|
|
 مفاوضات المسار الثاني (دارفور) باديس ابابا في الميزان... بقلم حذيفة محي الدين
|
بدعوة كريمة من الالية رفيعة المستوي للاتحاد الافريقي برئاسة الرئيس الجنوب افريقي السابق ثامبو امبيكي تم دعوتنا في حركة العدل والمساواة السودانية وحركتي تحرير السودان بقيادة مني مناوي والتحرير بقيادة عبدالواحد نور ..وايمانا منا من حيث المبدأ ان قضايا البلاد لا تحل عبر العمل المسلح ولكن هو وسيلة للفت الانتباه واجبار النظام للجلوس الي طاولة المفاوضات ودفع استحقاقات السلام والوصول لحل شامل يخاطب جميع القضايا بحضور اطراف النزاع في السودان.
وكعادة النظام وعدم جديته في الوصول الي سلام حقيقي ينهي اسباب النزاع في البلاد أتي وفده خاوي الذهن يحمل قيود ظانا ظن السوء انه سوف يقيد بها هذه الوفود ويحملها للمشاركة في الحوار الذي سمي بهتانا وطني ..وغير مستعد لدفع اي استحقاقات تقود الي حل سلمي للنزاع..
وفي اول اجتماع لنا في حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان(مناوي) مع الوساطة رفيعة المستوي تقدمت الوساطة بطلب من وفد الحركتين بالتقدم بمقترح حول اجندة التفاوض وذلك للبدء في المفاوضات..
بعدها عملنا نحن في الحركتين بتكوين وفد موحد مشترك برئاسة الاستاذ /احمد تقد لسان وقمنا بصياغة ورقة موحدة تشمل مقترح اجندة التفاوض وقدمت تحليلا للصراع وتحدثت عن عدم تكرار التجارب السابقة الفاشلة بتجزئة القضايا واكدت الورقة علي ان النظام القائم كان سببا في اطالة معاناة الشعب السوداني ولتحقيق سلام عادل ومستدام يجب الوصول الي حل شامل لقضايا البلاد ...وان حل قضية دارفور والاقاليم الاخري المتأثرة بالحرب يكون حلها في اطار الحل الشامل لأزمات البلاد .وقج سبق وقد شخص الرئيس امبيكي أزمة دارفور بانها(ازمة السودان في دارفور) وبهذا الفهم يخاطب قضايا السودان ويفتح الباب نحو حل شامل لهذه القضايا القومية المزمنة.
وقد ادرجنا كوفد مشترك كل القضايا اسباب النزاع لمناقشتها ضمن الاجندة للتفاوض شملت اجراءات بناء الثقة بما في ذلك وقف العدائيات للاغراض الانسانية والوضعية السياسية لاقليم دارفور ومشاركة السلطة وتوزيع الثروة واعادة الاعمار والتنمية وعودة النازحين واللاجئيين وقضايا الارض والحواكير والعدالة والمحاسبة والتعويضات الشاملة والترتيبات الامنية وضمانات تنفيذ الاتفاق واخيرا الحوار القومي الدستوري ..وتم تسليم الرؤية الخاصة بالحركتين المتفاوضتين للوساطة وتم نقاشها في اجتماع مع الوساطة وقد تفهمت الوساطة موضوعية الطرح ولكن تفاجأنا ان احد اعضاء الوساطة قد اعد مسبقا مقترح للاجندة وهذا ما يتناقض مع منهجية عمل الوساطة ...وذلك في حال الاختلاف بين الاطراف المتفاوضين ووجود تباعد في المواقف فبعد ذلك تقوم الوساطة بتقديم مقترح توفيقي وذلك في حال فشلت في تقريب وجهات النظر ..وقد تم رفض المقترح مباشرة وادنا مثل هذا النهج لدي عضو الوساطة.وقد تقدم وفد الحكومة بمقترح لوقف العدائيات ومن بعدها الحركات للخرطوم للحوار الوطني وان اي قضايا اخري تناقش في الحوار الوطني في الداخل .وفي هذا يريد النظام ان يتجاوز الاسباب الحقيقية التي ادت للحرب وقدمنا من اجلها ارتال من الشهداء ...يريدون ان يختزلو كل القضية في الحوار الوطني !!!؟؟ وبعد مشاورات واجتماعات من قبل الوساطة مع الطرفين تقدمت الوساطة بمقترح توفيقي حول الاجندة تمثلت في الترتيبات الامنية والقضايا السياسية والقضايا الانسانية والحوار الوطني ومنهجية العمل ..وفي جلسة رسمية مع الوساطة جمع طرفي النزاع رفضت الحكومة مقترح الوساطة ومن جانبنا في الوفد المشترك للحركتين وافقنا علي مقترح الوساطة مع اضافة قضايا اساسية اغفلها المقترح تمثلت في قضايا النازحين واللاجئيين والتعويضات وقضايا الارض والحواكير والحدود والرحل واعادة الاعمار والعدالة والمحاسبة .
وبرر رئيس الوفد الحكومي انهم غير معنيين بالحديث عن هذه القضايا وهي خارج اطار تفويضهم .
وبعد هذا اللقاء بين طرفي الوفدين مع الوساطة قررت الوساطة عقد لقاء مباشر لرؤساء الحركتين مع رئيس الوفد الحكومي لمناقشة الامر ولكن انفض الاجتماع بدون الوصول لاي تقدم . وبعدها قرر الوساطة تعليق المفاوضات لمدة 5أيام لاتاحة الفرصة للوفد الحكومي للرجوع لقيادتهم لاخذ تفويض اضافي لمناقشة اجندة التفاوض.
وفد الحكومة:
في حقيقة الامر ان ثمة مسائل فنية تمثلت في تكوين وفد الحكومة حيث شمل الوفد لواءات في جهاز الامن اضافة الي ان رئيس الوفد ليس تنفيذيا في حكومة البشير ولا قياديا في حزب البشير الامر الذي يضعف الوصول لاتفاق ويمثل عدم جدية النظام في الوصول الي سلام حقيقي.
كذلك تشكيلة الوفد تؤكد ان زهنية النظام لم تغادر مكانها اذ تتعامل مع قضية دارفور بوصفها قضية امنية وغير معترفة بكل القضايا اسباب النزاع سواء سياسية او انسانية.وذلك عكس ما تم في منبر المنطقتين في تمثيل الوفد.
وبعد انقضاء فترة ال5 أيام لم يحضر وفد النظام المفاوض لاستئناف المفاوضات في اليوم المحدد وفي الوقت نفسه لم يغادر وفد الحركتين لمقر المفاوضات طيلة ايام التعليق .
مكالمة هاتفية انهت الجولة:
بادرت الوساطة بالاتصال بالوفد الحكومي لتبيان عدم مجيئهم لاستئناف المفاوضات وبررو انهم سوف يحضرون في اليوم التالي من الميعاد المحدد فسالهم رئيس الوساطة عن هل هناك جديد في موقفهم فقالوا لايوجد جديد نفس المواقف السابقة ..فطالبهم رئيس الوساطة بعدم المجئ اذن طالما لا يوجد جديد.
وبهذه المكالمة كانت اخر يوم من عمر المفاوضات التي انهارت بسبب عدم الاتفاق علي اجندة التفاوض .
وبهذا الموقف اعلنا نحن في الوفد المشترك للحركتين تحمل الحكومة فشل هذه المفاوضات وشهد بذلك كل المجتمع الدولي والاقليمي والوساطة الافريقية ..
مقرر المكتب التشريعي
امين الشئون الثقافية
حركة العدل والمساواة السودانية
|
|
  
|
|
|
|
مقالات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست