تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أدركوا دارفور من شر قد اقترب دماؤه قد تسيل حتى الركب(2-2) الملف المفقود: برميل بارود متى سينفجر؟! بقلم: مصعب أحمد الأمين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/11/2005 9:28 ص

أدركوا دارفور من شر قد اقترب دماؤه قد تسيل حتى الركب(2-2)

الملف المفقود: برميل بارود متى سينفجر؟!

مصعب أحمد الأمين [email protected]

استعرضنا في المقال السابق الصعود المتنامي لحركات التمرد في دارفور . ولكن كما أشرنا في مقال سابق يبقي الغريب في الأمر هو عدم مرور هذه الحركات بالمراحل الطبيعية للمقاومة : من خطاب سياسي يبرز الرؤية الفكرية و يقدم القيادات الفكرية ثم إعلان منفستو و من ثم مرحلة الاستقطاب للتصعيد المسلح . لكن الذي حدث في دارفور هو عكس هذه المراحل تماما!!! بدأ التصعيد المسلح ثم تلاه الاستقطاب لأبناء الإقليم للحركتين التي رأينا كيف أن تسمية إحداها تمت بالتشاور مع قائد التمرد الرئيسي آنذاك . ثم رأينا كيف أن الدعوات جاءت بعد ذلك لإعلان مبادئ الحركات و تدريجيا بدا تظهر للعلن القيادات السياسية و الميدانية.

ماذا يعني هذا؟ و ماذا يفسر؟

إن الهرم المقلوب قي بناء الحركات يستدعي وقفة. هل هذه الحركات موجودة من قبل بأي صورة من الصور؟ مثلا في شكل منتديات القبائل و تجمعات أبنائها في الداخل أو الخارج؟ هل كانت تلك الحركات موجودة بتسليحها و تمويلها بحسب موجهات الصراع القبلي الطاحن أو العشائري ؟ كما تشير الدلائل في صراع حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة ؟ خاصة إذا رأينا أن الأمر استتب لقبيلة الزغاوة في الحركتين؟ و هل استفادت الحركات من أساليب العمل التنظيمي لدي حركة الإخوان المسلمين الذين حاولوا التسمي بالجبهة تارة و بالمؤتمر شعبيه و وطنيه تارة أخري؟ هل زجت الحركات بإفرادها في كيانات حكومة الإخوان المسلمين ( أنا لا اعترف بشريحة صادق عبد الماجد) فانخرطت وفق خطة مدروسة في مؤسسة الدفاع الشعبي كفترة حضانة؟ و هل كان أفراد الحركتين _ تحديدا من أبناء الزغاوة العمود الرئيسي للحركتين كما رأينا _ ملتزمين بمساهمات عينية يدفعها المغتربين منهم بشكل عيني لا يحتمل الرفض؟ و هل السيطرة المطلقة لأولاد الزغاوة علي بعض الأسواق هي واحدة من محاور بناء الذات بانتظار لحظة تاريخية يخرج فيها هذا الكيان للعلن بسوق قائمة على طريقة زواج بندرشاه كما في رواية الطيب صالح : إذ وجد بندرشاه في الصباح و اسلم و ختن و زوج في نفس الليلة و كان ذلك في عام الحنين كما تقول الرواية.

و هذا ما يفسر الوجود المتكامل علي كل الجبهات لحركات الزغاوة المسلحة : على ساحة المعركة العسكرية و في الساحة الخارجية باستغلال السمعة السيئة لنظام علي عثمان في الخارج بعد إقصاء الترابي ذي المشاريع الأممية فنجح علي عثمان في إيصال صوت الحكومة في الداخل. الداخل الذي ما كان يسمع سوى صيحات الاستنفار في الحقبة الترابية. فلامست الحكومة بعض هموم الجماهير و بدأت عهد الغزل السياسي !! عجوز تبيع ميرة أهلها لتتجمل لكن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟ المهم تلك استطرادات لا تدعني و لا تدعكم !!! ايش نسوى معاها؟!!

إذا صح السيناريو أعلاه فما خفي منه لابد و انه أعظم !!!

