جريمة الأبرياء بقلم الطالب مصطفى العادل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 05:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2016, 04:19 AM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جريمة الأبرياء بقلم الطالب مصطفى العادل

    03:19 AM November, 18 2016

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى
    رابط مختصر


    رجع الشرطي ليلا وصعد الدرجات القليلة إلى بيته، فتح الباب، سلم رداءه العسكري إلى زوجته، طلب من ابنته الشابة أن تساعده في خلع حداءه.
    تاه في التفكير قليلا وكأنه انتقل إلى عالم آخر غير الذي يعيشه في تلك اللحظة، نزلت دمعة حارة على وجنتيه المشحوبتين، وظهر القلق والحزن يرقصان معا على محياه.
    خرجت زوجته من المطبخ متسائلة:
    -هل ترغب في تناول العشاء؟
    -هل تسمعني؟ ما بك؟
    وقفت أمامه وكأنه جثة هامدة لا يتكلم، وكأنها يخاطب تمثالا لزوجها الذي دخل هذه الليلة على غير عادته.
    -يا رجل. ما بك؟ سبحان الله؟
    وضعت يدها على كتفه وحركته قليلا فاستفاق من غفلته وعاد إلى عالم البيت من جديد، وهو لم يسمع شيئا مما قالته متسائلة قبل لحظات... لم يسمع شيئا، لقد كان قلبه في حوار مطول مع عقله، كانا في مناظرة... كانا في عالم آخر، فلم يبق على ذلك الكرسي إلا جثة شرطي مفتقد لكل الحواس.
    -آه...نعم...كنت تائها، معذرة حبيبتي.
    -ما بك هذا اليوم؟ أراك مهموما مشطونا !!!
    تراخى على كرسيه وأحس بثقل شفتيه، ولسانه لا يقوى على إفشاء السر، كما لا يقوى على الكذب.
    -آه...أنا مرهق جدا اليوم... لقد كان العمل اليوم قاسيا وصعبا.
    -لا بأس ... إنكم أمن هذا البلد ولولاكم لما استطاع المواطن الضعيف أن يعيش بين أنياب الظلم على هذه الأرض... تقبل الله منكم وجزاكم عما تقومون به.
    لقد وقعت هذه الكلمات على قلب الشرطي... لا أدري، ربما دمرته كما دمرت القنابل النووية هيروشيما ونكازاكي اليابانيتيين، والحق أنه لا يعرف مدى تأثيرها على قلبه إلا هو وخالقة، وأبسط ما يمكننا أن نتصوره، هو أنها كانت قاسية، كانت موتا، كانت طحنا,
    -هل ترغب في تناول العشاء؟
    -لا...، لقد تناولناه جميعا نحن رجال الشرطة هذا اليوم في العمل، تناولنا العشاء ورجال النظافة معا، قد طحنا رجلا، آآآآه.... عفوا، طحنا لحما معا... أنا مرهق لا رغبة لي بالعشاء...لا رغبة لي بالعشاء.
    ولم يشأ الشرطي أن يرفع رأسه من شدة التعب، لقد أحس برعب رهيب، والزوجة واقفة في دهشة وحيرة. قد شعرت بشيء غريب، وربما لأن النساء يستطعن قراءة لغة الجسد وفك شفرة الإيماءات أكثر من الرجال، فإنها كانت أقرب إلى الحقيقة، كانت قريبة بفك اللغز ورؤية ما خلف تلك الكلمات والحركات.
    لكن الجميل في النساء أنهن أحيانا يتنازلن عن الشيء الكثير من أجل سعادة أزواجهن.
    -هيا تحول إلى فراشك لتأخذ قسطا من الراحة.
    فأشار بيديه أن انصرفي... سألتحق بك بعد قليل، فاتكأ على كرسيه الخشبي، ولم يعد بوسعه أن يفتح عينيه.
    إنه لم ينم بعد، لكن النعاس اختلط عنده باليقظة كما اختلط التذكر بالنسيان... إنها تلك اللحظات التي تسبق النوم... خاصة عندما نكونوا في وضع الجلوس أو الإتكاء.
    -اسمع يا سيدي، سوف أرقص أمامك رقصات الموت، حتى ترغب في الالتحاق بزوجتك، في المكان بالذات لا شك أنك لن تمنعني، أظن أنك لن تمنعني هذه المرة من الرقص، أقصد أنك لن تأمرهم بطحني... أليس كذلك؟ لقد صرت الآن حرا ولا شك أنه لم يعد لي حق من حقوقي سوى الرقص أمامك، رقصة حزينة بزي الموت يا سيدي الشرطي.
    -سوف أرقص أمامك وأغني... نعم عش معي هذه اللحظة فطالما استكبرتم عن التعايش معنا والتعامل معنا، وها أن الآن أطلبك، طلبي واحد ... عش معي هذه اللحظة فقط، فلا يقوى أحد الآن على طحني وإن جاءهم أمرك.
    حاول الشرطي أن يطحن هذا النعاس، فيبعد عنه هذا الصوت، لكن دون جدوى... لقد كان الصوت كقصف الرعد نسمعه رغما عنا ودون أن يكون لنا الحق في الرد عليه أو مواجهته.
    -أيها الشرطي لا تحاول أن تطحن هذا الصوت، فهذا صوتي وإذا ما حاولت أن تطحنه أو أن تأمرهم بذلك سوف تفشل... إنها الكارثة لأنكم لا تؤمنون بالانهزام لشدة تكبركم.
    -إذا ما حاولت أن تتحرك سوف تسمع صوت شبح كانت تبيع الخبز في الشارع من أجل أبنائها، سوف تسمع أصوات أشباح غرقت وأخرى عذبت وأخرى أعدمت، وأخرى وأخرى وأخرى...، لقد طحنتموهم جميعا، ولا حق لهم بعد هذا الطحن سوى الرقص مثلي والغناء مثلي... لا نريد شيئا سوى الإزعاج... سوى الإزعاج، فلماذا انزعجتم وخفتم واهتززتم؟، -هل حقا صرنا نضايقكم ونثيركم؟؟؟
    -لي أخت قبل عام غرقت في الجنوب، وأخ مات جنديا في الصحراء، وأب مات ف الشارع يوم اعتصموا في ملف التقاعد؟ ولي أم طحنت لأنها كانت لا تبيع سوى الخبز في الشارع، لي ابن شهيد للبطالة في وقفة أمام البرلمان، وخالة تزوجت إلي أعالي الجبال فماتت ورضيعها تحث الثلج... كلهم ماتوا... آآه عفوا كلهم طحنوا...
    -أنا الوحيد الذي بقيت .. لقد نسيت... أنا آخر من طحنت. لا تقلق يا سيدي ولا تفزع. فأنا لا أحمل سلاحا، اللهم إذا صارت أسناني ولساني في هذه اللحظة سلاحا، ها أنت تراني ملطخا بالدماء، ولا ريب أنك تذكرت السمك وشاحنة الأزبال... تذكرت أنك أمرتهم برمي سمكي في شاحنة الأزبال، وأمرتهم بطني وسمكي معا والأزبال، لا تخف يا سيدي فإني لم أت إلى هنا لأنتقم منك. لقد جئت لأنني أريد أن أخفي عنك شيئا، جيئتك بملف عريض لتقرأ في خجل عن حياتي.
    -هل تسمح لي بأن أكون مصنفا مع الأزبال؟ اسمح لي بذلك فإني قررت أن أنزل إلى أسفل درجة في الحياة لأقول لك: لقد كنت ضحية يا سيدي، لست سوى تجارة، بضاعة، ولو زجوا بك في السجن وأغلقوا وراء ظهرك المزلاج، لما استطاع أحد أن يفتحه، حتى أولئك الذين هم أعلى منك درجة وقيمة.
    -أنت بكل بساطة يا سيدي لست سوى تجارة ولا قيمة لك عندهم،لأنك لست صوتا انتخابيا في مرحلة الحملات الانتخابية، وليس لك حق الاحتجاج؟ ها أنا قد طحنت فانظر كيف تحرك من حولك الجميع، أنظر إلى شموع الليالي وانظر إلى الشعارات، اسمع يا سيدي فلطالما أبيت الإنصات، ولطالما استكبرتم. لو كنت مكاني لما تحرك أهلك، أولئك الذين يأكلون ويشربون أجرك بعد كل هذا العناء. أرأيت يا سيدي؟
    -اسمح لي على هذا الافتخار، فقد حان الوقت لنعرف عن الأقل لمن نقتل بعضنا، ترى بعضهم منزعجا هذه الأيام... هل تعتقد يا سيدي أنهم منزعجون من أجلك؟ لا ترتبك يا سيدي إن قلت لك: لقد كنت مطحونا مسبقا... أنت كبش فذاء يا سيدي.
    -سيدي لا تتعجل على فهمي البسيط فكلنا مطحونين من أجلهم، كلنا نبحث عن لقمة العيش وكلنا نعيش العبودية...أريد أن ألفت نظرك يا سيدي إلى أمور كثيرة... أنت تستطيع أن تدرك كل شيء، كل منا يستطيع أن يفهم ذلك اللغز، فهو أمر لا يحتاج إلى كثير من التفكير... كيف استطاعوا أن يجعلوك تلعب بجثة أحدنا أمام الآخرين بكل سخافة؟ وقد لا ينبري أحد ما بمحاسبتك، لكن هل تعتقد أننا مازلنا بعد هذا الهراء نفكر بعقلية القطيع وبتلك الدرجة الحمقاء، نحن بمقدورنا أن نحاسبك، أو نجعلهم مضطرين لمحاسبتك وطحنك، لكن ماذا بعد؟، هل تحب أن نطحن على أياديكم يا شرطي فنكون سببا في موتكم؟... آه نسيت عفوا، سببا في طحنكم، حان الوقت لنغير كل معاني الموت إلى الطحن لأنه أشد تعبيرا.
    -كل منا يستطيع أن يدرك الدور الذي يلعبه على هذه الأرض، فلماذا نختار أن نكون نقمة على بعضنا، نبيع أرضنا ودمائنا وحياتنا وكل شيء... كل شيء من أجل لا شيء يا سيدي، هذا هو الدور الذي رسموه لنا، أوا ليس لنا الحق أن نملك ممحاة عن الأقل، أن نسمح في كل شيء من أجل ممحاة لنمسح بها هذه الرسوم وهذه الأدوار، إنه الموت يا سيدي... ولأننا لا نحب الموت، فإننا غالبا ما نختار الطحن بدله.
    -تذكر أخاك في مرحلة عزل النفايات يا سيدي فليس زجاجا ولا حديدا ولا ولا ولا، إنه مخلوق من كما أنت مخلوق منه. أخشى أن تكون زوجتك في الحاجة لدفئك، فاتركني أمشي.

    بقلم الطالب: مصطفى العادل




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 نوفمبر 2016

    اخبار و بيانات

  • زيادة اسعار تذاكر الطيران العالمية 200%
  • السياحة في السودان.. نحو مُستقبلٍ واعدٍ
  • توقيف خلية أجنبية تتاجر بالسلاح وسط الخرطوم
  • رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي:انا أنجح رئيس وزراء مرَّ على السودان
  • كاركاتير اليوم الموافق 17 نوفمبر 2016 للفنان عبدو مصطفى عن الازمة الاقتصادية فى السودان
  • فتحى الضو يقدم ندوة فى كندا بعنوان الراهن السياسى و مالات المستقبل
  • نداء ومناشدة من أجل جبال النوبة


اراء و مقالات

  • الحزب الشيوعى السودانى وعيُوب أضرَّت بالوطنِ (جزء ثانى) بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • الأخوان المسلمون والرِّبا وتطبيق الحُدود الشرعية (1- بقلم بابكر فيصل بابكر
  • السعودية تبحث عن الغذاء في السودان!! بقلم احمد دهب
  • ضيق الأُفق ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني بقلم د. غازي حسين
  • تداعيات سحب روسيا توقيعها المؤسس للمحكمة الجنائية بقلم مصعب المشـرّف
  • الري..بمشروع الجزيرة(4) كتب:حسين سعد
  • (ترامب فوبيا) لماذا يخشي العرب ترامب....؟ بقلم المثني ابراهيم بحر
  • فشل الإنقاذ الاقتصادي وسذاجة تبرير الوزير مقارنة بالوضع قبل الانقلاب بقلم حسن احمد الحسن
  • نظرية الاحتلال ومشروع السودان الجديد سيظل هو العلاج لبناء دولة مستقرة .(5) بقلم محمود جودات
  • العبث في مؤتمر الأطراف بالمغرب!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مِن بَعد مَا فَاتَ الأوان! بقلم فيصل محمد صالح
  • أحلام.. الركشات! بقلم عثمان ميرغني
  • سوداني في البيت الابيض..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • تريلّا بس!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • التعاون السودانى الإيطالى خطوة عبقرية فى خدمة السلام العالمى بقلم عبير المجمر (سويكت)
  • رسالة من (باغية) للرئيس البشير وأركان نظامه!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • ميناء غزة والمطار لمواصلة الحصار بقلم د. فايز أبو شمالة
  • وثائق امريكية عن نميرى(40): اول زيارة لامريكا. واشنطن: محمد علي صالح

    المنبر العام

  • الحرية لمعتقلات ومعتقلي مركز تراكس
  • جهاز الامن يعترف باعتقال معتز الخال بعد اسبوعين من الإنكار
  • جناية الكاتبه سهير الشطفها البنغالى مصطفى جوووه الحمام -معقول دا بس
  • شكرًا بكري لرفع هذا المقال،، الصلحي٠٠ بقلم يحيى العوض
  • دكتور مصطفي ومني عمسيب
  • السودانية أ. نضال النعيم رمزاً للعزة والشموخ ودموع حب للوطن
  • خلال اجتماع رسمي .. وزير هندي يتصفح صور خليعة لزوجة دونالد ترامب .. ( صور) ..!!
  • أمريكا: تحقيق الجنائية لجرائم حرب بأفغانستان غير لائق ولسنا موقعين على المحكمة ولا نخضع لها
  • الفلبين تلمِّح إلى اللحاق بروسيا وتنسحب من الجنائية
  • البنقالي شطفني كاركتير
  • ألتغيير فرض عين ..
  • هيلاري كلنتون في أول تصريح لها بعد الهزيمة
  • اخطاء شائعة عند اختفاء احد فلزات اكبادنا
  • وكأنما أضحت كل طموحاتنا أن يعتقلنا النظام
  • أيهم أهم في الحياة الزواج, و الإنجاب أم الفن و الإنجاز و النجاح الفني مع استبعاد الزواج؟
  • كمال الجزولي يعتذر عن المشاركة في لجنة تعديل الدستور ويصف الدستور بالمنتهك للحريات
  • الملامِحُ المقضومةُ
  • نداء حتي لا ننسى الأطباء، ونماذج لِنباح الطغاة ...
  • هل من مصدر رسمي لخبر الغاء رسوم العمره للمملكه
  • لجنة مصنفات السودان ترفض كتاب (زقاق النسوان و زقاقات آخرى) للكاتب منعم الجزولي ..
  • يا هؤلاء:لن تطرد(جوبا)الحركة الشعبية–شمال حتى يدخل الجمل في سم الخياط!
  • بروفايل ولمحات من مسيرة الكابتن عصمت عبدالله (عصمت الامتداد)























  •                   

    11-18-2016, 04:23 AM

    بكرى ابوبكر
    <aبكرى ابوبكر
    تاريخ التسجيل: 02-04-2002
    مجموع المشاركات: 18727

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: جريمة الأبرياء بقلم الطالب مصطفى العادل (Re: مقالات سودانيزاونلاين)
                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de