نعم , فقد علم العالم اجمع بان السودان ياتي علي راس قائمة الدول العربية الاكثر فسادا حسب التقرير الذي اعدته منظمة الشفافية الدولية الصادر في لندن امس الثلاثاء , وهذا ليس بمستغرب علي حكومة شهد شاهدها الذي هو من اهلها, بل ومؤسسها وعرابها وفي اكثر من محفل اخرها في برنامج قناة الجزيرة "بلا حدود" وثانية في ندوة الدوحة.ولكنه نحسبه لم يكن ليتصور ان يصل الفساد ببنيه اخلاء الامس اعداء اليوم هذا المبلغ المخزي من الفساد الذي ازكمت انوف كل العالم حتي اخرجوه لنا في قائمة هي قائمة الخزي والعار.
ولكن لم لا تصل ذروة الفساد الي ما وصلت اليه ووزير الطاقة قد استاثر هو وذوي قرباه واصهاره واصحابه وعملاؤه بكل ما يدره البترول من مال, والحكومة عاجزة عن سؤاله؟ ولماذا لا تكون هذه الحكومة فاسدة ووزير داخليتها الفضيحة قد طمر اربعة انفس تحت انقاض عمارته المنهارة لا بناؤها كان منذ البداية بمال الفساد واسمنت فاسد وذمم فاسدة وشهادات مهندسين فاسدين , ولا احد يساله علي الاقل عن دية هؤلاء المساكين ؟ بل ويكرم ويجمع له الاموال حين تكريمه من عرق الجنود والضباط من الشرطة, ثم يكرم مرة اخري بتعيينه وزيرا للدفاع, ربما ليدافع عن نفسه.ولماذا لا تكون دواتنا فاسدة واولياء امورها تولوا وافسدوا واهلكوا الحرث والنسل في دارفور والشرق وفي قلب الخرطوم؟ واذا قيل لهم اتقوا الله , اخذتهم العزة بالاثم واستكبروا وقال كبيرهم لمواطنيه من اهلنا في الغرب بانهم "ليسوا شبه السلطة" وانه "لا يفاوض الا من يحمل السلاح؟" ولا يزال خاكما , لا يساله برلمانه الاكثر فسادا , ولا يحاسبه مجلس وزراءه الذين ارضعوه الفساد علي شكل عمارات وسيارات ونساء حسناوات قتل ازواجهن غيلة ثم اسموهم "شهداء"؟
وكما قال شيخهم المغضوب عليه بان من اكثر مسببات الفساد والافساد في حواريه العاقين , هو تكالبهم علي السلطة والمال العام , حتي انقلبت الوزارات ومؤسسات الدولة الي شركات يذهب ريعها الي جيوب القلة الحاكمة والتي اسماها الشيخ الغاضب " الطبقة الجديدة".
بقي ان نسال لماذا لا تستقيل هذه الحكومة؟ والجواب واضح , انها لن تفعل لانها تتكون من مرضي ما كانوا ليحلموا بالذي هم فيه , واظنهم حسبوا انهم دخلوا الجنة التي طالما تنادوا لها في اهازيجهم "هبي هبي رياح الجنة , نحن الدنيا الما مسكنا" و" جاهدوا " حتي اذا ما اترفوا وفتنوا , ظنوا انهم قد وصلوا.فكيف لمثل هولاء ان يذهبوا طواعية حتي ولو صار الفساد مرادفا للانقاذ. ولكن شاءوا ام ابوا فانهم, وكما تنبا شيخهم في ندوة الدوحة , وكما قال انه ليس يائسا ولا مستيئسا, ذاهبون بقوة الثورة القادمة , مسلحة كانت ام سلمية.
محمد احمد معاذ
البحرين