لكن هل من المكن اعتماد سيناريو آخر يفسر هذا الحراك الهائل _ الذي لم تصله حركة قرنق إلا بعد الحادي عشر من سبتمبر _ من توفر الأسلحة و الحركة السلسة كما بينا آنفا علي كل المسارح و الصعد؟ إن وجد فليس أمامنا سوى سيناريو بائس _ و وحيد _ و هو تحول حركات النهب المسلح لحركات سياسية عسكرية علي النحو الذي نراه حاليا . و هذا خيار من و جهة نظري مستبعد بشدة. فقادة هذه الحركات بعد ظهورهم للعلن, توفر للجميع معرفة السير الذاتية لمعظمهم و التي تخلو بالإجماع من شبهة الانخراط في حركات النهب المسلح . لكن التقاطع الوحيد بين تمرد الزغاوة في دارفور و جماعات النهب, تم عندما أطلق المتمردون المحبوسين علي خلفيات جرائم النهب المسلح. فهل فعلت هذه الحركات لضم بعض عتاة هؤلاء المجرمين لصفوفها ؟ في الغالب لا و إن وجدت حالات مثبتة , فليست علي الأصل . فقوة عصابات النهب المسلح مبنية في جوهرها علي تكتل تلك العصابات فضلا على أنها لا يمكن الركون لانضباطها وفق المبادئ الموجهة لعمل الحركات. لكن الهدف هو إحداث انفلات أمني يمكن أن يستنزف مقدرة الحكومة الأمنية أكثر مما هو مستنزف . و هنا نسجل للتمرد نقطة كبيرة في مرمى الحكومة. و التي لا نجد لها عذر في ذلك التفريط بترك المساجين في سجون نيالا و الفاشر. لا عذر البتة ( لو كانت جاهلة كنا نعلمها)

لكن هناك المساحة الرمادية التي تتبدي و تكمن في سيطرة القادة الميدانين علي زمام المبادرة مما يصعب عملية التفاوض و يحكم بعبثيتها! فهل معنى هذا أن أيادي عصابات النهب المسلح موجودة هنا؟ اشك في ذلك !! سنجاوب علي هذه الأسئلة إن شاء الله.

حسنا , إذا كان كل ما قدمناه أعلاه معروف و ليس بجديد في مجموعه , و لكن فقط أريد له أن يعطي سياقا متكامل يفسر بعض الظواهر , لكنه لن يكون دقيقا إذا لم يعطِ تنبؤات و توقعات للمقبل من الأحداث و تعميمات لما يمكن إن ينسحب عليه القسم الذي تحقق بالفعل.

إذن وفق هذه الرؤية فنستنتج أن المعركة ليست كما تبدو في فصل التفاوض الحالي !! المعركة أطول زمنا و ابعد أهدافا مما تبدو عليه!!! لا تفاجئوا إذا قلنا إنها في بداياتها بل أكثر من هذا أن التفاوض ما هو إلا استثمار للزمن بعد أن خرجت الحركات للوجود و هنا يأتي تبادل الأدوار بين القادة الميدانيين و قادة التفاوض في رفض النتائج أو الانتقاء منها . و هذا إجابة علي سؤال المنطقة الرمادية, إذ لابد من نقلات مؤثرة تربك خطط الخصم كما ظهر في ظهور الحركات بشكل كامل الأطوار دون المرور بطور اليرقة أو الشرنقة . فاختبار صبر الحكومة , أصبح مداه _ من المؤكد _ معروفا للقيادة الإستراتجية للحركات في إسرائيل و الغرب . و واحد من هذه الاختبارات يجرى إجراءه حاليا, هو الاتجاه الدولي نحو تطورات الصراع في دارفور. هذا الكلام ليس من النوع الذي يقال عنه ( هذا كلام كبير) انه تجميع للوقائع و وضعها في سياق واحد لفك شفرة تطور الأزمة في دارفور . و هو ليس نبوءة نزلت فجأة علي كاتب التحليل !!! فمكونات هذا التحليل قد تقابل القارئ المتابع لصيرورة الصراع في عدة مقالات بشكل مستمر إن لم نقل بشكل يومي!! لكن وضع المسألة في نسق هو المساهمة الأصيلة طبعا إذا عد هذا المقال مساهمة. و أوضحت فلسفة التحليل قبل قليل أنها تريد أن تقول إن ما حدث و ما يحدث و ما سيحدث تجمعه بنية متكاملة .

قلنا إن الدور الآن من مراحل العمل الدءوب و المنظم و الذي لا يسعك إلا أن تبدي إعجابك به :التكامل الفريد الذي كما أسلفنا لم يتأتى لحركة قرنق مع صلاتها القوية مع الغرب بحكم انتماء الجنوب السوداني العقدي .

