تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أزمـة جهـاز المتفـرغين في الحـزب الشـيوعـي بقلم: khalid islahi

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/18/2005 7:28 ص

[email protected]
يحاول جهاز المتفرغين في الحزب الشيوعي ان يخرج عن طوق عزلته الفكرية التي عاشها ابان فترة الجمود والإختفاء التي فرضها على نفسه (بالتالي فرضها على مجمل حركات الحزب من مجالات الطلاب والنقابات وقطاعات الخدمات وغيرها. ومنذ الردة السوداء في يوليو 1971م لم يصب الحزب أي عافية لان جهاز المتفرغين والذي لا نرغب في نشر غسيله القذر باخذهم فرادى وابراز الطريقة التي تحالفت فيها هذه البيروقراطية وتحزبت ضد القضية لتسيطر على الموارد والنفوذ. انها قصة طويلة نكتفي بعرض الأداء السياسي والتنظيمي والفكري لهذا الجهاز الذي تراكمت اخطاءه الكمية لتؤدي لتحول نوعي فانتقل من يميناً لليسار أي تياراً يمينياً محافظاً داخل الأيديولوجية الشيوعية الى ان اصبح يساراً للايديولوجية اليمينية داخل السلطة وخارجها. لقد تأكد الجهاز من انه فاشل وغير مؤهل لقيادة حزب بايديولوجية شيوعية فالشيوعية (الحرية الإقتصادية) تمثل اعلى درجات الديمقراطية الإجتماعية (وليست الديمقراطية الإجرائية). وذلك يعني مثابرة في الإطلاع النظري وجدية وهمة منقطعة النظير (مثلاً يحتذى) في المتابعة والتقييم واعادة التخطيط وهذا يعني الإرتباط بالقواعد الحزبية وأسس الشفافية والطهر والنقاء والروح الرفافية الوثقى وخلق تنظيم جدلي لا هرمي يتداعى ويتواثق من خلال العلاقة الجدلية بين الفكر والممارسة.
والناس نوعان نوع ذاته ونفسه سمحة ومتسامحة وحين يفشل يعترف وينسحب بهدوء ويخلي الموقع بمسئولية وآخر نفسه شبت على الإدعاء والمكابرة فهو تأخذه العزة بالإثم فيرواغ وهذا النوع انتهازي متمرس وذاتي مغلق الذاتية يتحايل ويناور لكسب الوقت ويتراجع فقط حين يفرض عليه التراجع وفرض التراجع دوماً حالة من العداء تفرض تأخيراً في الزمن لطرفي المعادلة فهذا الجهاز تنطبق عليهم الأية الكريمة: ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) (سورة المائدة).
ادرك الجهاز فشله في سنة 1995 في ادارة حزب بايديولوجية شيوعية أي تدني قدرات الإطلاع النظري ومواكبة استخلاص المنهج من الممارسة السياسية على مستويين مستوى العدو الطبقي وذلك بالإستفادة من التناقضات الثانوية بين اطراف الطبقة الرأسمالية لتعميق أزمة إدارة الشأن الطبقي ومنع تحالف الفئات المكونة للطبقة والمستوى الأخر هو مستوى دراسة واقع الفئات الإجتماعية المكونة للطبقة العاملة لأجل تسريع معاملات الوحدة بين فصائلها المختلفة ورص صفوفها لصالح اسرع وتيرة لإنجاز البرنامج الوطني الديمقراطي.
في عام 1995 بانتهازية - أسهمت في خلق الظروف الموضوعية لأن يزور جهاز الأمن السيد نقد في منزله في عام 2005 - وهو كما هو معلوم لم يكن ليحلم جهاز الأمن بذلك طوال فترة الحكم الشمولي لجعفر نميري. وللتأكيد على ان عام 1995 هو عام الإنفصام لرأس الحزب عن جسده فان خطاب ما يسمى بسكرتارية المركزية (وكلمة ما يسمى هذه مقصودة لان لائحة الحزب لا يوجد بها جهاز اسمه السكرتارية) وفي الوقت الذي كانت فيه بيوت الأشباح تعج بالمناضلين الوطنيين ومن بينهم الشيوعيين اعضاء الحزب وقد شمل التشريد كافة من له مصلحة في التداول السلمي للسلطة (الديمقراطية الإجرائية) في هذا الوقت وبالتحديد في نوفمبر 1995 اصدرت "سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني" خطاب رقم (5) تسيير المناقشة العامة. وهو موجهة لأعضاء الحزب والديمقراطية. وادعت المدعو السكرتارية في هذا الخطاب ونقل حتى لا نتهم مثل الزميل المعز – والذي كتب مقالاً ساخراً بعنوان نقد الإمام- في جريدة الأضواء. فوصف ذلك سليمان حامد – بسذاجته الديماجوجية في كل التاريخ – بانه لا يوجد عضو بالحزب بهذا الاسم وان المقال فبركة من اعداد الحزب. جاء في الرسالة "ان الأفق والرؤية اصبحت اكثر وضوحاً بعد العينة التي طرحتها السكرتارية: تجديد كيان الحزب ومنطلقاته النظرية وبرنامجه ونظامه الداخلي ومن ثم اسمه – على خلفية متغيرات العصر وازمة الفكر الماركسي" ص 4(التشديد من عندنا).
بل يذهب هذا الخطاب للقول ان هذا التصفية المنهجية وهي تسير في دربها حتى تصل تغيير الاسم (الشكل (بالطبع الخطوات السابقة هي تغيير المحتوى) يذهب هذا القول بان هذا المنهج افضل من صيغة التحلل والتصفية التي تبناها مصطفى (الخاتم عدلان) وجعلها محور نشاطه الإنقسامي) لا اظن انني احتاج للتعليق بان المنافسة هنا بين اعضاء جهاز المتفرغين لم تكن سوى فارق ثانوي لتصفية الايديولوجية الشيوعية. ورغماً عن ذلك التلخيص الذي يفهم منه بان "السكرتارية" أبانت الوجهه التي ترغب ان تسير فيها المناقشة وفي ديسمبر 1997 عادت للموضوع وأصدرت مبادئ موجهه لتجديد البرنامج وهي موجهات تصب في خانة مساعدة الإمبريالية في تشديد ضرباتها وتأخير يوم انهيارها.

