أسـباب الأزمـة:
لا يستطيع افراد جهاز الحزب ان يقولوا فشلنا ونرغب في الهروب عن تحمل اعباء المحاسبة بل يجب - بجهلهم المفرط بابسط قواعد المنهج المادي التاريخي والعلمي – مدرسياً وثقافياً – ان تتم المكابرة ويتم الادعاء بان تجديد الحزب اسبابه وفق رؤية ما يسمى بالسكرتارية المركزية وهي الثلاثي المعروف يوسف حسين وسليمان حامد ومحمد ابراهيم نقد وثلاثتهم احدهم جيولوجي لم يعمل منذ ان تخرج والثاني ممرض لم يعمل منذ ان اكمل مدرسة الممرضين والثالث خريج جامعات شرق اوربا وهي جامعات تم إلغاء العديد منها لانها كانت تنشر الثقافة الشمولية الديكتاتورية باسم الماركسية.هذا الثلاثي تحول الى مفكرين يحددون ازمة الماركسية . لكم أتمنى أن يكون هذا العمل من باب صدف التاريخ التي تضع تاجاً فكرياً علىرأس الرقيب ذاك الرقيب الذي يسخر منه فريدريك انجلز حين منع نشر الكوميديا الإلهية لدانتي باعتبار ان كلمة الهية لا تليق بوصف الكوميديا وهو يفعل ذلك لسبب بسيط هو انه لا يعلم ماهية الأمر. ان هذه الأسباب الواهية التي تعلقت بها المدعوة السكرتارية من السذاجة بحيث ان القارئ هنا بعد الهالات الضوئية التي يضعها محضري القعدات ومجالس الأنس والثرثرة غير الجادة والبخور الذي يحرق هي وراء ازمة هؤلاء فهم لا وقت لهم سوى للتعالي على اعضاء الحزب والمراوغة وتوسيع دائرة المناورة الفارغة ونكرر اذا كان هذا من الجهل فان اعضاء الحزب قد قبلوا بالتحدي وفرضوا على الثلاثي ان يعتلي المنابر العامة باسم الحزب ويعلن انه ماركسي وكان اعضاء الحزب في كل مرة يذكر فيها حضرة التمرجي الهمام انه ماركسي ويحلف بالطلاق يصفقون له في استفتاء واضح ان كان يفهم بان الحزب الشيوعي هو حزب الماركسية وان فشل التجربة السوفياتية لانها سارت في اتجاه مضاد للشيوعية حين قامت بتوسيع دائرة الدولة في حين ان الواجب ان تضمحل الدولة وان اضمحلال الدولة يعني المشاركة الشعبية والمهنية في ادارة الحياة والتنظيم الواسع للطبقة العاملة في ثقافة السلام والدفاع الذاتي. ومن حق الأعضاء الأن على هذا الجهاز المهترئ والعاطل المواهب ان يسلم قيادة الحزب للجنة مركزية تمثل كافة المسئولين السياسين المنتخبين من الفروع وتقوم هذه اللجنة المؤقتة بتسيير اعمال التحضير للمؤتمر الخامس للحزب تحت راية الماركسية ومنهجها المادي التاريخي وايديولوجيتها التي تسعى لتحقيق الشيوعية في السودان. هذا هو طريق الخروج للتيار اليميني الفاشل طبعاً اذا صدقوا في قولهم انهم ماركسيون اي تيار في الايديولوجية الشيوعية اما اذا استمروا في المكابرة فهذا يثبت ان هؤلاء لم يكونوا شيوعيين وانهم بؤرة من بؤر الثورة المضادة التي تقيمها اجهزة الإستخبارت الغربية اما مباشرة كما كانت تفعل مع محمد احمد سليمان واحمد سليمان وآخرين او غير مباشرة بان اكتشفت ان هؤلاء الأفراد هم اشخاص خائري القوى فاستخدمتهم بزرع افراد الأجهزة الأمنية (ايضاً بطريقة مباشرة او غير مباشرة) او ارسال اشخاص ضعيفي الفكر والممارسة لا علاقة لهم بفروع الحزب ولم يتدربوا في مجالات العمل والانتاج فيتم تجنيدهم كمخبرين ادى هذا الخلل في شخصية كبار البيروقراطيين الحزبيين الى انه ومنذ فترة الردة في يوليو 1971 تراكمت شخصيات ضعيفة فكرياً وفقيرة في المعارف العملية وحتى الطلائع العمالية والمهنية التي صعدت سدة العمل النقابي حين يتم دمجها فيما يسمى بالمكاتب المركزية وهي كلها مصنوعة ومعينة وبعيدة عن الرقابة الجماعية لعضوية الحزب وهذه الرقابة هي صمام الأمان ضد الإنحرافات الشخصية والسياسية اي وسائل كسب العيش.
ما العـمـل؟؟
يتضح ان جهاز المتفرغين شعر بالعزلة منذ 1995 عن جسد الحزب فاراد في خطة التراجع التكتيكي للمزيد ... ان يعلن توبته عن ازمة الماركسية ويقولوا انهم ماركسيون ولكن سرعان ما ارتدوا مرة أخرى للخطة المطروحة في اجندة السكرتارية منذ 1995 والتي نقلناها اعلاه بان اوعزوا لإثنين من اعضاء الحزب (ممن يرتضون ان يكونوا بوقاً لجهاز الحزب) بان صرحوا في الجرائد بان مؤتمر الحزب على الابواب واحدهم بحماسه الصبياني المعروف حدد المدة باسبوع والاخر طرح ان من ضمن الأجندة تغيير اسم الحزب. بالطبع كان رد الفعل الطبيعي لدى اعضاء الحزب ان طالبوا باستحقاقهم في المشاركة. وذهبت الفروع في مجملها بغضب تطالب بوثائق المؤتمر ولأن هناك هامشاً من الإنفراجة السياسية جعلت جهاز المتفرغين لا يستطيع ان يختفي من اعضاء الحزب (رغماً عن انه لازال يطأطئ رأسه خجلاً من زيارة الأمن لنقد وبالتالي لم يفتح دور الحزب ولم يصدر صحف حزبية لأنه لا يرغب في توسيع هامش الحريات ووضع الحزب في مكان الصدارة من قيادة توسيع الحريات السياسية التي ضمنها الدستور الإنتقالي وفق الدور المرسوم لقوى الثورة المضادة (حصان طروادة). بالطبع سيتعلل بان ضعف الموارد هو السبب في حين ان السبب هو ضعف علاقة جهاز الحزب بفروع الحزب وهي قاعدة الموارد المادية والبشرية وعدم رغبته في ان تكون هناك علاقة اصلاً. وعلى هذا الدرب يجب كما قلنا ونكرر ان نفرض على هذا الجهاز
اولاً:-
ان يقدم السكرتير العام المكلف نقداً ذاتياً وينشر بعد ان يقبله فرع الديم والذي اختار ان ينضم اليه بحكم فوزه بجهد وعرق اعضاء فرع الديم والقوى الديمقراطية في الدائرة ثم يقدم النقد لبقية فروع الخرطوم ويمر على جميع الفروع في مجالات العمل وان تكون موضوعات النقد:-
1- الخطأ النظري الذي لازم الزميل منذ إصداره للكراستين (بمجلة الشيوعي) حول نظرية جديدة حزب جديد.
2- التعسف في فرض اراء يمينية وتصفوية على اعضاء ما يسمى بالسكرتارية.
3- اقصاء الكتابات المضادة للنهج الفكري اليميني التصفوي.
4- السلوك الشخصي غير المنضبط حيث وجد مع الزميل عندما زارته الأجهزة الأمنية كمية ضخمة (69 زجاجة ويسكي واكثر من مائة باكو بنسون) علماً بان الزميل يعاني من الشيخوخة والمعروف ان المرض المسبب للوفاة عند المسنين هو الالتهاب الرئوي. فمن يستهتر بصحته ويهدر وقته في معاقرة الخمر ليس جديراً بان يكون سكرتيراً لفريق كرة قدم ناهيك عن المسئولية السياسية تجاه الحركة الديمقراطية والإسهام العملي والنظري في الصراع الايديولوجي ضد الإمبريالية.
5- نقد الأساليب التنظيمية البالية العمودية التنظيم وفرض الادارات البيروقراطية ومحاربة المبادرات باشكال متعددة أدت الى تجميد العديد من الأعضاء الذين يعارضون الأساليب والمناهج الخاطئة وبالتالي صاروا اعداءاً لجهاز الحزب فشوه سمعتهم بدءاً من الخاتم عدلان.
ثانياً:
حل مايسمى بالسكرتارية المركزية وانهاء تفرغ جميع اعضاء هذا الجهاز وعودة كل شخص للفرع الذي يمثله ان اتى من فرع او الفرع الذي يناسبه وان تشكل لجنة مركزية مؤقتة من المسئولين السياسيين لكل الفروع المنتخبين بالنقد والنقد الذاتي في الفروع وان ينتخب هؤلاء اعضاء في المكاتب المركزية وان يقوم هذا البناء الجديد بتجديد الحياة الداخلية بان يعيد انتخابات المكاتب في الفروع بعد توصيل جميع الذين كانوا ضحايا الصراع مع الديماجوجية السليمان حامدية ونرفع عالياً رايات النقد والنقد الذاتي والى ان يتم ذلك فان على الشيوعيين الذين فرضوا التخبط على جهاز المتفرغين ان يواصلوا القبض على ايديولوجيتهم الماركسية سلاح النزال الشامل ضد الإمبريالية واذنابها وفقط بالايديولوجية الشيوعية نستطيع ان نسهم في بناء وطن الديمقراطية والعدالة الإجتماعية.
عاش نضال الحزب الشيوعي
عاش نضال الشعب السوداني
المجد لعبد الخالق محجوب وجميع الشهداء
والمنتظرين للشهادة الذين دفعوا حياتهم
ثمناً لبناء حزب شيوعي لشعبنا
والمجد للمشردين من العاملين الذين يقتطعوا
اللقمة من افواههم ليساندوا نضال الطبقة العاملة.
ونهمس في آذان الجهاز بأنهم طال الزمن أم قصر فان أي مؤتمر يعقدوه للتخلص من الأيديولوجية الشيوعية وتغيير اسم الحزب سيستمر بعده الشيوعيين في حزبهم الشيوعي ويعقدون مؤتمراتهم تماماً كما حدث ويحدث للأحزاب الشيوعية في العديد من البلدان الأوربية الشرقية.
خـــالـد