هذا المقال تم نشره في جريدة الوطن القطرية بتاريخ 19/10/2005 العدد 3699 رداً لمقالات الاستاذ الصحفي المخضرم /أحمد عمرابي.
رداً للمقالات المتتالية للكاتب المخضرم أحمد عمرابي في صحيفة الوطن القطرية يومي 24 و25 أغسطس المنصرم. ثم تعقيباً على المقالتين من الأخ سانتوس أوريم وما تلاه من ردود من طرف الأستاذ أحمد عمرابي بتايخ 12و13 من شهر سبتمر المنصرم ,و من باب إيماني الصادق بتمليك القراء بعض حقائق التي حاول الكاتب أن يروجها بصورة مغلوطة ,نويت أن أدلو بدلوي أيضاً حتى تتجلى الحقائق للقارئ.
دأب الصحفي والدبلوماسي السابق أحمد العمرابي في عموده الخاص بجريدة الوطن القطرية الكتابة عن السودان بل في أحيان أكثر عن جنوب السودان هذا من حق الكاتب أن يجول و يكتب كما أراد ولكن خلافي مع الكاتب ترويجه للمعلومات في نظري أرى أنها بعيد كل البعد عن الواقع , سواء في الماضي أو الحاضر , أن أدعاء الكاتب و زعمه عن ألمامه بخبايا السياسة في جنوب السودان ليس صحيحاً بل ادعاء و متاجرة بما لا يعلمه, لذا سوف أسرد هنا بعض الحقائق السياسية للامانة والتاريخ . حاول الكاتب أن يرجئ معلومات للمصادر الغربية وذلك لمحاولة منه بإيحاء القارئ العربي بأن ما يكتبه صحيح و من مصادر كنسية و صهيونية تدعم أهل الجنوب حتى يجعل القارئ العربي مستعداً ذهنياً وسيكلوجياً , بما أنني من المتتبعين لكتاباتك دائماً تنتقد الأعلام الغربي بأنه موجه ومضلل في الأمور الخاص بالقضايا الأمة العربية, بل و بدون حياء تجعل نفس الأعلام الغربي هو مصدر المزعوم بما يقال عن جنوب السودان ,وتتبني بشكل مافتور مع إضافة مكياج وديكور من صناعتك الخاصة وأعادة أنتاجه و بمسرحية مفضوحة للقارئ العربي . والدليل خبر المؤسف عن المناضلة ربيكا قرنق , ذلك الخبر الذي سوف أتناوله لاحقاً كاشفاً ما لم تكتبه ,وكذلك جهودك المضنية لتسويق الحركة الشعبية لتحرير السودان للقارئ العربي,بل جرجرة أهل الجنوب ومحاولة ربطهم باليمين المسيحي أو ما تسميه ب(الأنجيليين الصهاينة) كل ذلك ليس ألا هروب و تغطية لحكومات الخرطوم للفظائع والجرائم التى إرتكبها ,أن مشكلة السودان و مشكلة الجنوب لن تنشئ في أمريكا ولا بقدوم المحافظين الجدد كما تدعي في مقالاتك, بل هي مشكل أقدم مثل قدم السودان نفسه , بل أقدم من الدولة الأمريكية الحديثة التى تكونت على أيدي المهاجرين الأوربين . لذا أقول لك أن مشاكل السودان هي جزء من التركيبة الكيميائية للدولة السودانية دولة في طور التكوين لن تتبلور في إطار قومي , (دولة المواطنة) التي تعترف بمكوناته, الثقافية والدينية والأثنية. أن محاولتك لتغبيش لرأي القارئ العربي هي محاولة للمزايدة بل للمتاجرة بقضايا وطنية أتفق عليها الجميع في أسمرا و في نيفاشا, مرعاة لمصلحة الوطن. أن ترويجك لمثل هذه الأفتراءت تزيد سوء الفهم للقاري العربي , مما قد يزيد من تعقيد القضية السودانية وبالتالي يؤثر سلباً في قضايا الوطن و التحول الديمقراطي ,والوحدة الوطينة مما قد يهدد الدولة السودانية ككيان.ما لفت نظري أيضاً ردك على الأخ سانتوس أوريم ومحاولة إحتقاره و تقزيمه بوصفه بالقارئ الجنوبي أي محاولة تحشيره في نفق الجهوية وأعطاء نفسك حق كاتب سوداني وهو مجرد قارئ جنوبي , هذه محاولة لا تليق بشخصك كاتباً في صحيفة بمقام جريدة الوطن القطرية .
أود أن ألفت أنتباهك بأن العالم اليوم أصبح قرية وبسهولة و يسر خاص بعد ظهور ثورة المعلومات ,أصبح من مقدور أي قارئ مثقف أن يتحصل على معلومات دقيقة عن جنوب السودان دون تضليل, هنالك الكثر من المثقفين العرب اللذين يعرفون عن جنوب السودان أكثر مما تدعيه من المعرفة بالجنوب.
نعود الى أدعاءك بأن السيدة ربيكا قرنق حرم الراحل الدكتور جون قرنق,قد قبض بحوزتها ثلاث ملايين دولار أمريكي, في مطار هيثرو حسب زعمك بأن الخبر كان مصدره وسائل الإعلام العالمية , لست مدافعاً عن السيدة ربيكا , لأن عائلة قرنق دي مبيور أتيم متواجدين وهم أقدر منى بالدفاع عن سيدتهم , لكن نويت أن أصحح معلوماتك بأن مصدر الإشاعة كان موقع في الأنترنت يسمى ( SMC) مملوك لجهات أمنية مشبوهة تتاجر بالمعلومات .و قد قامت جريدة الصن اللندنية بنشر الخبر .عندما سؤلت الجريدة عن مصدر الخبر حاولت الصحيفة أن تتحايل رأفضة أن تفصح عن مصدر الخبر وبعد الضغوط على الصحيفة أعترفت وتم التعرف على المصدر المروج للخبر هو واحد من أبناء جنوب السودان المقيمين في لندن معادي للحركة الشعبية و له علاقات مع جهات معادية للحركة الشعبية هذا جزء بسيط عن ما حدث و لن أخوض فيه أكثرلأن الأمر برمته أمام القضاء البريطاني .هذه ليست أول مرة يحاول أعداء الحركة الشعبية بالنيل بالزعيم الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور و أسرته. لقد قيل الكثير عن الرجل ولكن ليس هنا مجال التحدث عن هذه الأمور لأنها ليس موضوع حوارنا و كما تعلم بأن الراحل كان شخصية عامة لذا فأن أي نقد ضده مقبول.
هل الدينكا مستعمرين ولماذا :-
وصفك للدينكا بالمستعمرين لأهل الجنوب من القبائل الأخرى أتهام بأطل لا يجوز وصف قبيلة و طنية بالمستعمر مهما كان الخلاف , لان وصفك للدينكا بالمستعمرين ما هو إلا أتهام مرادف ومبطن لعدم الوطينة , أذا قلنا فرضاً بأن الدينكا مهيمنون على أمور السلطة في الجنوب كما استشهدت بالانقسامات التى حدثت في الجنوب أبان حكم مايو بين السيدين جوزيف لاقو و أبيل ألير.
الجوال 5802130