أسـباب الأزمـة:
لا يستطيع افراد جهاز الحزب ان يقولوا فشلنا ونرغب في الهروب عن تحمل اعباء المحاسبة بل يجب - بجهلهم المفرط بابسط قواعد المنهج المادي التاريخي والعلمي – مدرسياً وثقافياً – ان تتم المكابرة ويتم الادعاء بان تجديد الحزب اسبابه وفق رؤية ما يسمى بالسكرتارية المركزية وهي الثلاثي المعروف يوسف حسين وسليمان حامد ومحمد ابراهيم نقد وثلاثتهم احدهم جيولوجي لم يعمل منذ ان تخرج والثاني ممرض لم يعمل منذ ان اكمل مدرسة الممرضين والثالث خريج جامعات شرق اوربا وهي جامعات تم إلغاء العديد منها لانها كانت تنشر الثقافة الشمولية الديكتاتورية باسم الماركسية.هذا الثلاثي تحول الى مفكرين يحددون ازمة الماركسية . لكم أتمنى أن يكون هذا العمل من باب صدف التاريخ التي تضع تاجاً فكرياً علىرأس الرقيب ذاك الرقيب الذي يسخر منه فريدريك انجلز حين منع نشر الكوميديا الإلهية لدانتي باعتبار ان كلمة الهية لا تليق بوصف الكوميديا وهو يفعل ذلك لسبب بسيط هو انه لا يعلم ماهية الأمر. ان هذه الأسباب الواهية التي تعلقت بها المدعوة السكرتارية من السذاجة بحيث ان القارئ هنا بعد الهالات الضوئية التي يضعها محضري القعدات ومجالس الأنس والثرثرة غير الجادة والبخور الذي يحرق هي وراء ازمة هؤلاء فهم لا وقت لهم سوى للتعالي على اعضاء الحزب والمراوغة وتوسيع دائرة المناورة الفارغة ونكرر اذا كان هذا من الجهل فان اعضاء الحزب قد قبلوا بالتحدي وفرضوا على الثلاثي ان يعتلي المنابر العامة باسم الحزب ويعلن انه ماركسي وكان اعضاء الحزب في كل مرة يذكر فيها حضرة التمرجي الهمام انه ماركسي ويحلف بالطلاق يصفقون له في استفتاء واضح ان كان يفهم بان الحزب الشيوعي هو حزب الماركسية وان فشل التجربة السوفياتية لانها سارت في اتجاه مضاد للشيوعية حين قامت بتوسيع دائرة الدولة في حين ان الواجب ان تضمحل الدولة وان اضمحلال الدولة يعني المشاركة الشعبية والمهنية في ادارة الحياة والتنظيم الواسع للطبقة العاملة في ثقافة السلام والدفاع الذاتي. ومن حق الأعضاء الأن على هذا الجهاز المهترئ والعاطل المواهب ان يسلم قيادة الحزب للجنة مركزية تمثل كافة المسئولين السياسين المنتخبين من الفروع وتقوم هذه اللجنة المؤقتة بتسيير اعمال التحضير للمؤتمر الخامس للحزب تحت راية الماركسية ومنهجها المادي التاريخي وايديولوجيتها التي تسعى لتحقيق الشيوعية في السودان. هذا هو طريق الخروج للتيار اليميني الفاشل طبعاً اذا صدقوا في قولهم انهم ماركسيون اي تيار في الايديولوجية الشيوعية اما اذا استمروا في المكابرة فهذا يثبت ان هؤلاء لم يكونوا شيوعيين وانهم بؤرة من بؤر الثورة المضادة التي تقيمها اجهزة الإستخبارت الغربية اما مباشرة كما كانت تفعل مع محمد احمد سليمان واحمد سليمان وآخرين او غير مباشرة بان اكتشفت ان هؤلاء الأفراد هم اشخاص خائري القوى فاستخدمتهم بزرع افراد الأجهزة الأمنية (ايضاً بطريقة مباشرة او غير مباشرة) او ارسال اشخاص ضعيفي الفكر والممارسة لا علاقة لهم بفروع الحزب ولم يتدربوا في مجالات العمل والانتاج فيتم تجنيدهم كمخبرين ادى هذا الخلل في شخصية كبار البيروقراطيين الحزبيين الى انه ومنذ فترة الردة في يوليو 1971 تراكمت شخصيات ضعيفة فكرياً وفقيرة في المعارف العملية وحتى الطلائع العمالية والمهنية التي صعدت سدة العمل النقابي حين يتم دمجها فيما يسمى بالمكاتب المركزية وهي كلها مصنوعة ومعينة وبعيدة عن الرقابة الجماعية لعضوية الحزب وهذه الرقابة هي صمام الأمان ضد الإنحرافات الشخصية والسياسية اي وسائل كسب العيش.

ما العـمـل؟؟
يتضح ان جهاز المتفرغين شعر بالعزلة منذ 1995 عن جسد الحزب فاراد في خطة التراجع التكتيكي للمزيد ... ان يعلن توبته عن ازمة الماركسية ويقولوا انهم ماركسيون ولكن سرعان ما ارتدوا مرة أخرى للخطة المطروحة في اجندة السكرتارية منذ 1995 والتي نقلناها اعلاه بان اوعزوا لإثنين من اعضاء الحزب (ممن يرتضون ان يكونوا بوقاً لجهاز الحزب) بان صرحوا في الجرائد بان مؤتمر الحزب على الابواب واحدهم بحماسه الصبياني المعروف حدد المدة باسبوع والاخر طرح ان من ضمن الأجندة تغيير اسم الحزب. بالطبع كان رد الفعل الطبيعي لدى اعضاء الحزب ان طالبوا باستحقاقهم في المشاركة. وذهبت الفروع في مجملها بغضب تطالب بوثائق المؤتمر ولأن هناك هامشاً من الإنفراجة السياسية جعلت جهاز المتفرغين لا يستطيع ان يختفي من اعضاء الحزب (رغماً عن انه لازال يطأطئ رأسه خجلاً من زيارة الأمن لنقد وبالتالي لم يفتح دور الحزب ولم يصدر صحف حزبية لأنه لا يرغب في توسيع هامش الحريات ووضع الحزب في مكان الصدارة من قيادة توسيع الحريات السياسية التي ضمنها الدستور الإنتقالي وفق الدور المرسوم لقوى الثورة المضادة (حصان طروادة). بالطبع سيتعلل بان ضعف الموارد هو السبب في حين ان السبب هو ضعف علاقة جهاز الحزب بفروع الحزب وهي قاعدة الموارد المادية والبشرية وعدم رغبته في ان تكون هناك علاقة اصلاً. وعلى هذا الدرب يجب كما قلنا ونكرر ان نفرض على هذا الجهاز

اولاً:-
ان يقدم السكرتير العام المكلف نقداً ذاتياً وينشر بعد ان يقبله فرع الديم والذي اختار ان ينضم اليه بحكم فوزه بجهد وعرق اعضاء فرع الديم والقوى الديمقراطية في الدائرة ثم يقدم النقد لبقية فروع الخرطوم ويمر على جميع الفروع في مجالات العمل وان تكون موضوعات النقد:-

1- الخطأ النظري الذي لازم الزميل منذ إصداره للكراستين (بمجلة الشيوعي) حول نظرية جديدة حزب جديد.
2- التعسف في فرض اراء يمينية وتصفوية على اعضاء ما يسمى بالسكرتارية.
3- اقصاء الكتابات المضادة للنهج الفكري اليميني التصفوي.
4- السلوك الشخصي غير المنضبط حيث وجد مع الزميل عندما زارته الأجهزة الأمنية كمية ضخمة (69 زجاجة ويسكي واكثر من مائة باكو بنسون) علماً بان الزميل يعاني من الشيخوخة والمعروف ان المرض المسبب للوفاة عند المسنين هو الالتهاب الرئوي. فمن يستهتر بصحته ويهدر وقته في معاقرة الخمر ليس جديراً بان يكون سكرتيراً لفريق كرة قدم ناهيك عن المسئولية السياسية تجاه الحركة الديمقراطية والإسهام العملي والنظري في الصراع الايديولوجي ضد الإمبريالية.
5- نقد الأساليب التنظيمية البالية العمودية التنظيم وفرض الادارات البيروقراطية ومحاربة المبادرات باشكال متعددة أدت الى تجميد العديد من الأعضاء الذين يعارضون الأساليب والمناهج الخاطئة وبالتالي صاروا اعداءاً لجهاز الحزب فشوه سمعتهم بدءاً من الخاتم عدلان.
ثانياً:
حل مايسمى بالسكرتارية المركزية وانهاء تفرغ جميع اعضاء هذا الجهاز وعودة كل شخص للفرع الذي يمثله ان اتى من فرع او الفرع الذي يناسبه وان تشكل لجنة مركزية مؤقتة من المسئولين السياسيين لكل الفروع المنتخبين بالنقد والنقد الذاتي في الفروع وان ينتخب هؤلاء اعضاء في المكاتب المركزية وان يقوم هذا البناء الجديد بتجديد الحياة الداخلية بان يعيد انتخابات المكاتب في الفروع بعد توصيل جميع الذين كانوا ضحايا الصراع مع الديماجوجية السليمان حامدية ونرفع عالياً رايات النقد والنقد الذاتي والى ان يتم ذلك فان على الشيوعيين الذين فرضوا التخبط على جهاز المتفرغين ان يواصلوا القبض على ايديولوجيتهم الماركسية سلاح النزال الشامل ضد الإمبريالية واذنابها وفقط بالايديولوجية الشيوعية نستطيع ان نسهم في بناء وطن الديمقراطية والعدالة الإجتماعية.

عاش نضال الحزب الشيوعي
عاش نضال الشعب السوداني
المجد لعبد الخالق محجوب وجميع الشهداء
والمنتظرين للشهادة الذين دفعوا حياتهم
ثمناً لبناء حزب شيوعي لشعبنا
والمجد للمشردين من العاملين الذين يقتطعوا
اللقمة من افواههم ليساندوا نضال الطبقة العاملة.

ونهمس في آذان الجهاز بأنهم طال الزمن أم قصر فان أي مؤتمر يعقدوه للتخلص من الأيديولوجية الشيوعية وتغيير اسم الحزب سيستمر بعده الشيوعيين في حزبهم الشيوعي ويعقدون مؤتمراتهم تماماً كما حدث ويحدث للأحزاب الشيوعية في العديد من البلدان الأوربية الشرقية.

خـــالـد

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved