في العالم الآن «850» مليونا من البشر (يعانون من سوء التغذية)‚ وما بين القوسين وصف للحالة التي تسبق الجوع‚ أو انها وصف لحالة الجوع‚ قبل أن يشبع من المصارين المتضورة‚
أتخيل الرقم‚ لولا «الفاو»‚
كان بالتأكيد‚ سيقفز الى الضعف‚ أو ربما ضعفي الضعف‚ أو أكثر من ذلك بكثير‚
إذن‚ هذا الرقم (الفضيحة)‚ وما بين القوسين لوزيرة التعاون والتنمية الألمانية هيد ماري فيكزوريك‚ ليس سبة في وجه هذه المنظمة الهميمة‚ وانما سبة في وجه الأغنياء المتخمين حتى الفساد‚ أولئك الذين يسمع منهم الجياع في العالم جعجعة ولا يرون طحينا !
ليسوا‚ الاغنياء وحدهم‚
الفقراء‚ اولئك الذين لا يرتبون أولوياتهم‚‚ بل اولئك الذين يصبح الانفاق العسكري عندهم اهم من الانفاق على الطعام هم مسؤولون ايضا عن هذه (الفضيحة)‚
الجوع قاتل‚
تلك بدهية‚ عرفها البشر‚ منذ أول يوم تيبست فيه مصارين انسان في هذه الدنيا‚ ولكن‚ ما هو مؤلم ان يظل العالم الذي يبذل بسخاء ملايين المليارات من الدولارات في غزو الفضاء وبناء الترسانات الارضية الضخمة‚ عاجز تماما في ان يدخل يديه في جيوبه لانقاذ خمسة ملايين طفل سنويا ينفقون من الجوع‚
المسألة اذن‚ تحتاج الى صحوة ضمير‚‚ او ما تبقى من صحوة في هذا الضمير العالمي‚ الذي كان ليشبع نوما او موتا لولا المنظمة الهميمة: اشرف منظمات الامم المتحدة !
رفعت قبل ايام (فيتو) حين ذهبت نوبل للسلام‚ للوكالة المعنية بالاساس لمكافحة
الانتشار النووي‚
الآن أقول: أو ليس كان من الأجدر أن تذهب هذه الجائزة لـ «الفاو» المنظمة الهميمة التي تحاول بجهد ومثابرة وإخلاص مكافحة أحد أهم الاسباب التي تعصف الآن بسلام العالم الجوع أو سوء التغذية!
ستون عاما و«الفاو» في كل قارات العالم وراء الجوع انسانيوها ينسون أنفسهم في غمرة تذكرهم للآخرين في برد أو حر فوق قمة جبال أو في أدغال أو تائهين في الصحاري آخرين يضربهم الجوع مصرانا غليظا ومصرانا دقيقا ولا يملكون إلا رائحة الرغيف‚
ستون عاما و«الفاو» هكذا نبيلة جدا‚ ومحترمة‚ ولا يزيدها الإرهاق إلا حيوية ومثابرة و«إنسانيوها» تطهروا من التجشؤ ليهبو خفافا الى حيث أولئك الذين اصبح التجشؤ عندهم كالخل الوفي في هذا العالم المليء بالجحود!
إنني أنحني لأحيي (الفاو)‚ وهي تحتفل بالذكرى الستين لصرخة ميلادها‚والتي كانت صدى لصرخة ميلاد أول جوع في هذه الدنيا!
حيوا معي (الفاو)‚‚
وادخلوا أياديكم في جيوبكم‚ من أجل دعم هذه المنظمة الشريفة‚ التي تبلغ موازنتها فقط «750» مليون دولار سنويا‚‚وهي موزانة طعام أحد أثرياء هذا العالم‚ البخيل جدا!