|
دولة الجنجويد في السودان بقلم : محمد داؤد
|
[email protected] مدخل اول : ( اهون للجمل ان يدخل ثقب الابرا من ان يدخل الجنجويد ملكوت الله ) عبدالعزيز بركه ساكن ( مسيح دارفو ) مدخل ثاني : ( نحن امباغه الحي مستفيد والميت شهيد ) (نحن الباشمرقا نحن تحت وفوق الله ) هذا المقولتين هما من شعارات الجنجويد ان المدخلين الذين اوردناهما من في بداية المقاله هما مدخلين مختلفين يعبر الاول علي جرم مليشيات الجنجويد ، اما المدخل الثاني هما من شعارات الجنجويد ،وهاذين الشعارين تشيران الي تقديس اعمالم الاجراميه ، واذا تسائلنا من اين اتي مصطلح الجنجويد ، ان مصطلح الجنجويد جاء من اقليم دارفور ، والذي في معناهو ان الجنجويدي هو ذلك الشخص الذي يعترف مهنة سرقة اموال وممتلكات الاخرين وهو علي ظهر الجواد ويحمل جيم ثلاثه ، والي الذين لا يعرفون جيم ثلاثه هي احدي الاسلحه المنتشره في اقليم دارفور المستورده من ايران (جيم ايراني ) ، وهذه المليشيات فيما بعد استخدمته النظام السياسي في الخرطوم كاداة لادارة مصالحه في دارفور اولا ومن ثم السودن بصفه عامه . بعد استقلال الدوله السودانيه من الاستعمار الانجليزي المصري ، تعاقب علي سدة الحكم في السودان انظمه سيايسه مختلفه الاتجاهات ( يساريه ، يمينيه ) ، من انظمه ديمقراطيه وديكتاتوريه ، وهذه الانظمه رغم اختلاف اشكال شرعيتها لم تقدم للدارفور والهامش السوداني شيئا سوي الدمار والموت الممنهج ، وما وصل اليه الدارفور الان هي نتاج طبيعي للتراكمات التاريخيه للاحداث ، حيث اهتم النخبه الحاكمه في السودان بالاقاليم المرتبطه بمصالحها الايدولوجيه وتوجهاتا العنصريه وهذه التوجهات العنصريه اخل بموازين التنميه في الدوله ، واحدث تمايزات اجتماعيه ، وتصانيف عنصريه في الدوله الواحده الي (عبيد ومولاة وخدم وسادة) ، وهذا التقسيم الغير المعلن هي جزء اساسي من مكونات الدوله السودانيه، لذا حين جاء النظام الجبهه الاسلاميه علي كرسي الحكم في عام 1989 بقيادة شيخهم الترابي حفظه الله في النار ، كان همهم الاساسي هي تطبيق مشروعهم الفاشل ذات الرساله الهلاميه المقدسه ، المشروع الحضاري ( التمكين ، النهب ، الفساد ، العنصريه ، القتل باسم الله ) وهذا المشروع دفع كثير من الاقاليم الهامش السوداني الي رفع السلاح كاليه للدفاع عن نفسها والمطالبه بحقوقهم الاصيله من الدوله ولبقائها الثقافي والانساني والوجودي ، خاصة بعض تصريح رئيس المشروع الحضاري الذي قال فيه : (اي زول داير حقو يشيل السلاح ) . وكان عام 2002 هي التاريخ الفاصل بين الدوله الرساليه واقليم دارفور الذي خرج من طاعة الدوله الرساليه الذي اسسها نظام الجبهه الاسلاميه ، عن طريق تقديم مذكره تحتوي علي مطالب اهل دارفور والمتمثله في التنميه بكافة اشكاله والامن والمشاركة الحقيقية في ادارة الدوله السودانيه وتقسيم العادل للثروه حسب نسبة السكان في الاقليم ، فكان رد الدوله الرساليه عنيفا وعنصريا ( متي تخليتم من غسيل الملابس حتي دايرين تحكمو ) علي لسان احد قادة الدوله الرساليه ، وكان هذا ايذانا ببداية تاريخ جديد في اقليم دارفور والسودان بصفه عامه ، حيث استغل الدوله الرساليه التناقضات القبليه الموجوده في الاقليم واسس مليشيات حكوميه علي اسس عنصريه ، قائم علي قيم التوهم بالتفوق علي الاخرين فكان ميلاد مليشيات جنجويد بصفه رسميه ، والذي اعتمد في الاساس علي بعض القبائل العربيه وباشراف مباشر من راعي الدولة الرساليه الجنرال الراقص السئ الذكر عمر بن البشير ، حيث ارتكب هذه المليشيات ابشع وافزع الجرائم ، كجرائم الحرب ، جرائم ضد الانسانيه ، التطهير العرقي ، والتهجير القصري ، حيث قتل حوالي 300 الف نسمه خلال فترة سنه معظمهم من المدنيين العزل الذين ليس لهم اي صلة بما يجري في اروقة الدوله ، وكان النتيجه النهائيه وجود الاف او ملايين من سكان الاقليم في معسرات النزوح واللجوء حول دول العالم في ظروف غير انسانيه . الشاهد للاوضاع الراهنه الان في السودان بعد مرورو حوالي 12 عاما من القتل والتشريد والنهب من قبل الجنجويد ، حيث اصبح مؤسسة الجنجويد من اكبر المؤسسات تأثيرا علي مستوي الدوله السودانيه ، خاصة بعد اعتمادها كقوه رئيسيه المنوط بها حماية الدوله الرساليه من تهديدات قوي الكفر وعبيد الغرب حسب تصريحات قادة الدوله الرساليه ، واكبر دليل علي تحول الدوله الي دولة الجنجويد وجود الجنجويد في قلب العاصمة السودانية تحت مسمي قوات الدعم السريع ( القتل السريع ) ، لتمارس عادتها المفضله حتي داخل العاصمه الخرطوم ، بعد ان تحول اقليم دارفور الي زريبه كبيره لاستيراد الجنجويد الموجودين حول العالم ، وان عملية استيراد الجنجويد هي خطوه مدروسه لتحويل الدوله السودانيه الي دولة الجنجويد ، لاستيعاب سواقت وملاقيت الحرب العالمي ضد الارهاب في كل من مالي وافريقيا الوسطي والنيجر . ولنا عوده
|
|
|
|
|
|