ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
امكانية تحقيق الوحدة في ظل حكومة الوحدة الوطنية بقلم: د.اكول سلفاتورى لونقار-القاهرة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/11/2005 8:48 م
امكانية تحقيق الوحدة في ظل حكومة الوحدة الوطنية بعد طول انتظار شابته خلافات عديدة في تشكيل الحكومة الجديدة اعلنت مؤخرا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية رغما عن وجود تحفظات خاصة من طرف الحركة الشعبية حول ازمة وزارة الطاقة و التعدين وحصول حزب المؤتمر الحاكم على هذه الحقييبة الوزارية الذي كان من المفترض ان تؤول الى الحركة الشعبية باعتبارها احدى الوزارات الاقتصادية حسب ما تم تصنيفها في اتفاق قسمة السلطة و الثروة الى جانب وزارة المالية. وبذلك تم تجاوز احدى العقبات فى طريق عملية تطبيق اتفاق السلام الشامل غير ان الخلاف الذي دار بين المؤتمر الطني و الحركة حول حقيبة الطاقة و التعدين يتطلب منا وقفة و نظرة الى الوراء حول الكيفية الذى يجب التعامل بها مع هذا الشريك الاخر وهو المؤتمر الوطني خاصة في ظل ظهور بوادر عدم الثقة و بروزها الى السطح مرة اخرى و الذي كان من المفترض ان تكون حجر الزاوية في عملية تطبيق اتفاق السلام الشامل و انا اخشى على مستقبل هذه الشراكة و حتى لاتكون مثل الشراكة الذي جمع بين الحيوانات الثلاثة كما يحكى في احدى الحكاوي الشعبية السودانية( ان ثلاثة من الحيوانات و هي النمر والضبع والثعبان قرروا ان يعيشوامعا او يسكنوا سوا في بيت واحد و بعدين قالوا ياخي كلوا واحد فينا يجيب شروطو عشان انحن نحترم شروط كلو زول فا النمر قام قال ياخي انا عندي شرط واحد بس ولشرط دا انو انا ما داير زول يعاين لي في عيني دا اما اخونا المرفعين فا قال ياخي شوف انا جني و جن الشمارات انا ما داير زول يتكلم لي بي ورائي اما الثعبان فا قال شفته ضنبي دا بس زول يحبشوا مافي الزول البي حبيشوا داك انا اخلص عليهوا اها يا زول بعد ما ختوا الشروط اليوم التاني صباح بدري اخونا المورفعين الحكاية فرقت معاهو فقام زي الساعة اربعة صباح عشان يمشي يشوف لي حاجة بس اول ما طلع كدة النمر قال لي ثعبان قال شوف هسع المرفعين دة من طلعتو دي ماشي يسرق اكل ما عندو حاجة بس جنو اكل اتاري المرفعين كان ليسه واقف جنب الباب من برة و سمع الكلام كلوا بس طوالي دخل وقال هووي الكلام البتقول فيهو دا شنو يا نمر مش قلنا ما دايرين شمارات وطوالي الشكل قام بين النمر و المرفعين و بعد شويه داسوا ليك ضنب الثعبان و الحكاية جاطت والشراكة اتفرتق و كلوا راح لي حالوا)ز اننا في بدايه طريق طويل محفوف بالازمات و الخاطر والخلافات في مسائل اخري قد تكون اكثر تعقيدا من اذمة وزارة الطاقة و التعدين و يبدو لي من الوهلة الاولى ان عملية اعادة الهيكلة و تاسيس مفهوم الوحدة الوطنية باسس جديدة تتماشي مع طبيعة التركيبة الاجتماعية و الثقافية و الدينية للبلاد ستواجه عقبات عديدة و المتمثلة في اصحاب المصالح الحزبية الضيقة الذين تدفعهم مصالحهم الفئوية و السلطوية اكثر من مصلحة الوطن او الحرص على استقرار البلاد و سير تطبيق عملية السلام الشامل بصورة صحيحة تجنب البلاد العودة الي المربع الاول فمثل هذه الفئات تمثل خلية سرطانية في الجسد السوداني و يجب ابعادها و استئصالها تماما حتى نحافظ على مصلحة الوطن و بذلك نستطيع ان نبني الثقة المفقودة اصلا بشكل تدفع بالعملية السلمية الي الامام,ان اذمة وزارة الطاقة و التعدين اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان هناك نخب شمالية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم لم تتحرر بعد من عقلية الهيمنة السلطوية وانها تتخذمن المناصب الدستوريةصفة التشريف اكثر منها كتكليف وتحركها تلك العقلية المتزمتة و مصالحها السلطوية و الفئوية اكثر من مصلحة الوطن او الحرص علي وحدتها و محاولة بناء الثقة و تحقيق قيم المساواة و سلطة القانون,اذا لا بد من تدارك هذه الاشكالات و التعامل معها بشكل جاد اذا كانت المؤتمر الوطني حريصة على وحدة البلاد و استقرارها و تريد بناء الثقة خلال الفترة القادمة حتي نحعل من الوحدة خيارا جازبا للواطن الجنوبي بصفة خاصة و المهمشين بصفة عامة قبيل الاستفتاء ما بعد مرحلة الانتقال. ان مثل هذه الاشكالات تعمق من الفوارق الموجودة اصلا مما يذيد من ازمة عدم الثقة الهشة بين الطرفين و المتجزر منذ امد بعيد كنتيجة لتجارب سابقه ليس هذا مجال لذكرها , والذي تحتاج تجاوزها الي روح التسامح والنظر الي مصالح الوطن العليا و ضرورة احداث تغيير حقيقي في حياة المواطن البسيط اكثر من النظرة النخبوية المبنية على مصالح الحزب والسلطة و المال, ان مشروع الوحدة الوطنية القادمة يجب ان تستمد عناصرها من الشعب لا من رؤى الانظمة السياسية و سعيها الحثيث لتحقيق ذلك دون وجود عناصر او مقومات تحول دون تحقيقها و لان الاصل هي الشعوب و ليس الحكومات ,اذا هذه الوحدة لن تكون مشروعة اذا لم تنبع من قناعات شعبية بضرورتها و هذه القناعات لن تتحقق ما لم يحدث تغيير جذري و حقيقي في حياة المواطن البسيط و ان تتجلى ذلك واقعيا في شكل العلاقات الاجتماعية و التفاعل الثقافي الاجتماعي و التاثير و التاثر المتبادل بين مختلف الثقافات مما يوفر مساحة للتجانس حتي لا تكون هناك تناقض في ذاتها بين الشكل و المضمون او بين حقيقة هذه الوحدة الفعلية و صورتها الوهميةو كل ذلك لن يتحقق اذا لم نباشر العمل في خطوات حقيقية نحو اعادة بناء الثقة المفقودة خلال سنوات الفترة الانتقالية و ذلك بازالة الاثار و المرارات المترتبة عن الحرب و ازالة مظاهر التهميش الاجتماعي و الثقافي و و الاقتصادي عن طرريق احداث تنمية اقتصادية و اجتماعية شاملة في المناطق المتاثرة بالحرب و اشراك الجميع في السلطة و مراكز اتخاذ القرار بصورة فعالة و حقيقية حتى يشعر المواطن البسيط بان هناك تغيير حقيقي و ملموس على كافة الاصعدة السياسية و الاجتماعية و الاقتصاديةو بعد ذلك الخيار متروك لمواطني جنوب السودان في تحديد مستقبلهم خلال استفتاء شعبي حول الوحدة او الانفصال,و حينذاك يمكن الحديث عن دولة موحدة (في حال افضى نتيجة الاستفتاء الى الوحدة) تستمد مشروعيتها من قناعات جماهير الشعب بما تحقق من قيم عدالة و مساواة علي كافة الاصعدة و الاحساس بالمواطنة الحقيقية الغير مقرون بالانتماءات العرقية او الدينية او الثقافية,دولة مؤسسات يحكمها دستور يستوعب الكل بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية او او الاثنية.دولة تتجسد فيها قيم الديموقراطية و المشاركة الفعلية لكافة مواطنيها من خلال المؤسسات التشريعية المنتخبة انتخابا حرا و نزيها تحت اشراف نظام قضائى حر و مستقل.دولة يكون فيها للمجتمع المدني دورا وحضورا فعال من خلال مؤسساته التي تحدد خصائص نظامه و يقوم بوضع التشريعات الكفيلة بتحقيقها و الذي يمكنها من مراقبة السلطة التنفيذية و تحديد وظائفها. ان ما تحقق حتى الان من خطوات نحو تنفيذ ما اتفق عليه مؤخرا في نيفاشا هي بداية طريق طويل محفوف بالعديد من المخاطر و التحديات و الذي يتطلب التعامل معها قدر من الحكمة و الحنكة و صفاء النفوس و ذلك حفاظا علي مصلحة الوطن و الشعب السوداني و نامل ان نشهد المذيد من التقدم في طريق تنفيذ اتفاق السلام الشامل خلال الايام القادمة حتى تنعم البلاد بمذيد من الاستقرار و النهضة الشاملة .ز د.اكول سلفاتورى لونقار القاهرة [email protected]