنقاذ . فهذه شراكة مجرمين.
المستقبل لا يبشر بطول سلامة للانقاذ .
و عليها تحسس رقبتها .... مكان التفاف الحبل .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved