لاأحد ينكر الدور الليبي الرائد في السودان منذ قدوم ثورة الفاتح من سبتمبر
بقيادة القائد الاممي والمفكر الفذ معمر القذافي ، فلقد كانت بصماته واضحة
وصادقة في مسيرة السياسة السودانية ارشاداً وتوجيهاً ودعماً منقطع النظير للشعب
السوداني وحركاته الثورية التي كانت ومازالت مستمدة قوتها المعنوية والفكرية من
الجماهيرية الليبية مهد الثورة الخضراء ومن هذا المنطلق الايجابي ينظر أهل شرق
السودان لاي دور ليبي للمساهمة في حل مشكلة الشرق مع نظام الانقاذ ، ولكن رغم
ثقتنا في دور الاشقاء الليبين نود ان ننبهم الي الخصوصية الفريدة التي تتميز
بها قضية الشرق دون القضايا الاخري ونثق ان القيادة الاممية في ليبيا لايفوت
علي كياستها وفطنتها المعهودة هذه الخصوصية ، وهي ان قضية شرق السودان ليس لها
صوت الا صوت جبهة الشرق الجناح المسلح وهذه الجبهة بدأت اولاً بجناحين هما
مؤتمر البجا وهو الجناح الاكبر ثم الاسود الحرة فعمد الجناحان الي التوحد في
جبهة واحدة وفي تناغم تام مع الجبهة الداخلية في شرق السودان فالجبهة الداخلية
رغم انها لم تحمل السلاح الا ان اجندتها تطابق اجندة أخوتهم في الكفاح المسلح ،
ولكن تسعي حكومة الانقاذ بكل ما لديها من قوة لاظهار شرق السودان وكأنه منقسم
علي نفسه اسراباً متنافرة ويحاول النظام بث هذه السموم الوهمية في كل المحافل
الدولية والمنابر الاقليمية وهذا دأب النظام مع كل الحركات التحررية في دارفور
والجنوب حتي صارت هذه الحيلة اسطوانة مشروخة ومملة أفقدت النظام مصداقيته في
نظر أصدقائه قبل أعدائه ، ولقد ظلت الانقاذ تنادي منذ وقت طويل بالحوار البجاوي
البجاوي دون ان يشكو اليها احداً من الخلاف البجاوي البجاوي !! وانما ذلك مجرد
صنيعه وهمية وآمنية انقاذية لن تتحقق !! ونحن اذ نملك القيادة الليبية بعض من
قرائن الفتنة التي تنشرها الحكومة في الشرق فقد قامت الانقاذ بمجزرة بورتسودان
في بداية العام الحالي مدعية بأن المتظاهرين البجا قاموا بتدمير وقتل ونهب
القبائل الاخري !! وذلك لخلق بلبلة وفوضي بين الكيانات المتعايشة وسعي النظام
باختلاف احزاب وكيانات لم يكن لها سمياً من قبل في الشرق بتكليفه لبعض الافراد
المرتزقين حتي تعضد الحكومة ان المعارضة المسلحة ليست وحدها في الساحة الشرقية
!! وظل النظام يعطي بعض من المناصب الجوفاء لافراد قبائل دون أخري لاثارة حفيظة
الاخرين ولكن دون جدوي !! لادراك الكل بأن ذلك لعب عيال مكشوف !! وكذلك عملت
الحكومة علي توزيع دعمها علي حسب المناطق والقبائل والافراد المتوالين (كرهاً)
وتحرم الاخرين المعارضين طوعاً !!
وللتأكيد علي أن النظام يسعي جاهداً لاخفاء انسجام الرؤي بين الجبهتين الداخلية
والخارجية في شرق السودان !! فلم ترفع الانقاذ حالة الطوارئ من الشرق حتي
لاتنطلق مظاهرات التأييد السياسي للجبهة الشرقية المسلحة كما حصل في بورتسودان
فأضطررت لسحقها بدموية غير مسبوقة في التاريخ الحديث للسودان !! وما ذلك الا
لاثبات فرضيتها الوهمية بأن الجناح المسلح لايمتلك سند جماهيري في الداخل !!
ويمكن ان نذكر أن استراتيجية الانقاذ ومصدر قوتها يستند علي اضعاف الاخر
بتفتيته الي خلايا واجنحة حزبية تحمل أسماء وكلائها وهذا ماقامت به في حربها ضد
الاحزاب الكبيرة والعريقة مثل الامة والاتحادي وما ذلك الا سعياً منها للفتنة
!! ولو كان بمقدورها لفتنت بين المرء وزوجه !!
وعليه نتمني أن تدرك القيادة الليبية الحكيمة أن النظام يجاهد لبث الفتنة
القبلية في شرق السودان كما فعلها في دارفور لذلك نناشد الجماهيرية العظمي
بالعمل لنزع فتيل الفتنة الشيطاني من يد النظام الآثم !! ونود التنبيه بأن في
الشرق لا صوت يعلو علي صوت الجبهة الخارجية فهي مفوضة تفويضاً كاملاً فيما يخص
مفاوضات الشرق وعليه نتمني أن تتعامل الجماهيرية الليبية العظمي مع قضية الشرق
من هذا المنطلق ، ونحن اذ نقول ذلك ايماناً منا بالدور الليبي المحوري افريقياً
وعربياً واسلامياً للمساهمة في حل مشكلة الشرق بالتعاون مع الاشقاء الاخرين
والمجتمع الدولي ، ولابد من التذكير بأن الجماهيرية العظمي بقيادة قائدها
الجسور معمر القذافي تعتبر ملهمة الثوار في كل أرجاء المعمورة عامة وفي افريقيا
خاصة ، وعليه نتمني من القيادة الليبية المساهمة الايجابية علماً بأن شرق
السودان يعيش الآن نفس الاوضاع التي كانت تعيشها ليبيا قبل شروق شمس ثورة
الفاتح من سبتمبر بقيادة القائد الاممي معمر القذافي واينما كانت مفاوضات الشرق
سوف يكون للدور الليبي اعتباره المقدر والثمين وخاصة في توطين مقرارات السلام
بالدعم السياسي والمالي في الاقليم
الاستاذ ابوفاطمة أحمد اونور محمود