ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
العلاقات السودانية - الاريترية وتجاوز عقبة وزير الخارجية السابق بقلم: ناجي كامل-ابوظبي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/15/2005 11:47 ص
بعد اقل من شهر علي ذهاب السيد / مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السابق وصل وفد اريتري رفيع المستوي الي الخرطوم واجري محادثات هامه مع السؤولين السودانيين , اسفرت كما اشارت الانباء عن الاتفاق علي رفع مستوي علاقة البلدين ووقف الحملات العدائية بينهما واتخاذ التدابير اللازمة لبناء جسور الثقة ... هذا , وقد وصفت الفضائيات هذه الزيارة بانها حققت اختراقا وانهت قرابة العشر سنوات من القطيعة والعداء بين البلدين
الواقع ان هذه الزيارة ونتائجها قد نزلت بردا وسلاما علي الشعبين الشقيقين في اريتريا والسودان , المعلوم ان الاواصر المشتركة التي تجمع بينهما اكبر بكثير من الاخطاء التي ترتكب من قبل النخب الحاكمة في البلدين , والتي كانت الانقاذ قد اخذت بزمام المبادرة فيها عند محاولاتها دعم تنظيم الجهاد الاسلامي في اريتريا , عندما كانت الانقاذ بقيادة شيخها تحلم بان تحكم الاقليم تمهيدا لحكم العالم ,, لكن مابين الشعبين ظل باقيا وسيظل لانه ارث عميق من الصفات والاواصر والوشائج التي قل ان تجمع بين شعبين متجاورين
ان هذا الاختراق الذي حدث في العلاقات السودانية - الاريترية كان امرا متوقعا , خاصة بعد ترجل وزير الخارجية السابق الذي كان لا يترك فرصة الا ووظفها للهجوم علي اريتريا , بمناسبة وبدون مناسبة , كان امر العلاقة مع هذه الجارة الهامة التي يكن شعبها من الحب للسودان ما لا يعرفه الوزير السابق , الذي كان يبدو ان ما يعنيه فقط هو العلاقة مع الجارة الشمالية , الي درجة ان الرئيس ونائبه كانا يحجان اليها لتنوير قيادتها بتطورات الاوضاع في السودان , في تهالك يبدو وكانهما يعملان تحت امرة تلك القيادة
واغلب الظن ان احد الاسباب المباشرة التي جعلت السيد الوزير السابق يتصرف بالصورة التي كان يتصرف بها مع ملف العلاقة مع اريتريا , اضافة الي قصور رؤيته , هو انه لم يعيين ناطقا رسميا باسم وزارته , بسبب ولعه بالاعلام وحبه الظهور فيه , لذلك فهو قد اثر ان يكون هو شخصيا الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية حتي لا يظهر شخص غيره من منسوبي وزارته في وسائل الاعلام ... وقد كانت نتائج ذلك الاخطاء التي ارتكبها في حق العلاقة مع اريتريا , فلو كان الهجوم الذي كان يشنه الوزير السابق علي اريتريا قد صدر من الناطق الرسمي باسم الوزارة , لكان في مقدور الوزير السابق تلافي اثارة باعتباره الملاذ الاخير في وزارته , ولكن ولع الوزير بالاعلام وحب الظهور ساهم في هز ثقة الجانب الاريتري في شخصه , وبالتالي تدهورت العلاقات التي من واجب الوزير تهدئتها وتطبيعها لخير الشعبين في البلدين , لا اشعالها
وحسنا فعل وزير الخارجية الجديد بتكليف ناطق رسمي باسم الوزارة في خطوة تنبئ بالاستفادة من اخطاء الوزير السابق في هذا الجانب ... والمامول ان يواصل السيد الوزير الجديد في تفادي الاخطاء السابقة التي هي اخطاء النظام بكامله ويتحملها الوزير السابق باعتباره الشخص المكلف بملف العلاقات الخارجية ,, وعلي راس ما يجب علي الوزير الجديد فعله في هذا الشان هو العمل علي خلق التوازن المطلوب بين علاقات السودان الافريقية والعربية , واول الخطوات اصلاح العلاقة مع دول الجوار وفق رؤية وفهم للتداخل الاثني والثقافي والمصالح التجارية بين دول الجوار والمجموعات السودانية التي تجاور هذه الدول , بحيث يجد الجميع ان مصالحهم المرتبطة مع الدول التي يقطنون بجوارها تجد الاهتمام من النظام السياسي .... كما يتوجب علي رئاسة الجمهورية ووزارة شؤون مجلس الوزراء اداء دورهم في مراقبة اداء السادة الوزراء بحيث تتم مسالة وتقويم من يخطي منهم حتي لا تتكرر اخطاء الوزراء السابقة التي من بينها ما نحن بصدده الان وهو ولع وزير الخارجية السابق بالاعلام والضرر الذي اصاب علاقتنا باريتريا من جرائه
ملاحظة اخيرة
تنطلق هذه المساهمة من فرضية ان السودان ومصالحه من اولويات حكومة الوحدة الوطنية