فكيف تمكنت حركتا التمرد من عبور حاجز الزمن و كيف تأتى لها أن تطور تقنية الإفلات من قانون الجاذبية الواقعي؟

كلمة السر , ا س ر ا ئ ي ل !! كشك التذاكر للدخول لمنظومة الأطلسي !

و ايش العيب إذا كان مصر , قطر , الأردن , باكستان , تركيا , تونس , و المغرب , و البحرين في حدود الاتفاق التجاري مع أمريكا الذي يلزمها بالسماح بدخول البضائع الإسرائيلية دون إلزامها بإقامة علاقات أخرى !!!! لكن هل تسافر البضائع لوحدها؟ ربما !! فقد تكون بضائع ذكية من نفس فصيلة الأسلحة الذكية!!

قد تذكرون أني كتبت مقال سابق أشرت لهذه النقطة نقطة إسرائيل و اقتبس منه الفقرة المتعلقة بإسرائيل باعتبارها نقطة مفتاحية لفهم النسق الذي انبنت عليه حركات التمرد الزغاوية!! ((((( فإذا كان في كل أقاليم السودان قضية , فنــُقـِر و نعترف بأن لدارفور قضية أكبر لا تقل خطورة عن قضية الجنوب. بل أنا اذهب لأبعد من ذلك : فقضية الجنوب أيادي الجنوبيين فيها ظاهرة , و تأيدهم للتمرد معروف . لكن دارفور الجريحة و جدت نفسها تعصف بها أيام السودان السوداء من محرقة لمحرقة أعظم . من نهب و تصفية حسابات دول الجوار لساحة تآمر دولي مكشوف . اذكــِّر القارئ كيف أن عصابات النهب قد وجدت طريقها و بسرعة الصاروخ لإسرائيل ( جميعكم تذكرون إلقاء القبض علي عناصر المخابرات الإسرائيلية في الأردن . فلا يسع احد أن ينكر ذلك لأن إرادة الله قضت أن يتم القبض في الأردن الذي تجمعه مع إسرائيل علاقات ود و صداقة ( و مؤامرات ت من أيام الشريف المخلوع) إذن فالمسالة و إن كبرت علي القيم السودانية , فهي الحقيقة التي لا يستطيع احد نكرانها))))))

ورابط آخر للموضوع :

http://www.sudaneseonline.com/aarticle2005/sep3-78150.shtml

التطبيق هنا يوضح حجم التصميم لإنفاذ مشروع الحركات, و يوضح حتى الاستحقاقات التي تدركها الحركات و استعدادها لدفعها مها كان الثمن !!! أوضح أكثر ؟! حسنا يمكن أن اذكِّر بالاثنين الدامي و الذي أعطى ملمح مهم إلي أي مدي يمكن أن يكون شكل الصراع و أي منحى يمكن أن يتخذ , ( أكفي القلة لفمها تطلع البنت لأمها) فهمتوا حاجة؟!! شُطار!!

إذن من مساهمات هذا المقال أن يترك لخبراء الأمن في بلادنا تفصيل السيناريوهات و سيناريوهات مشتقة من السيناريوهات علي رواق ! هم شغلتهم شنو؟!!

إذن كما ذكرنا في الجزء الأول من هذا المقال و رابطه:

http://www.sudaneseonline.com/aarticle2005/oct5-52478.shtml

إنه بعد القضاء علي المعارضين و سحقهم في الميدان من العرب و الذين هم الآن العقبة الأكبر في وجه المخطط لكون أن الحكومة تمّ احتواءها بالمشاريع الأممية و معاهدات تكبل الجيش السوداني و تختزل دوره للدفاع عن نفسه و ليس المواطنين. بل حتى دفاعه عن نفسه سيكون موضع لوم دولي و مؤشر علي عدم الإيفاء بالعهود كتبت مرة إميل لعثمان ميرغني تعليقا علي ما جاء في عموده حديث المدينة بعنوان( ستر العورة الوطنية) ردي منشور علي هذا الرابط : http://www.alnilin.com/vb/showthread.php?t=35947

إذن فالقبائل العربية التي عندها آلاف الأسباب لحمل السلاح لمقاومة هذا المشروع الزغاوي الأخطر في التاريخ السياسي السوداني المعاصر.

قلنا الأخطر في المسألة إن الفوز بالضربة القاضية يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن , إذن الجولة جولة نقاط و الخطأ قد يكلف المنافس نتيجة المباراة! و كما يحدث في مباريات كرة القدم الاندفاع في الهجوم قد يأتي علي حساب الدفاع و من هنا تأتي الخسارة . و المتمردين كما لاحظ دكتور الأفندي قد ذهبوا لنهاية الشوط في موضوع محكمة الجزاء الدولية فأصبحت هذه ورقة خارجية لم تعد بيدهم. لكن بما أننا في دور من ادوار الصراع كما قلت فستكون هذه الورقة حاضرة في التفاوض الحالي كمحدد من محددات سقوف التسوية.

لكن وجهة نظري إن الأفندي فطن إلي أن هذا الملف قد دفعت به الحركات إلي مداه الأقصى مما يقلل بشكل طبيعي استفادة الحركات منه , غير أني اعتقد إن هذا الملف الذي يروق لمتمردي دارفور اللعب به و استنساخه لعشرات النسخ ,بتوسيع دائرة مجرمي الحرب كنوع من الحرب النفسية كلعبة محببة يمكن أن تتجاوز أوراق اللعب فيها الاثنين و خمسين كارت _ فقط فردة جديدة تَسَع الجميع , لكنه سيكون ( الملف القنبلة) الذي سيقلب سحر الساحر عليه! المقدمة التي قدمنا بها قبل قليل لمسار المباراة توضح إن الزغاوة سيحققوا انتصار جزئي سيكلفهم فيما بعد نتيجة المباراة و لن ينفعهم عندها عض أصابع الندم إنهم كانوا مسرفين!! يمكن أن نقرا ذلك وفق هذا السيناريو :

1. تفرض الأمم المتحدة علي الحكومة السودانية صاحبة النفس القصير ( و هذه السمة الملازمة لها من أيام الترابي بعد قصف مصنع الشفاء!! فهل ربى الخواف عياله فعلا؟)

2. يؤخذ قادة القبائل العربية الذين نجح الزغاوة في دمغهم بالإبادة الجماعية و التشهير بهم علي أنهم هم الجنجويد.

3. يحاكم هؤلاء وفق قانون المحكمة المستند للقانون الدولي

4. يتبادل قادة الزغاوة التهاني و التبريكات و قد يتبادل البعض الأنخاب : الانتصار مستحق و الفرحة مشروعة.

**********

فلاش باك flash back

(الصراعات علي أشدها بين الرعاة و المزارعين تتصدر أخبار الجرائد منذ منتصف الثمانينيات .

أخبار المصالحات في التسعينيات تتصدر الأخبار )

************

في سجون الشمال الأوربي:

و الآن قادة القبائل العربية يرسفون في الأغلال و يكابدون صقيع أوروبا في سجون لا يعرف بوابها معنى ( قت لي ككيف؟) و لا ( عندي لي أخوان بتاً لي سنوات ما سمعت خبيراتم) و برامج السجن لا تشمل ركوب الخيل و لا ألبل و لا نشوق!!! و زمهرير الشمال الأوروبي أقسى من صخرة سيزيف !! فكيف لمصطفى سعيد أن يدعي انه جنوب يحن للشمال؟!!

الأحداث تتمرد علي المخرج و الممثلون يقفزون من الأوراق:

المشهد لم يكتمل !! بعض صور من العراق تذهب بالحلم الزغاوي الكبير!! يوم أعلن بوش نهاية المعركة , بدأت بالفعل المعركة!! و التضحية بالوزير في جامبيت الوزير المشهور تجعل من الصعب رفضه لكنها أيضا تجعل من الصعب تفادي الخسارة!!

و يبدأ الحريق الكبير الذي لم يبدأ حتى الآن في دارفور و ستكون نهاية قادة القبائل العربية إلي السجون الغربية مجرد تفصيلة من تفاصيل النزيف الأليم .

الساسة في بلادنا كدأبهم يعبثون , و الاثنين الدامي منظر ثانوي في التراجديا التي لم تبدأ بعد في دارفور و في شوارع المدن السودانية.

أدركوا دارفور بل و السودان من شر قد اقترب دماؤه قد تسيل حتى الركب!!!!



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved