الواقعية تقتضي القول أن قضية دارفور لم تجد هذا الاهتمام الدولي بسبب البندقية التي رفعتها الحركات الثورية في دارفور ولكن نتيجة لما تمخض من تداعيات انسانية كارثية وفي وقت وجيز هو الذي سلط الضوء علي قضية دارفور وحمل الجهات الدولية الي التحرك والتدخل العاجل من أجل وضع حد لمأسأة مفتتح القرن الحادي والعشرين ، نعم البندقية والثورة المسلحة في دارفور كانت من الاسباب التي سلطت الضوء علي قضية دارفور ولكنها لم تكن وحدها او الاهم من بينها ولولا الوضع المأساوي الرهيب الذي حدث في دارفور لاضيفت الحرب فيها الي قائمة حروب العالم المنسية ولهذا ظل دفع كل الجهات الدولية المعنية بايجاد حل للمشكل الدارفوري يركز علي انهاء الوضع المأسأوي المزري الذي يعيشه أهالي دارفور وهذا ما يمكن ملاحظته عند تتبع سير عملية مفاوضات السلام منذ انجمينا وابيشي وأبوجا . وقد لعب ابناء دارفور وبعض النشطاء في مجال حقوق الانسان دورأ هامأ في ايصال القضية لكي تصبح مشكلة دولية تحتاج الي تدخل المجتمع الدولي لحلها ولم تكن البندقية هنا هي وحدها لها الفضل في ذلك . وللحقيقة التاريخية لا يمكن تجاهل الادوار المهمة التي قام بها الدارفوريين الذين استهدفتهم حملات تتار العصر الحديث وبشتي قبائلهم واحزابهم السياسية في عرض القضية علي مواقع أتخاذ القرار الدولي في الغرب ومن ثم تحريك المجتمع الدولي وبالصورة التي رأيناها ولا نزال نراها . كذلك لا يمكن تناسي عمليات التوثيق المرئي التي قام بعض ابناء دارفور بالداخل للفظائع التي ارتكبت في حق اهاليهم والتي تم تهريبها الي الخارج ولتشكل عاملأ مساعدأ من أجل تحرك المنظمات الانسانية والحقوقية نحو تركيز حملاتها ونشاطها علي الحالة الدارفورية . التاريخ لا يمكن أن ينسي الادوار الكبيرة التي قامت بها شخصيات معتبرة مثل الاستاذ أحمد ابراهيم دريج والدكتور التجاني سيسي والدكتور شريف حرير والدكتور علي دينار والدكتور عبد المولي كنجوم وعبد الباقي جبريل والكثير من الشخصيات التي لا يمكن حصرها في هذا المقال وعلي نفس هذا النسق لا يمكن تغافل تحركات الجمعيات الدارفورية سواء بالداخل والخارج واذا شئنا أن نعطي بعض الناس حقهم يمكن ذكر روابط ابناء المساليت كنموذج نجح في ايصال صوت الضعفاء الي خارج الحدود وبامكانيت محدودة ( كاتب هذه الكلمات لا ينتمي الي المساليت)..
هذه الشخصيات وهذه الجمعيات وغيرها ممن تحرك من أجل قضية دارفور بعمومها لا ينتمون الي حركة تحرير السودان
التركيز هنا علي الحركة تحديدأ لظهور الخطاب المغالي فيها وهذا شئ لا نجده لدي حركة العدل والمساواة والتحالف الفدرالي . مشكلة هذا الخطاب في أنه يختزل النضال في دارفور ونتائجه في شخصيات معينة وفي قبائل معينة وفي ألية معينة أصبحت هي المرجعية لكل ذلك الا وهي البندقية خطورة هذا التيار أنه أصبح يحتكم والي الأبد الي هذا السلاح كل الحلول لديه اصبحت تحل عبر هذه الألية والنتائج التي يمكن أن تؤدي اذا سار هؤلاء في اتجاههم هذا هو شق حركة تحرير السودان نفسها الي أجنحة و من ثم شق وحدة قبائل دارفور التي وحدتها المأسأة والمحنة ..
ألم يحن الأوان بعد لهؤلاء لكي يخفضوا بندقيتهم الموجهة نحو الرؤوس قليلأ حتي يتسني للكل التفكير بعقلانية بغية الخروج من الأزمة التي وقعنا فيها بسبب هذه البندقية التي أصبت لا تميز بين الصديق والعدو ؟؟ ...
محمدين محمد اسحق – بلجيكا
[email protected]