تركيا والسودان (اطار للمقارنة): سقطت التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان برغم من وجود ميثاق للدفاع عن الديمقراطية موقع من كل القوى السياسية والنقابات السودانية يستوجب إعلان الإضراب السياسى والعصيان المدنى عقب الانقلاب مباشرة فلم يسعف الميثاق الدفاع عن التجربة الديمقراطية بينما فى تركيا خرجت الجماهير بعد دقائق من إعلان الانقلاب دفاعا عن الشرعية ورفضا للوصاية دونما حوجة لميثاق ... فى تركيا يظهر رئيس الجمهورية مخاطبا الشعب عبر مكالمة هاتفية داعيا الخروج للشوارع والميادين ويفعل الشعب دونما خوف وبجسارة يتحدى الدبابة وكل أسلحة الانقلابيين ويبقى مرابطا حتى تنتصر الشرعية ويندحر الانقلاب ....وفى السودان سنة 89 يختفى رئيس الوزراء المنتخب ويقبض عليه حاملا معه ورقة تفاوض وليس بيان رفض للانقلاب .. فى تركيا يقف المجلس النيابى كله حكومة ومعارضة ضد الانقلاب ويعلن ذلك بوضوح شديد بينما فى السودان تنفذ كتلة المعارضة (الجبهة الإسلامية ) الانقلاب على الديمقراطية ...!!!! فى تركيا يخرج الشعب للشوارع ولم يطلق عليه احد النار ولا الغاز المسيل للدموع ولاخراطيم المياه حتى !! بينما فى السودان تواجه المظاهرات والاحتجاجات بكل انواع الاسلحة القاتلة كماحدث فى سبتمبر 2013 .. فى تركيا تلقى الجماهير القبض على قوات مدججة بالسلاح وتسلمها للأجهزة الأمنية والشرطية بينما فى السودان توظف الأجهزة ذاتها فى قتل الشعب ...!!!!!! أن ما حدث فى تركيا درسا بليغا لكل الشعوب المؤمنة بالديمقراطية كخيار أصيل لتطورها السياسى بأن الديمقراطية لاتحمى بالبندقية ولا الإجراءات القمعية وإنما تحمى بارادة الشعب وقدراته اللامتناهية والتى لاتقهر ولاتستلب مهما تعاظمت على الوجه الآخر قدرات قوى الردة ... أن الايمان بالديمقراطية وسيلة وحيدة للتداول السلمى للسلطة ولإدارة الصراع الفكرى والسياسى لصالح الشعب تتطلب الدفاع عنها وعن خياراتها التى أتت بها صناديق الاقتراع وهنا يظهر الفرق بين الموقف المبدئي الذى تمثله القوى الصادقة مع نفسها ومبادئها والموقف الانتهازى الذى يمثله النظام الحاكم فى السودان والذى تفضحه مواقفه العملية فشتان ما بين الموقفين من بعد ومسافة !!! رغم الاختلاف الفكرى والسياسى مع حزب العدالة والتنمية ومرجعيته الإخوانية ومواقفه إزاء الصراع الدائر فى المنطقة وسياساته الداخلية إلا أن هذا لا يمنع من الدفاع عن الحق واحترام رأي الشعب لك او عليك فالدفاع عن الديمقراطية ورفض صيغ التغيير الفوقىبالانقلاب العسكرى قضية وعى ومبدأ والاختلاف حول الممارسة الديمقراطية صراع تحكمه قواعد اللعبة نفسها شكرا للشعب التركى لهذا الدرس الديمقراطى ......
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة